القاهرة: الأمير كمال فرج.
في مشهدٍ يأسر الألباب ويُذهل العقول، تمتد ألواح الطاقة الشمسية لتُغطي سلسلة جبال بأكملها في مقاطعة قويتشو الصينية.
أكدت التقارير الدولية والتحليلات الاقتصادية أن الصين قد أصبحت رائدة عالمياً في مجال الطاقة الشمسية. لقد تحولت البلاد بقوة نحو الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة، وتمتلك الآن احتكاراً شبه كامل على إنتاج الطاقة الشمسية والألواح الشمسية على مستوى العالم.
ويسلط مقطع فيديو متداول مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على الحجم الهائل لهذه العملية، حيث يُظهر سلسلة جبال بأكملها في مقاطعة قويتشو بالصين مغطاة بالألواح الشمسية. وتكشف لقطات الطائرات بدون طيار عن بحر افتراضي من الألواح الشمسية والطرق المخصصة للوصول إليها، تمتد على مد البصر.
بفضل ارتفاعها الشاهق ومناخها المتقلب، لا تُعد مقاطعة قويتشو الجبلية موقعاً جيداً للزراعة الصناعية. لكن هذه العيوب ذاتها تجعل المقاطعة موقعاً مثالياً لمنشآت الطاقة الشمسية – وهو أمر تبنته المنطقة في العقود الأخيرة.
وفقاً لصحيفة China Daily ، بدأت أول منشأة للطاقة الشمسية في المقاطعة العمل في عام 2015، لكن التقدم كان بطيئاً مع سعي الأمة لتحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة. وبحلول عام 2018، كانت قويتشو تولد حوالي 1.75 مليون كيلووات من الطاقة الشمسية سنوياً، وهو ما يكفي لحوالي 1300 أسرة (للسياق، بلغ متوسط استهلاك الأسرة الصينية 1332 كيلووات ساعة سنوياً في عام 2024).
وبحلول عام 2020، أفادت التقارير أن قويتشو وصلت إلى أكثر من 10 ملايين كيلووات من القدرة الشمسية، مدفوعة بالإعانات الحكومية، والقروض المصرفية الرخيصة لشركات الطاقة المتجددة، والعقارات الرخيصة في المقاطعة. وبحلول عام 2023، وصل هذا الرقم إلى 15 مليون كيلووات – ولا يبدو أنه سيتباطأ في أي وقت قريب.
وكانت الحكومة الصينية قد وعدت سابقاً في عام 2020 بمضاعفة إنتاجها من الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030. كان هذا هدفاً طموحاً، خاصة وأن الصين كانت الرائدة عالمياً في إنتاج طاقة الفحم، وهو مصدر توتر كبير للصقور الصينيين في الغرب.
واعتباراً من عام 2024، كانت الصين مسؤولة عن 64 % من بناء محطات الطاقة الشمسية والرياح على نطاق المرافق في العالم، مع 339 جيجاوات ساعة من البنية التحتية للطاقة المتجددة قيد الإنشاء. وبالمقارنة، بلغ إجمالي ما لدى أكبر أربعة منتجين التاليين – الولايات المتحدة والبرازيل والمملكة المتحدة وإسبانيا – مجتمعة 72 جيجاوات ساعة من القدرة المتجددة قيد الإنشاء.
إذا استمرت البنية التحتية للطاقة الشمسية في النمو بوتيرتها الحالية، يمكن لبكين أن تحقق هدفها من الطاقة المتجددة في وقت مبكر من هذا العام.
ومع ذلك، لا يزال أمام الصين طريق طويل لتقطعه في ماراثونها الطويل نحو الحياد الكربوني، وهو ما يأمل الرئيس شي أن يحققه قبل عام 2060. على الرغم من أن استهلاك الفحم الوطني يستمر في الانخفاض قبل الموعد المحدد، إلا أن طاقة الفحم تشكل حالياً ما يقرب من 57 % من إنتاج الكهرباء في الصين.
ومع ذلك، لا تزال البلاد تتفوق على كل دولة أخرى في قدرة الطاقة الشمسية – وهو دليل على أن مشاريع مثل المشروع في قويتشو هي أكثر من مجرد إثارة للفضول لمستخدمي "ريديت" المتحمسين.