القاهرة: الأمير كمال فرج.
هل يُعد باحث Google الذكي "AI co-scientist"، والقائم على الذكاء الاصطناعي، ثورة في البحث العلمي كما نعرفه؟ وفقًا لزملائه من البشر، الإجابة هي لا.
ذكر تقرير نشره موقع Futurism أن "الأداة المبنية على نموذج Gemini 2.0، والتي أعلنت عنها Google الشهر الماضي، يُزعم أنها قادرة على توليد فرضيات وخطط بحث مفصلة باستخدام "المنطق المتقدم" لـ "محاكاة عملية الاستدلال التي تدعم المنهج العلمي." هذه العملية مدعومة بـ "وكلاء" متعددين من Gemini يتناقشون ويتبادلون الأفكار، ويحسنونها بمرور الوقت.
قال لان كارتيكيسالينجام، باحث الذكاء الاصطناعي في Google، لمجلة New Scientist الشهر الماضي بأن هذه الأداة التي لم يُكشف عن اسمها بعد، ستمنح العلماء "قوى خارقة". وحتى باحثو الطب الحيوي في Imperial College London، الذين استخدموا نسخة مبكرة من نموذج الذكاء الاصطناعي، زعموا بحماس أنها ستُحدث "طفرة هائلة في العلوم".
لكن يبدو أن هذا الضجيج المبالغ فيه ليس سوى مجرد ضجيج، فقد صرحت سارة بيري، باحثة رؤية الكمبيوتر في معهد Massachusetts Institute of Technology (MIT)، لموقع TechCrunch: "هذه الأداة الأولية، على الرغم من كونها مثيرة للاهتمام، لا يبدو أنها ستُستخدم بجدية. لست متأكدة من وجود طلب على هذا النوع من أنظمة توليد الفرضيات من المجتمع العلمي".
في إعلانها، تفاخرت Google بأن "AI co-scientist" ابتكر طرقًا جديدة لإعادة استخدام الأدوية لعلاج ابيضاض الدم النخاعي الحاد. ومع ذلك، وفقًا لعالمة الأمراض فافيا دوبيك، "لن يأخذ أي عالم شرعي" النتائج على محمل الجد، فهي غامضة للغاية.
قالت دوبيك، المنتسبة إلى مركز Northwest Medical Center-Tucson بولاية أريزونا، لموقع TechCrunch: "إن نقص المعلومات المقدمة يجعل من الصعب حقًا فهم ما إذا كان هذا يمكن أن يكون مفيدًا حقًا."
كما تم دحض ادعاءات Google بأن الذكاء الاصطناعي اكتشف طرقًا جديدة لعلاج تليف الكبد، فقد قال ستيفن أورايلي من شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية Alcyomics لمجلة New Scientist الشهر الماضي: "الأدوية المحددة معروفة جيدًا بأنها مضادة للتليف. لا يوجد شيء جديد هنا".
من المؤكد أن الأداة ليست خالية من المزايا المحتملة، حيث يمكنها تحليل واستخلاص كميات هائلة من الأدبيات العلمية في دقائق، وتجميع ما تجده في ملخصات مفيدة. يمكن أن يكون ذلك موفرًا مذهلاً للوقت، إذا كان بإمكانك التغاضي عن الاحتمالية العالية للهلوسات، أو المخرجات المختلقة، التي تتسلل إلى العمل، وهي مشكلة متأصلة في جميع نماذج اللغة الكبيرة (large language models).
لكن هذا ليس ما تهدف إليه Google هنا؛ إنها تروج لنموذج الذكاء الاصطناعي باعتباره آلة لتوليد الفرضيات بامتياز، شيئًا يمكنه استكشاف فهمنا لمجال ما بأسئلة ذات مغزى، وليس مجرد مساعد بحث آلي. هذا مستوى عالٍ جدًا جدًا. والأهم من ذلك، أنه ليس شيئًا يطلبه العلماء.
صرحت لانا سيناباين، باحثة الذكاء الاصطناعي في مختبرات علوم الكمبيوتر التابعة لشركة Sony Computer Science Laboratories في اليابان، لموقع TechCrunch: "بالنسبة للعديد من العلماء، وأنا من بينهم، فإن توليد الفرضيات هو الجزء الأكثر متعة في الوظيفة. لماذا أرغب في الاستعانة بمصادر خارجية لمتعتي إلى جهاز كمبيوتر، ثم أترك العمل الشاق فقط لأقوم به بنفسي؟"
وأضافت سيناباين: "بشكل عام، يبدو أن العديد من باحثي الذكاء الاصطناعي التوليدي يسيئون فهم سبب قيام البشر بما يفعلونه، وينتهي بنا الأمر بمقترحات لمنتجات تعمل على أتمتة الجزء الذي نستمد منه المتعة."