القاهرة: الأمير كمال فرج.

إذا كنت تستخدم ChatGPT بطريقة روتينية في مجال التسويق، فأنت تفوت إمكاناته الكاملة. إليك كيف تضاعف نتائجك: القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي لا تكمن في سؤالك، بل في كيفية تشكيلك للحوار. إتقان التفاعل الموجه يعني محتوى أفضل، وتفكيرًا أكثر حدة، وتقليلًا للنتائج العامة والمبتذلة.

ذكر سكوت باراديل في تقرير نشرته مجلة Entrepreneur إن "معظم المسوقين قاموا بتجربة ChatGPT. ربما طلبت منه كتابة مخطط تفصيلي لمدونة، أو صياغة بعض عناوين رسائل البريد الإلكتروني، أو إنشاء بعض التعليقات لمنشورات Instagram . ولكن إذا كنت لا تزال تتعامل معه كآلة بيع – أدخل طلبًا، واحصل على محتوى – فأنت تهدر الكثير من القيمة الكامنة".

تكمن القوة الحقيقية فيما نسميه "محادثات موجهة": وهي عملية تبادلية متعمدة ومتكررة بينك وبين الذكاء الاصطناعي، حيث تُغذي كل استجابة طلبك التالي. لا يتعلق الأمر بطلب الناتج المثالي دفعة واحدة، بل يتعلق بالتعاون مع ChatGPT لإنشاء شيء أفضل وأسرع – وغالبًا ما يكون أكثر أصالة مما كنت لتتوصل إليه بمفردك. إليك كيف يمكنك إحداث هذا التحول:

1ـ فكر في مراحل، لا في طلبات منفردة

بدلاً من توقع أن يمنحك طلب واحد قطعة محتوى نهائية، قسّم عمليتك إلى مراحل: توليد الأفكار، والهيكلة، والصياغة، والتنقيح. يتألق ChatGPT عندما يكون لديه سياق، والمحادثة تمنحه ذلك بالضبط.

لنفترض أنك تكتب منشورًا لمدونة حول الأمن السيبراني للشركات الصغيرة. لا تكتفِ بطلب: "اكتب منشورًا لمدونة من 1000 كلمة حول نصائح الأمن السيبراني للشركات الصغيرة." سيمنحك ذلك شيئًا عامًا.

بدلاً من ذلك:

    ابدأ بطلب تحديد دور ونتيجة: "اعمل كخبير استراتيجي للمحتوى. أعطني خمس زوايا حديثة ومناسبة لمنشورات مدونة حول الأمن السيبراني للشركات الصغيرة."
    تابع بـ: "اختر الفكرة الثانية وأنشئ مخططًا تفصيليًا للمدونة يتضمن مقدمة وثلاثة أقسام رئيسية وخاتمة."
    اكتب المسودة على أجزاء: "اكتب الآن المقدمة بأسلوب حواري. أشر إلى حدث إخباري حديث يجعل هذا الموضوع ملحًا."

تحسن كل خطوة الجودة وتمنحك التحكم. بالإضافة إلى ذلك، يسمح لك ذلك بتصحيح المسار إذا انحرف الذكاء الاصطناعي بعيدًا جدًا عن هدفك في وقت مبكر.

2ـ نقّح باستخدام طلبات دقيقة

يقلل معظم المسوقين من استخدام قدرة ChatGPT على مراجعة عمله بنفسه. لا تستقر على فقرة "باهتة". أخبره بما يجب إصلاحه. مثال:

    "اجعل هذه الفقرة أكثر إيجازًا."
    "أضف استعارة لشرح هذه الفكرة."
    "أعد الكتابة بأسلوب منشور مدونة لسيث جودين."

أنت لا تبدأ من جديد؛ أنت تقوم بالتحرير بشكل تعاوني. هنا يبدأ "الحوار" حقًا في الظهور – وحيث تبدأ الفروق الدقيقة والأسلوب والعمق في الظهور. غالبًا ما ستندهش من مدى استجابة ChatGPT الجيدة للطلبات الإبداعية.

3ـ استخدمه في التفكير الاستراتيجي أيضًا

لا تقتصر المحادثات الموجهة على تنفيذ المحتوى فحسب. لإنها رائعة للتفكير المسبق – مثل تسمية الحملات، واختبار الرسائل، أو استكشاف شخصيات المشترين.

