القاهرة: الأمير كمال فرج.
يبدو أن الذكاء الاصطناعي بات يتسلل إلى كل زاوية من حياتنا، من مطاعم الوجبات السريعة إلى النظارات الذكية وحتى المدارس. هذه الطفرة التكنولوجية تفرض نفسها في كل مكان يمكن أن تجد فيه مكاناً، مما يعني أنها قد تصل قريباً إلى مرحاضك الخاص، على الأقل إذا سارت الأمور كما تشتهي إحدى الشركات الناشئة.
من مدينة أوستن انطلقت ثرون Throne، وهي شركة ناشئة جريئة تسعى إلى إحداث ثورة في طريقة تفاعلنا مع مراحيضنا باستخدام قوة الذكاء الاصطناعي. لقد جمعت هذه الشركة للتو 4 ملايين دولار من صناديق رأس المال الاستثماري، مستقطبة مستثمرين ملائكيين مثل لانس أرمسترونغ، نجم الدراجات الشهير الذي شابت مسيرته قضايا المنشطات، وذلك وفقاً لموقع "تيك كرانش".
ربما تتساءل الآن: لماذا أحتاج إلى ذكاء اصطناعي في مرحاضي؟، لا تقلق، لن تُصاب بقرحة. لحسن الحظ، "ثرون" يمكن أن يساعدك!
جوهر "ثرون" بسيط: هي كاميرا تُثبت على مرحاضك وتتصل بهاتفك لتحليل "مخرجاتك" اليومية. وكما يرحب موقع "ثرون" بزواره: "حان الوقت للتوقف عن التخلص من البيانات القيمة".
تزعم "ثرون" أنها تساعد المستخدمين المهتمين بصحتهم على مراقبة جميع أنواع المقاييس المهمة من "فضلاتهم". وتشمل هذه المقاييس "درجة تدفق البول المخصصة" التي تتتبعها عن طريق الاستماع إلى "إيقاع تدفقك... وتحويل تلك الأصوات إلى اتجاهات سهلة القراءة".
تشمل المقاييس الأخرى "نمط الجهاز الهضمي" للمستخدمين، والذي تصنفه الشركة إلى فئات مثل "صلب، صحي، رخو، سائل"، بالإضافة إلى "درجة الترطيب" في البول، والتي تتتبعها في الوقت الفعلي، مما "يمكنك من البقاء مرطبًا، معلومة تلو الأخرى".
وإذا كنت تعيش في شقة وتشارك حمامك، فلا تقلق – "ثرون" لك أيضاً ينصح موقع الشركة الناشئة: "ما عليك سوى إعداد ملفات تعريف فردية في تطبيقنا، وبفضل تقنية البلوتوث، يعرف ثرون تماماً من صاحب الفضلات. يا له من ارتياح!
يمكن للمستخدمين حالياً طلب "ثرون" مسبقاً مقابل 399 دولارًا فقط، بالإضافة إلى رسوم شهرية متكررة بقيمة 5.99 دولارًا.
يمكن للمرء أن يتخيل العديد من الطرق التي يمكن أن تكون بها هذه التكنولوجيا مفيدة. إذا عملت كما يعلن موقعها الإلكتروني، وهذا أمرٌ مستبعدٌ للغاية، نظرًا لتزايد عدد أجهزة الذكاء الاصطناعي الفاشلة - فمن المؤكد أنها ستساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مثل مرض كرون أو مشاكل الكبد.
على سبيل المثال، يروي موقع "تيك كرانش" قصة مؤسسي "ثرون" وهم يتربصون خارج حمام أرمسترونغ بينما كان "يستخدم" نموذجًا أولياً. وقد تم تشخيص أرمسترونغ، الفائز السابق بسباق "طواف فرنسا"، بسرطان الخصية لاحقاً. وتلاحظ الجمعية الأمريكية للسرطان أن بعض أنواع السرطان يمكن اكتشافها من خلال التغيرات في عادات التبول، وهو ما يفسر على الأرجح سبب شعور أرمسترونغ بضرورة تقديم شيك لـ"ثرون".
ومع ذلك، وكما تنص الإعلانات الغريبة لـ"ثرون"، فإن هذه الشركة الناشئة تمثل أيضاً اتجاهاً خبيثاً في مجال الرعاية الصحية، حيث تجذب الأدوات التكنولوجية الرنانة ملايين الدولارات من المستثمرين الأثرياء بينما تظل المشاكل الهيكلية العميقة دون معالجة.
تضيف "ثرون" إلى ذلك خاصية تغذية ثقافة الصحة المحمومة، حيث تساعد أدوات التتبع المماثلة في تغذية هوس غير صحي بمراقبة كل حركة يقوم بها جسمنا.