القاهرة: الأمير كمال فرج.

تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورًا متسارعًا، حيث يتجه التركيز الآن نحو تطوير "وكلاء أذكياء" – مساعدين شخصيين قادرين على استخدام التطبيقات والحواسيب لإنجاز المهام نيابة عن المستخدمين.

ذكر تقرير نشره موقع Futurism أن " المحللون يحذرون من أن انتشار الوكلاء الأذكياء، حيث يثير هذا التطور تساؤلات ومخاوف حول مستقبل الإنترنت والاقتصاد الرقمي، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير جذري في طريقة استهلاك المعلومات والتفاعل مع الخدمات عبر الإنترنت، بل وربما إلى نهاية الإنترنت كما نعرفه اليوم".

وإذا ما تحقق هذا السيناريو  فإنه سيؤدي إلى تغيير جذري في النظام البيئي للمعلومات عبر الإنترنت، حيث سيصبح استهلاك المعلومات يتم بشكل رئيسي بواسطة الشبكات العصبية بدلاً من البشر.

بحسب تقرير نشرته Business Insider، يحذر المحللون الماليون من أن انتشار استخدام الوكلاء الأذكياء سيؤدي إلى آثار جانبية واسعة النطاق في جميع أنحاء الاقتصاد. على سبيل المثال، يشير المحللان الماليان في شركة Bernstein لإدارة الثروات، مارك شموليك ونيخيل ديفناني، في مذكرة استثمارية حديثة، إلى أن تأثير ذلك على اقتصادات الإنترنت سيكون هائلاً، حيث ستبدأ التطبيقات والمواقع الإلكترونية في تصميمها مع وضع المستخدمين من الذكاء الاصطناعي في الاعتبار بدلاً من المستخدمين البشر.

وكتب ديفناني وشموليك في مذكرتهما الاستثمارية: "إذا أصبح الوكلاء الأذكياء مفيدون حقًا، فسوف يغيب الإنترنت عن الأنظار".

على سبيل المثال، بدلاً من التنقل بين خدمات مشاركة السيارات للعثور على أقل الأسعار،  يمكن لوكيلك الذكي ببساطة العثور على أرخص رحلة لك، مما يلغي فعليًا الجهد الذهني المبذول في اتخاذ قرار بشأن ما يجب فعله.

هذا مثال بسيط، ولكن الأمثلة الأخرى قد تكون أكثر تعقيدًا. إذا أصبح من المعتاد الاطلاع على أخبار اليوم من خلال قيام وكيلك الذكي بتلخيص عمل المنشورات المختلفة، فهذا يعني أن لا أحد من البشر يشاهد إعلاناتهم بعد الآن – ففي هذه الحالة، من سيمول تغطية أخبار الغد؟.

كما سيمنح ذلك قوة اقتصادية غير عادية للوكلاء الأذكياء ومبتكريهم، لأنهم سيصبحون حراس البوابات الجدد بين المستهلكين ومجموعة واسعة من المنتجات والخدمات.

وكتب محللو Bernstein : "في الوقت الحالي، يسيطر المجمعون على العرض، ولكن إذا تم توحيد الطلب وتلبيته من خلال وكيل ذكي، فقد لا تحتاج أبدًا إلى فتح تطبيق مشاركة الرحلات مرة أخرى!".

إضافة إلى هذا التغيير مع الطرق الأخرى التي يهدد بها الذكاء الاصطناعي بتقليص الوظائف التي كان يقوم بها البشر تقليديًا، فإنك ستحصل على اضطراب اقتصادي كبير.

وبالطبع، كل هذا يفترض أن الذكاء الاصطناعي سيصبح ذكيًا للغاية في المستقبل، في حين أن دقة التكنولوجيا وقدراتها على الاستنتاج غالبًا ما كانت متأخرة عن الضجة الإعلامية.

يتساءل كل من شموليك وديفناني، "في المستقبل، هل يقدم الوكلاء الذكية نصائح مثالية للتنقل في عالم مليء بالتحديات؟، أم أنهم مغفلون ساذجون يقدمون توصيات طائشة – خاصة عندما يبدأ الوكلاء الأذكياء في اختراق الصناعات عالية المخاطر مثل الرعاية الصحية والتأمين؟.

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى الاستفادة من موجة الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لا يدعو للقلق – فهناك أموال يمكن جنيها.

وكتب ديفناني وشموليك: "مرحبًا بكم في عصر الوكلاء الأذكياء. ليس هناك مكان للاختباء".