القاهرة: الأمير كمال فرج.
توصلت دراسة جديدة مثيرة للجدل إلى أن الأشخاص الذين يعيشون على بعد أقل 3.2 كيلومتر من ملعب للغولف قد يواجهون ما يصل إلى ثلاثة أضعاف احتمالية الإصابة بمرض باركنسون، وهو اضطراب عصبي تدريجي يسبب الرعشة وصعوبة التوازن.
ووفقًا لدراسة الحالات والشواهد السكانية التي نُشرت في مجلة JAMA Network Open، فإن المخاطر البيئية (بما في ذلك التعرض لمبيدات الآفات وتلوث المياه الجوفية) قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون بالقرب من ملاعب الغولف. وفي الولايات المتحدة، تُعالج ملاعب الغولف بمستويات عالية للغاية من مبيدات الآفات، والتي قد تكون بدرجات متفاوتة خطرة على صحة الإنسان.
فحص الفريق السجلات الطبية لأكثر من 5000 شخص في جنوب مينيسوتا وغرب ويسكونسن في الفترة من 1991 إلى 2015، بالإضافة إلى بيانات حول مدى حساسية المياه الجوفية للتلوث. ووجد الفريق أن الأشخاص الذين يعيشون على بعد ميل إلى ميلين من ملعب الغولف لم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون فحسب، بل كانوا أكثر عرضة بنسبة 198% للإصابة به مقارنة بمجموعة ضابطة.
وكتب الباحثون في الورقة البحثية: "كانت احتمالية الإصابة بمرض باركنسون ثابتة نسبيًا في المناطق القريبة من ملعب الغولف وانخفضت خطيًا مع زيادة المسافة؛ وكان لدى الأفراد الذين يعيشون بعيدًا عن ملعب الغولف احتمالية أقل للإصابة بمرض باركنسون، وانخفضت هذه الاحتمالية نسبيًا مع زيادة المسافة من أقرب ملعب للغولف".
لكن ليس الجميع يتفق مع هذا التقييم. وصف خبراء هذا الاستنتاج بأنه "تبسيطي"، بحجة أن الأدلة ليست قوية بما يكفي لرسم خط فاصل قاطع بين انتشار مرض باركنسون ومبيدات الآفات المستخدمة في ملاعب الغولف في الولايات المتحدة.
وقال ديفيد ديكستر، مدير الأبحاث في مؤسسة باركنسونز بالمملكة المتحدة، في بيان: "تشير هذه الدراسة إلى وجود ارتباط بين مبيدات الآفات ومرض باركنسون، ومع ذلك، هناك بعض القيود المهمة في المنهجية التي يجب الانتباه إليها. أولاً، يبدأ مرض باركنسون في الدماغ قبل التشخيص بعشر إلى خمس عشرة سنة، ولم تستخدم الدراسة فقط الأشخاص الذين عاشوا بشكل دائم في المنطقة. وهذا لن يؤثر فقط على تعرض المشاركين، بل يشير أيضًا إلى أن مرض باركنسون لديهم ربما بدأ قبل انتقالهم للعيش بالقرب من ملعب للغولف".
وأضاف: "لم تكن المجموعة السكانية متطابقة أيضًا من حيث الموقع، حيث كان 80 % من مرضى باركنسون يعيشون في مناطق حضرية، مقارنة بـ 30 % فقط من المجموعة الضابطة، وبالتالي فإن عوامل أخرى مثل تلوث الهواء الناتج عن المركبات الآلية وما إلى ذلك يمكن أن تفسر أيضًا بعض الزيادات في معدل الإصابة بمرض باركنسون".
وأضافت كاثرين فليتشر، رئيسة قسم الأبحاث في مؤسسة باركنسونز بالمملكة المتحدة: "لقد حققت العديد من الدراسات فيما إذا كانت مبيدات الآفات تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون في مجموعات سكانية مختلفة حول العالم. وقد تباينت النتائج، لكنها تشير بشكل عام إلى أن التعرض لمبيدات الآفات قد يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة".
ومع ذلك، أضافت قائلة: "الأدلة ليست قوية بما يكفي لإظهار أن التعرض لمبيدات الآفات يسبب مرض باركنسون بشكل مباشر"، بحجة أن الدراسة "تبسيطية" و "لا تأخذ في الاعتبار كيف يمكن لشخص ما أن يكون قد تعرض لمبيدات الآفات في مكان عمله أو ما إذا كان لديه ارتباط جيني بالحالة".
على الرغم من عقود من البحث، لا يوجد علاج لمرض باركنسون. ومع ذلك، تتوفر علاجات لإبطاء تقدمه.
وقد ثبت أيضًا أن تحديد السبب الدقيق للمرض أمر صعب للغاية. والإجماع هو أنه من المحتمل وجود عدد من العوامل الوراثية والبيئية المتفاعلة.
وقالت كارين لي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة Parkinson كندا، لـ Global News: "ربما يكون الأمر بمثابة عاصفة كاملة. بمعنى أن لديك جينات تهيئك لاحتمالية الإصابة بمرض باركنسون، وإذا وُضعت في البيئة المناسبة، فمن المحتمل أن يكون هذا ما يؤدي إلى ظهور مرض باركنسون".