القاهرة: الأمير كمال فرج.

في محاولة واضحة للاستفادة من الضجة المحيطة بالذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء، ابتكرت شركة ناشئة تُدعى RAW Ring خاتمًا قابلًا للارتداء تزعم أنه قادر على كشف خيانة شريكها.

هذا الجهاز المثير للدهشة، والذي وصفته صحيفة  New York Post بأنه "جهاز تتبع ولاء بائس"، يُبلغ مالكيه عن حركات الشريك وصوته ونبضات قلبه وحتى درجة حرارته، ثم يُنبهك إلى أي علاقات حميمة سرية.

الغريب أن الخاتم يتضمن ميكروفون لالتقاط نبرات الصوت المثيرة، بينما ترصد أجهزة استشعار أخرى لحظات الإثارة، وسيتم استخدام الذكاء الاصطناعي على ما يبدو لتحديد وقت الإثارة.

وسيتمكن الخاتم من التمييز بين اللحظات الحميمة التي تُثير الحماس والأنشطة الأخرى المُرهقة مثل التمارين الرياضية، حتى لا يتلقى العميل أي تقارير كاذبة.

يقول الموقع الإلكتروني للبشركة "سيتعين على كلا الشريكين ارتداء الخاتمين، وسيبدأ الخاتمان بالوميض إذا اكتشف أحدهما الآخر الخيانة. عندما يحدث أمر ما، ستعرفه. الأمر بهذه البساطة"، ولكن يبقى الشك قائمًا في أفضل الأحوال فيما إذا كان أي شخص يحتاج إلى مثل هذه الأداة.

سواءً كان المنتج سيُطرح في الأسواق أم لا؟، فإن المفهوم الأساسي يبدو معيبًا من حيث الجوهر. أولًا، شراء الخاتم في المقام الأول دليل على علاقة غير صحية تفتقر إلى الثقة. في أسوأ الأحوال، قد يُستخدم الخاتم من قِبل شريك مُسيء أو مُسيطر، مما يُمثل كابوسًا للخصوصية الشخصية.

قالت مارينا أندرسون، الرئيسة التنفيذية لشركة RAW Ring، لموقع The Verge: "كانت الفكرة وراء الخاتم منح الأزواج المزيد من الطرق لاستكشاف مشاعر بعضهم البعض على مستوى أعمق وبناء المزيد من الثقة". وأضافت: "ينتهي ما يقرب من 50% من الزيجات الآن بالطلاق. نود أن نجعل الخاتم رمزًا للثقة من جديد".

يُهدف الخاتم إلى أن يكون امتدادًا لتطبيق المواعدة RAW، المُخصص لمكافحة الاحتيال والخداع، والذي يُجبر المستخدمين على تحميل صور شخصية غير مُعدلة.

وأضافت أندرسون: "لا نريد تسويق الخاتم على أنه أي جهاز تتبع أو مُتابعة للولاء، لأنه غير مُناسب للأشخاص الذين يُريدون الخيانة". "إذا كنت تُخطط للخيانة، فلن ترتدي الخاتم أبدًا لأنه سيكون واضحًا بسهولة عند القيام بذلك".

ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت الشركة ستضمن عدم إساءة استخدام خاتمها من قِبل جهات مُسيئة. كما يشير موقع The Verge، فقد شهدنا بالفعل استغلال أجهزة التتبع المحمولة مثل AirTags من Apple، مما يسمح للمتطفلين بملاحقة ضحاياهم الغافلين.

تزعم أندرسون أن الشركة بذلت قصارى جهدها لتجنب النتائج السلبية، وقالت للصحيفة: "لا يمكنك دائمًا معرفة المشاكل في العلاقة، أو حدودك إلا عند حدوث أمر ما. يمكنك دائمًا إغلاقه بسرعة، وإيقاف أي مشاركة تمامًا". على أي حال، من المرجح أن يكون الخاتم مجرد وهم.

تقدم الشركة بعض الادعاءات الجريئة على موقعها الإلكتروني حول قدرات الخاتم، من "دمج المستشعرات الحيوية" إلى "الكشف بالذكاء الاصطناعي" الذي "يحلل الإشارات الصوتية والعاطفية للتغيرات التي تكشف القصة الحقيقية". ومع ذلك، لم تُصنّع الشركة نموذجًا أوليًا واحدًا بعد.

سواء أكانت حقيقية أم لا، فهل هذا هو شكل العلاقة الحميمة بين البشر في عصر التشتيت الرقمي الهائل؟ هل نحتاج حقًا إلى تنبيهنا بشأن معدل ضربات قلب شركائنا المرتفع قليلاً لبناء علاقة أوثق؟

ولكن الفكرة ليست جديدة تمامًا؛ فلسبع سنوات، فقد أتاحت شركة Apple للمستخدمين إرسال نبضات قلب إلى أحبائهم عبر ساعتها، وهي عبارة عن تمثيل مرئي على شكل قلب نابض.