القاهرة: الأمير كمال فرج.

أعلنت Google مؤخرًا عن خططها لتوسيع استخدام ميزة "نظرة الذكاء الاصطناعي" (AI Overviews) لتشمل تقديم نصائح طبية من قبل المستخدمين، وذلك على الرغم من سجلها الحافل بالأخطاء الفادحة والمعلومات المضللة.

ذكر تقرير نشره موقع  Futurism أن "هذه الميزة، التي أثارت سابقًا موجة من السخرية بسبب اقتراحاتها الغريبة مثل إضافة الغراء إلى البيتزا، ستُستخدم الآن لتقديم إرشادات صحية، مما أثار مخاوف كبيرة حول دقة وسلامة المعلومات التي ستقدمها".

إدعت كارين دي سالفو، المسؤولة الصحية الرئيسية في Google ، في منشور تدويني يفيض بالتفاؤل، أن "التطورات الأخيرة في نماذج جيميني Gemini المتعلقة بالصحة" وأنظمة الجودة والتصنيف "الأفضل في فئتها" ستسمح لهذه الميزة غير الموثوقة بتغطية "آلاف الموضوعات الصحية الإضافية".

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تثير القلق، خاصة مع إدخال ميزة جديدة تسمى "ما يقترحه الناس" What People Suggest، والتي ستقدم نصائح صحية من هواة على الإنترنت. وعلى الرغم من تأكيد دي سالفو أن هذه الميزة متاحة على الأجهزة المحمولة في الولايات المتحدة، لم يتمكن فريقنا من الوصول إليها سواء عبر تطبيق Google أو عبر الويب.

ووثقت العديد من التقارير، بما في ذلك تقارير من موقع Futurism، أن ميزة "نظرة الذكاء الاصطناعي" من جوجل تقدم معلومات خاطئة بشكل مثير للسخرية. من الادعاء بأن صغار الفيلة يمكن أن تجلس في كف اليد البشرية، إلى اقتراح إضافة الغراء إلى البيتزا، واجهت هذه الميزة صعوبات كبيرة في التمييز بين الحقائق والخيال منذ إطلاقها قبل عامين تقريبًا. بل إن دراسة حديثة من مركز "تاو" للصحافة الرقمية بجامعة كولومبيا كشفت أن نموذج Gemini للدردشة التابع لجوجل أخطأ في الإجابة على أسئلة أساسية بنسبة مذهلة بلغت 60%.

وردًا على تساؤلات حول هذه القضية، قال متحدث باسم Google : "تُظهر أبحاثنا أن الناس يقدرون سماع آراء الآخرين الذين يواجهون أسئلة صحية مماثلة. ميزة 'ما يقترحه الناس' تساعد في العثور على هذه المعلومات بطريقة أكثر تنظيمًا وفائدة. وقد خضعت هذه الميزة لاختبارات صارمة وتقييمات سريرية من قبل أطباء مرخصين، وهي تظهر جنبًا إلى جنب مع محتوى صحي موثوق على محرك البحث."

ومن المفارقات أن Google كانت تمتلك في السابق مئات الموظفين البشريين الذين كانت وظائفهم تتمحور حول الصحة، ولكن في عام 2021، أغلقت الشركة قسمها الصحي وتم تسريح أو إعادة توزيع العاملين فيه. وأعرب عشرات الخبراء الذين تحدثوا إلى وكالة Bloomberg  الصيف الماضي عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي التابع لجوجل قد لا يقدم معلومات دقيقة وعالية الجودة في مجال الرعاية الصحية، ولم تظهر أي مؤشرات في الفترة الأخيرة تشير إلى أن هذه المخاوف قد تم تبديدها.

وقال راجيف ليفينثال، المحلل الأول في eMarketer "إذا كان طموح Google العام هو تعطيل صناعة الرعاية الصحية بالكامل، فإنه لم ينجح أحد في عالم التكنولوجيا الكبرى في تحقيق ذلك. الرعاية الصحية هي مجال فريد من نوعه."

تواصلنا مع Google لمعرفة كيف تخطط للتحقق من أن المعلومات الصحية التي يقدمها ذكاءها الاصطناعي دقيقة وآمنة. وفي المرة الأخيرة التي سألنا فيها الشركة عن ميزة "نظرة الذكاء الاصطناعي"، أخبرتنا أنه "قد لا يكون هناك الكثير من المحتوى عالي الجودة المتاح على الويب" لبعض الأسئلة، وبالتالي فإن الميزة قد تخطئ في بعض الأحيان.

وأضاف متحدث باسم الشركة "لدينا ضوابط وسياسات لحماية المستخدمين من الردود منخفضة الجودة، وعندما تظهر مشكلات، نستخدم هذه الأمثلة لتحسين الأداء واتخاذ الإجراءات المناسبة وفقًا لسياساتنا".

Google بتقديمها خدمة تقديم نصائح صحية من قبل المستخدمين، تتقمص دور "حلًاق الصحة" الذي برز في الماضي في مصر،  حيث كان هو الطبيب المعتمد لدى أهل القرى والنجوع فقد كان متخصصاً فى علاج جميع الامراض، بل كان جراح وممرض أيضاً مما جعله بمثابة مستشفى متنقله إضافه الى مهنته الأساسية وهى الحلاقة.