القاهرة: الأمير كمال فرج.

في اختبار تذوق أعمى، قُدِّمَت اللحوم المصنعة جنبًا إلى جنب مع اللحوم الحقيقية لآلاف الأشخاص الذين انقسموا إلى فريقين : "نباتيون جزئيون" و"آكلو لحوم"، وطُلِب منهم تقييم الأفضل - وكانت إجاباتهم دالة للغاية.

كما ذكر موقع Vox، تشير نتائج جديدة لمسح أجرته NECTAR، وهي منظمة غير ربحية تبحث في منتجات "البروتين البديل"، إلى أن تفضيلات اللحوم الحقيقية أو المزيفة قد تكون في أذهاننا أكثر مما هي في براعم التذوق لدينا.

عند تجميع النتائج بشكل عام، وجدت NECTAR أن أغلبية المشاركين ( 2684 مشاركًا) في الدراسة فضلوا إلى حد كبير منتجات "المعيار" الحيوانية التي قُدِّمَت لهم جنبًا إلى جنب مع منتجات اللحوم المزيفة التي تراوحت بين النقانق والبرغر التقليديين إلى لحم الخنزير المقدد وشرائح اللحم الباردة البديلة.

لكن الأخذ في الاعتبار التفاوتات الهائلة في الجودة بين العلامات التجارية - وهو ما يمكن لأي شخص عانى من هوس البيتزا النباتية في أوائل عام 2010 أن يشهد عليه - يرسم صورة مختلفة تمامًا. فعندما قُدِّمَت شرائح "الدجاج" غير المتبلة المصنعة من شركة Impossible Foods، على سبيل المثال، قال 60 % من المشاركين في الاستطلاع إن مذاقها جيد أو أفضل من الدجاج الحقيقي من Purdue - وهو اكتشاف مذهل لأطعمة من صناعة تعرضت لضربات متتالية في السنوات الأخيرة وسط حملات تضليل من صناعة اللحوم.

أكد الخبراء الذين تحدثوا إلى Vox أن العقل هو سيد الموقف عندما يتعلق الأمر بالطعام. قال دانيال روزنفيلد، عالم السلوك في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس والمتخصص في تصورات الأطعمة النباتية، للموقع: "الناس لا يتذوقون الطعام بطريقة موضوعية بحتة". وهو على حق: ففي عام 2023، شارك روزنفيلد في كتابة دراسة وجدت أن ما يسمى بـ "آكلي اللحوم المتعصبين"، أو الأشخاص الذين يؤمنون بشدة بأن أكل الحيوانات حق إنساني، كانوا أكثر عرضة لتوقع أن يكون مذاق الطعام النباتي مقرفًا.

وأشار الباحث إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالتوقعات المتعلقة بالأطعمة النباتية، تلعب الأعراف المجتمعية دورًا كبيرًا في شعور الناس. ليس من الصعب تخيل، على سبيل المثال، الرجل الأمريكي النمطي الذي يستهزئ علنًا باللحوم المزيفة ويمدح فضائل لحم الخنزير المقدد. بالنسبة لأولئك منا الذين تناولوا أطعمة نباتية ممتازة، من المضحك أيضًا تخيل هذا النوع من الرجال يستمتع دون قصد ببرجر لحم مزيف لذيذ دون أن يُقال له إنه ليس من حيوان.

قال روزنفيلد: "عندما ترسخ الأعراف الاجتماعية المتعلقة بمنتج ما، يصبح من الصعب للغاية تغيير هذا الوضع الافتراضي. يحب الناس فقط فعل ما هو خيار شائع. نحن مطيعون للغاية بطبيعتنا."

توضح التجربة أن التحيزات والتوقعات السلبية تجاه اللحوم البديلة قد تؤثر على كيفية إدراك الناس لطعمها. فعندما يتوقع شخص ما أن يكون مذاق اللحم البديل سيئًا، فمن المرجح أن يرى ذلك حتى لو كان المنتج جيدًا.

بالتالي، تؤكد التجربة على أهمية تحدي الصور النمطية السلبية المحيطة باللحوم البديلة وإبراز المنتجات عالية الجودة التي يمكن أن تنافس اللحوم الحقيقية في المذاق والملمس.