على سبيل المثال:

    "أعطني خمسة مخاطبات لنبرة العلامة التجارية لمنصة SaaS تستهدف المديرين الماليين في الشركات المتوسطة."
    "كيف سيصف كل من هذه الأصوات نفس الميزة؟"

سيقوم ChatGPT بالعبء الأكبر، وستكتشف أفكارًا لم تكن لتفكر فيها. يمكنك حتى أن تطلب منه لعب دور العميل المتشكك أو المنافس، مما يساعدك على اختبار قوة رسائلك قبل طرحها في السوق.

4ـ ابنِ مجموعة طلباتك الخاصة

بمجرد أن تجد تسلسلات تحقق نتائج جيدة (مثل كتابة دراسات الحالة أو الرسائل الإخبارية أو الصفحات المقصودة)، احفظها. أنشئ مجموعة طلبات: وهي بمثابة دليل التشغيل الخاص بك للمحادثات المتسلسلة التي تحقق نتائج متسقة.

يوفر هذا الوقت ويحسن الجودة عبر فريقك. بمرور الوقت، ستطور أطر عمل قابلة لإعادة الاستخدام لأنواع مختلفة من المحتوى، مما يقلل من الاحتكاك عند ضم أعضاء جدد للفريق أو توسيع نطاق الحملات.

5ـ احذر من النقاط العمياء

على الرغم من قوة المحادثات الموجهة، إلا أنها تأتي مع بعض المحاذير. وظيفة ChatGPT هي أن يكون مفيدًا – حتى لو كان ذلك يعني اختراع معلومات تبدو صحيحة، ولكنها ليست كذلك. سيقوم بثقة بالاستشهاد بإحصائيات وهمية، أو إنشاء اقتباسات خيالية، أو نسبة اقتباسات حقيقية إلى أشخاص خاطئين. إنه لا يحاول خداعك؛ إنه يحاول إرضائك.

تحقق دائمًا من الحقائق والأسماء والمصادر. إذا أعطاك ChatGPT اقتباسًا، فابحث عنه في Google. إذا استشهد بدراسة، فابحث عن الأصل. تعامل مع محتوى الذكاء الاصطناعي كمسودة أولية تتطلب حكمًا بشريًا وتحققًا.

هناك مأزق آخر: اللغة نفسها. لدى ChatGPT بعض العبارات الشائعة التي تشير على الفور إلى أنها "مُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي." مثال:

    "في عالمنا الرقمي سريع الخطى اليوم..."
    "أطلق العنان لقوة [أدخل الميزة هنا]..."
    "سواء كنت شركة صغيرة أو مؤسسة كبيرة..."

تبدو هذه السطور مبتذلة وعامة لأنها كذلك بالفعل. يمكن للقراء (والمحررين) الأذكياء اكتشافها من بعيد. درّب نفسك على التعرف على هذه اللغة الحشو – واطلب من ChatGPT إعادة الكتابة بمزيد من التحديد والأصالة، مثال:

    "تجنب الكليشيهات. أعد كتابة هذه المقدمة بافتتاحية قوية وغير متوقعة."
    "استبدل هذه العبارة العامة بشيء حيوي أو مرئي."

يمكنك حتى لصق محتوى علامتك التجارية الحالي وطلب: "طابق هذه النبرة وتجنب لغة التسويق العامة."

هناك تكتيك آخر يتمثل في وضع قيود استباقية. على سبيل المثال، أخبر ChatGPT: "تجنب استخدام كليشيهات الشركات الناشئة أو الكلمات الطنانة المبتذلة." يمكنك أيضًا أن تطلب منه تحليل كتابته الخاصة: "ما هي العبارات في هذه الفقرة التي قد تبدو عامة أو آلية للغاية؟" إنه واعي بذاته بشكل مدهش عند سؤاله.

يمكن أن يوصلك الذكاء الاصطناعي إلى 80% من الطريق، لكن الـ 20% المتبقية – الصقل والدقة والشخصية – تأتي منك.

المسوقون الذين يحققون أقصى استفادة من ChatGPT ليسوا أولئك الذين يعرفون أكثر الطلبات الفردية ذكاءً. إنهم أولئك الذين يتعاملون معه كمتعاون مبتدئ: يقدمون له التوجيه، ويدفعونه للتكرار والتطوير بناءً على مخرجاته.

تحول المحادثات الموجهة طريقة تفكيرك من "السؤال" إلى "التشكيل". وهذا يحدث فرقًا كبيرًا. ابدأ محادثة أكثر ذكاءً. سيظهر ذلك في محتواك.