القاهرة: الأمير كمال فرج.
في خطوة مبتكرة تهدف إلى تجاوز حواجز التواصل بين الأنواع، يعمل عملاق التكنولوجيا الصيني بايدو Baidu على تطوير نظام ترجمة فريد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يطمح إلى فك رموز واحدة من أعظم الألغاز اللغوية في العالم: مواء قططنا الأليفة.
وبحسب تقرير لوكالة Reuters، تقدمت الشركة الصينية ببراءة اختراع لدى الإدارة الوطنية الصينية للملكية الفكرية، تقترح نظامًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي لترجمة الأصوات الحيوانية المختلفة.
ومع ذلك، يبقى السؤال معلقًا حول مدى نجاح هذا النظام في نهاية المطاف في فك شفرات نباح الكلاب أو مواء القطط. فعلى الرغم من سنوات من البحث المضني، لا يزال العلماء بعيدين عن فهم آليات التواصل المعقدة للحيوانات.
تأمل شركة Baidu أن يساهم هذا النظام الطموح في تقريب المسافة بين البشر وحيواناتهم الأليفة وتعزيز الرابطة العاطفية بينهم.
ووفقًا لوثيقة براءة الاختراع الخاصة بالشركة، يمكن لهذا النظام أن يتيح "تواصلًا وفهمًا عاطفيًا أعمق بين الحيوانات والبشر، مما يحسن دقة وكفاءة التواصل بين الأنواع المختلفة".
وأوضح متحدث باسم الشركة لوكالة Reuters أن النظام لا يزال في "مرحلة البحث والتطوير"، مما يشير إلى أن هناك عملًا كبيرًا لا يزال يتعين القيام به لتحقيق هذا الهدف الطموح.
لكن Baidu حققت بالفعل تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي. فالشركة، التي تدير أيضًا أكبر محرك بحث في البلاد، استثمرت بكثافة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لسنوات عديدة، وأطلقت أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي في الشهر الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن Baidu ليست الشركة الوحيدة التي تسعى إلى فك شفرات التواصل الحيواني باستخدام الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، يحاول مشروع Earth Species Project، وهو منظمة غير ربحية مقرها كاليفورنيا، بناء نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي لترجمة تغريد الطيور، وصفارات الدلافين، وهمهمات الأفيال.
كما أعلنت منظمة غير ربحية أخرى تسمى NatureLM مؤخرًا عن حصولها على منح بقيمة 17 مليون دولار لإنشاء نماذج لغوية قادرة على تحديد طرق تواصل الحيوانات فيما بينها.
وقد حاول باحثون أيضًا استخدام تقنيات التعلم الآلي لفهم الأصوات التي تصدرها الغربان والقرود.
وفي حين أن أداة الترجمة المباشرة للغة الحيوانات لا تزال على الأرجح بعيدة المنال لسنوات عديدة قادمة، فقد ادعى بعض العلماء تحقيق نجاحات مبكرة في هذا المجال. ففي العام الماضي، زعم فريق من العلماء من معهد البحث عن الذكاء خارج الأرض SETI أنهم "تواصلوا" مع حوت أحدب في ألاسكا.
وقالت جوزي هوبارد، باحثة في معهد SETI وعالمة سلوك الحيوان في جامعة كاليفورنيا ديفيس، لصحيفة New York Post في ذلك الوقت: "إن الأشياء التي نتعلمها من التواصل مع الحيتان يمكن أن تساعدنا عندما يحين وقت التواصل مع الكائنات الفضائية".
باختصار، يمثل مشروع Baidu خطوة طموحة نحو فهم أعمق لعالم الحيوانات وفتح آفاق جديدة للتواصل بين الإنسان ورفاقه من الكائنات الحية الأخرى، على الرغم من التحديات الكبيرة التي لا تزال قائمة في هذا المجال.