القاهرة: الأمير كمال فرج.

تشير الدراسات والأبحاث إلى أن اختيار الشريك المؤسس المناسب يلعب دورًا محوريًا في تحديد مصير الشركات الناشئة.

ذكر عبده رياني في تقرير نشرته مجلة Forbes إن "وفقًا لسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، فإن الخلافات بين الشركاء المؤسسين تُعد السبب الرئيسي لفشل العديد من الشركات الناشئة في مراحلها الأولى. هذا يؤكد أن العثور على شريك مؤسس متوافق ليس مجرد خطوة إضافية، بل عامل حاسم في نجاح المشروع".

إلى جانب ذلك، تشير البيانات إلى أن وجود شريك مؤسس يمكن أن يعزز فرص النجاح بشكل كبير. فبحسب دراسة أجراها مشروع Startup Genome، فإن المؤسسين الأفراد يحتاجون إلى وقت أطول بمقدار 3.6 مرات لتوسيع أعمالهم مقارنة بالفرق التي تضم شركاء مؤسسين.

كما أظهرت تقارير CB Insights أن 23% من حالات فشل الشركات الناشئة تعود إلى مشاكل متعلقة بالفريق، مما يبرز أهمية بناء فريق قوي ومتماسك منذ البداية، ويمكن للشريك المؤسس أن يجلب مهارات وشبكة علاقات تكميلية، ويوفر الدعم العاطفي، ويساعد في تقاسم عبء العمل.

وتتطلب عملية العثور على الشريك المناسب تفكيرًا دقيقًا ومنهجية منظمة. إذا حقق مشروعك أي درجة من النجاح الأولي، فمن المحتمل أن تبدأ في قضاء وقت أطول مع شريكك المؤسس أكثر من الوقت الذي تقضيه مع شريك حياتك، لذلك لا تختار بشكل عشوائي.

1. حدد احتياجاتك وتوقعاتك

قبل أن تبدأ في البحث عن شريك مؤسس، حدّد ما تبحث عنه. حدد المهارات والخبرات التي تكمل مهاراتك. على سبيل المثال، إذا كنت مؤسسًا تقنيًا، فقد تحتاج إلى شخص لديه خبرة في الأعمال والتسويق. ضع توقعاتك بوضوح بشأن الأدوار والمسؤوليات والرؤية طويلة المدى. عدم التوافق في التوقعات هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل العلاقات بين الشركاء المؤسسين.

بالإضافة إلى ذلك، ضع في اعتبارك التوافق الشخصي. الشريك المؤسس هو شخص ستعمل معه عن كثب لسنوات، لذا فإن القيم المتوافقة وأخلاقيات العمل وأساليب التواصل هي عوامل حاسمة. كلما حددت التوقعات الصحيحة وتحدثت عن القضايا المهمة (وإن لم تكن عاجلة) مبكرًا، قل احتمال أن تشارك أحلامك مع الشخص الخطأ. مجموعة معايير محددة جيدًا ستجعل البحث أكثر فعالية وتمنع النزاعات المحتملة في المستقبل.

2. استفد من شبكة معارفك الحالية

شبكة معارفك المهنية والشخصية هي أفضل مكان للبدء. تواصل مع زملاء العمل السابقين، وزملاء الدراسة، ومعارفك الذين يمتلكون المهارات والخبرات ذات الصلة.

حضور فعاليات الشركات الناشئة، والمؤتمرات الصناعية، واللقاءات المحلية يمكن أن يساعد أيضًا في توسيع شبكة معارفك. تعتبر LinkedIn وTwitter أيضًا منصات مفيدة للتواصل مع رواد الأعمال الذين يتشاركون نفس التفكير. توفر المجتمعات المخصصة للمؤسسين، مثل أداة Y Combinator لمطابقة الشركاء المؤسسين وIndie Hackers، فرصًا رائعة للقاء شركاء محتملين.

