القاهرة: الأمير كمال فرج.

أزالت وكالة ناسا الفضائية قصتين مصورتين عن رائدات فضاء من جميع مواقعها الإلكترونية، حسبما أفاد موقع NASA Watch، في ما يبدو أنه أحدث ضحايا حملة إدارة ترامب لحذف محتوى "التنوع والمساواة والشمول" (DEI) من الوكالات الفيدرالية.

ذكر تقرير نشره موقع Futurism إن "القصتان المصورتان عبر الإنترنت، بعنوان "المرأة الأولى: وعد ناسا للبشرية" و "المرأة الأولى: توسيع عالمنا"، تحكيان قصص فتيات صغيرات يتدربن ليصبحن رائدات فضاء، استعدادًا لمهام Artemis القادمة التابعة لناسا، والتي كان من المقرر أن تشهد هبوط أول امرأة على سطح القمر. لكن هذا الوعد تم التخلي عنه أيضًا".

تم عرض القصتين على موقع ناسا منذ إصدارهما في عامي 2021 و 2023، على التوالي. ولكن اعتبارًا من مارس 2025، تم مسحهما من الوجود الإلكتروني لوكالة الفضاء.

بعد فترة وجيزة من تولي ترامب منصبه في يناير، أصدرت قيادة ناسا توجيهًا يأمر الموظفين بحذف مجموعة كاملة من المصطلحات التي تعتبرها الإدارة "متماهية مع مفهوم الاستيقاظ الاجتماعي"، بما في ذلك أي محتوى "يستهدف تحديدًا" النساء.

ويشير مفهوم "الاستيقاظ الاجتماعي" (Woke) إلى وعي متزايد بالقضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية، مثل العنصرية والتمييز الجنسي وعدم المساواة. غالبًا ما يرتبط هذا المفهوم بالنشاط السياسي والسعي إلى تغيير الأنظمة والممارسات التي يُنظر إليها على أنها غير عادلة.

كما هددت القائمة بأعمال مدير وكالة الفضاء، جانيت بيترو، التي اختارها ترامب، الموظفين بـ "عواقب وخيمة" إذا تحدثوا عن أي جهود للتنوع والمساواة والشمول دون موافقة رسمية.

لذلك، ليس من المستغرب أن هذه السياسة التمييزية الشاملة تعمل على رقابة محتوى برسائل صحية وغير ضارة مثل "يمكن للنساء أن يصبحن رائدات فضاء أيضًا". والأكثر قتامة، أن صفحات ناسا حول مهمة Artemis لم تعد تتباهى بالوعد بأنها "ستهبط بأول امرأة، وأول شخص ملون، وأول رائد فضاء شريك دولي على سطح القمر".

يتم استخدام نهج الرقابة هذا في أجنحة أخرى من الحكومة، مما ينتج عنه أخطاء تكشف عن الأسس العنصرية والتمييزية ضد المرأة لسبب وجودها. على سبيل المثال، أثار البنتاغون الأسبوع الماضي ضجة عندما حذف صفحة ويب حول لاعب البيسبول وبطل الحقوق المدنية جاكي روبنسون - وهو خطأ مزعوم ألقى المسؤولون باللوم فيه على أداة الذكاء الاصطناعي.

لن تحظى قصة مصورة غير معروفة مثل "المرأة الأولى" بالكثير من الدعم. لكنها وجدت على الأقل بطلاً بارزًا واحدًا: وكالة الفضاء الأيسلندية. رد دانيال ليب، المدير التنفيذي للمهمة في وكالة الفضاء الأيسلندية، على موقع NASA Watch  على LinkedIn، منتقدًا الرقابة وتعهد بعرض القصص المصورة.

كتب ليب، وفقًا لموقع NASA Watch: "ستستضيف وكالة الفضاء الأيسلندية وتنشر العدد الأول والثاني من قصة المرأة الأولى على موقعنا الإلكتروني صباح الاثنين. سنبدأ أيضًا مبادرة لترجمة ذلك إلى الأيسلندية... ولمواصلة القصة".

وأضاف ليب: "آمل لبناتي وجميع بنات الأرض، أن نتمكن جميعًا من البدء في استخدام أصواتنا للرد بوضوح وأن نقول إن التنوع والمساواة والشمول ليسوا الشبح الذي يريد البعض أن يصدقوه. بل هو قوة أساسية في الجغرافيا السياسية والاقتصاد والمجتمع ككل".