القاهرة: الأمير كمال فرج.

في خطوة مثيرة للجدل، تستعد فعالية رياضية جديدة، تُدعى "الألعاب المعززة" Enhanced Games، للانطلاق العام المقبل، لتُحدث ثورة في عالم الرياضة من خلال السماح للمتنافسين بتعاطي المنشطات والأدوية المحسّنة للأداء دون قيود.

ذكر  فيكتور تانجرومان في تقرير نشره موقع Futurism إن "من المقرر أن تبدأ هذه الألعاب، التي تشبه  الألعاب الأوليمبية لكن بمعايير مختلفة تمامًا، في لاس فيغاس بعد عام من الآن تحديدًا في منتجع "ريزورتس وورلد".

ستشهد الألعاب تنافسًا بين رافعي الأثقال والسباحين والعدائين "المعززين" بهدف تحطيم الأرقام القياسية والمعايير المتبعة، وفقًا لصحيفة The Guardian.

وعلى عكس البطولات الرياضية التقليدية التي تسعى جاهدة لضمان عدم تعاطي أي مشاركين للمنشطات، تشجع هذه الفعالية – التي تبدو وكأنها مأخوذة مباشرة من روايات الخيال العلمي الموجهة للمراهقين، ولهذا السبب لا غرابة في دعمها من قبل دونالد ترامب الابن وبيتر ثيل – المشاركين على الاستفادة من جميع أنواع المواد لتعزيز أدائهم.

المنافسات الرومانية

وبعبارة أخرى، يبدو الأمر وكأنه حدث على غرار المنافسات الرومانية القديمة Gladiator حيث يتنافس الرياضيون تحت تأثير المخدرات من أجل الترفيه الخالص للمليارديرات. ومع ذلك، يؤكد المنظمون أن المشاركين سيخضعون لإشراف طبي مستمر لضمان عدم تعاطيهم للمنشطات حتى الموت.

تعلن الألعاب في موادها الترويجية التي حصلت عليها الصحيفة : "نحن ننشئ فئة جديدة من التفوق البشري. عالم تُستخدم فيه الأدوية المحسّنة للأداء بأمان، وبصراحة، وتحت إشراف طبي".

يزعم منظمو الحدث أن إجراءات مكافحة المنشطات قد أعاقت عالم الرياضات التنافسية، بدلاً من خلق مجال لعب عادل ومتكافئ للجميع.

صرح آرون دي سوزا، مؤسس الألعاب، للصحفيين يوم الأربعاء: "نحن نجدد النموذج الأولمبي للقرن الحادي والعشرين. نحن هنا لدفع البشرية إلى الأمام. القواعد القديمة لم تعيق الرياضيين فحسب، بل أعاقت البشرية جمعاء".

وأضاف دي سوزا أن السماح بتعاطي المنشطات وحتى التجارب السريرية "للمنتجات الطبية التجريبية" المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) سيسمح للبشرية بإطلاق "القدرات الكامنة للإنسان". وتابع: "نحن طليعة البشرية الخارقة".

غضب مجتمع مكافحة المنشطات

لم يكن من المستغرب أن قوبلت هذه الخطط بموجة من الغضب من قبل مجتمع مكافحة المنشطات، ففي بيان لها، أدانت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) هذه الخطط، واصفة إياها بـ"الخطيرة وغير المسؤولة". وكتبت الوكالة: "صحة ورفاهية الرياضيين هي الأولوية الأولى للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. من الواضح أن هذا الحدث سيعرض ذلك للخطر، لأنه يسعى إلى تشجيع استخدام المواد والأساليب القوية من قبل الرياضيين لأغراض الترفيه والتسويق".

وأشارت الوكالة إلى ثروة من البيانات حول الرياضيين الذين "يعانون من آثار جانبية خطيرة طويلة الأمد جراء استخدامهم للمواد والأساليب المحظورة".

وقال مات فيدوروك، كبير المسؤولين العلميين في الجمعية الأمريكية لمكافحة المنشطات (US Anti-Doping Association) في بيان: "هذه المواد ليست محظورة لمجرد أنها فعالة في جعل الرياضيين أقوى أو أسرع. الكثير منها محظور لأنه ثبت خطورته على الرياضيين، مع احتمال أن تكون بعض الآثار الجانبية الضارة لا رجعة فيها".

مخاطر جسيمة

وكشف المجتمع العلمي بالفعل الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن العقاقير المحسّنة للأداء تنطوي على مخاطر جسيمة. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر باحثون دراسة وجدت أن الرياضيين الذين شاركوا في مسابقات كمال الأجسام الاحترافية كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بسبب السكتة القلبية المفاجئة مقارنة بالمجموعات الضابطة.

باختصار، الألعاب المعززة ليست مجرد محاولة بائسة ومروعة لدفع الأداء البشري إلى أقصى حدوده؛ بل من المحتمل أن تأتي مع الكثير من المخاطر أيضًا، على الرغم من وعود المنظمين المتكررة بضمان سلامة المشاركين.

بينما يدعي المسؤولون أن استخدام المواد غير المشروعة لن يُحظر، فإنه ليس من الواضح كيف أو ما إذا كانت هذه القواعد ستُطبق.

جاء في أحد الأسئلة الشائعة الداخلية للألعاب، كما نقلت صحيفة The Guardian: "هناك دائمًا مخاطر في الرياضات النخبوية. نعتقد أن الخطر الأكبر هو التظاهر بأن تلك المخاطر غير موجودة".