عند التواصل، كن واضحًا بشأن رؤيتك وما تقدمه لجذب الشخص المناسب. جذب شريك مؤسس جيد لا يختلف كثيرًا عن جذب أفضل الموظفين للشركة الناشئة - ستحتاج إلى تسويق مشروعك، وشخصيتك، وما تؤمن به بشكل جيد.

ومع ذلك، فإن العثور على مرشحين مناسبين لا يعني منحهم حصصًا ملكية على الفور. سيكون من الخطأ جدًا منح حصص ملكية في مشروعك لشخص لا تعرفه ولم تعمل معه من قبل. يقول سام ألتمان "أنت تريد حقًا أن تعرف شركائك المؤسسين لفترة من الوقت، ويفضل أن تكون سنوات".

3. استخدم منصات مطابقة الشركاء المؤسسين

هناك العديد من المنصات المتخصصة في ربط مؤسسي الشركات الناشئة. مواقع مثل CoFoundersLab وFoundersList وAngelList توفر بيئات منظمة حيث يمكن لرواد الأعمال العثور على شركاء مؤسسين محتملين بناءً على المهارات والخبرات والاهتمامات. تسمح العديد من هذه المنصات لك بتصفية المرشحين بناءً على الصناعة، ومرحلة الشركة الناشئة المفضلة، ومعايير رئيسية أخرى.

عند استخدام هذه المنصات، خذ الوقت الكافي للتحقق من الشركاء المؤسسين المحتملين بدقة. قم بإجراء محادثات متعددة، وناقش الأهداف طويلة المدى، وقيم أسلوب عملهم قبل الالتزام بأي شيء. العلاقة العملية القوية أكثر أهمية من مجرد امتلاك مهارات تكميلية.

4. اختبر التوافق قبل الالتزام

كما ذكرنا سابقًا، قبل الشروع في شراكة رسمية مع شريك مؤسس، اختبر علاقتك العملية من خلال مشروع صغير. يمكن أن يكون هذا المشروع نموذجًا أوليًا، أو مبادرة بحثية عن السوق، أو حتى مهمة استشارية قصيرة الأجل، فمراقبة كيفية تعاونكما في سيناريوهات حقيقية يمكن أن توفر رؤى قيمة حول ما إذا كانت الشراكة ستنجح على المدى الطويل. يقول سام ألتمان "إحدى النصائح التي نقدمها في مسرعة الاعمال YC هي: حاول العمل معًا في مشروع بدلاً من مجرد إجراء مقابلة".

ضع في اعتبارك عوامل مثل أساليب اتخاذ القرار، وطرق حل المشكلات، وقدرات حل النزاعات. العديد من العلاقات بين الشركاء المؤسسين تنهار بسبب الاختلافات في التعامل مع الضغوط والإخفاقات. باختبار الشراكة أولاً، يمكنك تقليل خطر الفشل المبكر.

5. حدد الاتفاقيات والتوقعات بوضوح

بمجرد تحديد شريك مؤسس، قم بإضفاء الطابع الرسمي على الشراكة من خلال اتفاقيات واضحة. حدد المسؤوليات، وتقسيم الحصص الملكية، وعمليات اتخاذ القرار، وساعات العمل، وتوقعات التوازن بين العمل والحياة، وآليات حل النزاعات.

اتفاقية المؤسسين، التي يتم صياغتها بمساعدة قانونية، يمكن أن تمنع سوء الفهم وتحمي كلا الطرفين في المستقبل.

وجود اتفاقيات محددة بوضوح في وقت مبكر يضمن الشفافية والمساءلة. الاجتماعات الدورية والاتصال المفتوح يمكن أن تساعد أيضًا في الحفاظ على شراكة قوية ومنتجة مع مرور الوقت.

هذه الخطوات الخمس يمكن أن تكون دليلك لإيجاد الشريك المؤسس المثالي الذي يساعدك على تحقيق أحلامك في عالم الشركات الناشئة.