القاهرة: الأمير كمال فرج.

إذا كنت من متناولي مكملات الكرياتين، فإن العلماء لديهم أخبار مثيرة لك... بعضها جيد، وبعضها الآخر ليس كذلك.

ذكر تقرير نشره موقع Futurism "اعذرونا يا عشاق الرياضة، ولكن كل ذلك الكرياتين الذي تعتمدون عليه؟ قد يكون دون فائدة تُذكر، وفقًا لتجربة سريرية جديدة — على الأقل بالجرعة التي تتناولونها حاليًا".

بعد مراقبة أكثر من خمسين شخصًا خضعوا لبرنامج تدريبي لمدة 12 أسبوعًا، اكتشف باحثون أستراليون أن المجموعة التي تناولت مكملات الكرياتين يوميًا لم تُحقق زيادة ملحوظة في الكتلة العضلية مقارنةً بالمجموعة التي لم تتناوله، كما ورد في دراسة نُشرت في مجلة Nutrients.

وقالت ماندي هاجستروم، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة نيو ساوث ويلز: "أثبتنا أن تناول 5 جرامات يوميًا من الكرياتين لا يُحدث فرقًا في كتلة العضلات لدى الأشخاص الذين يخضعون لتمارين المقاومة. ربما تم المبالغة في فوائد الكرياتين سابقًا بسبب مشاكل منهجية في الدراسات القديمة".

هذه النتائج قد تهز إحدى "الثوابت" في عالم كمال الأجسام. ففوائد الكرياتين — وهو مادة آمنة ينتجها الجسم طبيعيًا — لم تكن مجرد خرافة بين الرياضيين، بل كانت مدعومة بأبحاث علمية واسعة. النصيحة الشائعة كانت: "تناول 5 جرامات يوميًا لتحقيق نمو عضلي مثالي".

كما ارتبط الكرياتين بفوائد صحية أخرى، مثل تعزيز صحة الدماغ والعظام، وحتى تقليل معدلات الوفيات، وفقًا للباحثين. والأهم أنه رخيص الثمن! لذا، إذا كان هدفك تضخيم العضلات، فما الذي يمنعك من تناوله؟

لكن هذه الدراسة الحديثة تُقلل من هذه الصورة المثالية. لضمان دقة النتائج، اختار الباحثون بالغين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا مع خبرة تدريبية محدودة، ووضعوهم في برنامج تمارين مقاومة متماثل (3 جلسات أسبوعيًا)، مع تتبع نظامهم الغذائي بدقة. ولقياس نمو العضلات، استخدموا تقنيات التصوير بالأشعة السينية.

ما يميز هذه التجربة؟

بدأ المشاركون تناول الكرياتين قبل أسبوع من بدء البرنامج التدريبي، وليس بالتزامن معه. هذا التصميم تجنب مشكلة شائعة في الدراسات السابقة: الخلط بين تأثير الكرياتين ونتائج التمارين نفسها.

توضح هاجستروم: "أضفنا ما نسميه مرحلة 'الاستعداد'، حيث بدأ نصف المشاركين بتناول المكمل دون تغيير أي عادات أخرى، مما سمح لأجسامهم بالتكيف معه".

في الأسبوع الأول، زادت كتلة مجموعة الكرياتين بحوالي نصف كيلوغرام، لكن هذا الفارق اختفى لاحقًا، مما يشير إلى أن الزيادة كانت بسبب احتباس السوائل — أحد الآثار المعروفة للكرياتين — وليس نموًا عضليًا حقيقيًا.

وتضيف هاجستروم: "عندما بدأ المشاركون التمارين، لم يظهر الكرياتين أي فائدة إضافية. هذا يشير إلى أن 5 جرامات يوميًا غير كافية لبناء العضلات".

فوائد على المدى الطويل

قد تكون الجرعة الأكبر (مثل 10 جرامات يوميًا) هي الحل، أو ربما تظهر فوائد الكرياتين على المدى الطويل لدى المتدربين المحترفين، وليس المبتدئين الذين ركزت عليهم الدراسة.

قال إمتياز ديساي، الباحث المشارك في الدراسة وعالم التمارين الرياضية في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، في البيان: "سيكون من المثير للاهتمام حقًا معرفة ما إذا كان للكرياتين فائدة أكبر على المدى الطويل". "عندما تبدأ تدريبات الأثقال، فإنك تحصل على مكاسب في القوة مثل تلك التي يحصل عليها المبتدئون، ثم تبدأ هذه المكاسب في التراجع عند حوالي الأسبوع الثاني عشر وتصبح أبطأ، لذا فمن الممكن أن يأتي الدعم من الكرياتين في مرحلة لاحقة."