القاهرة: الأمير كمال فرج.
مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، وتطور الذكاء الاصطناعي وتوغله في حياتنا، تبرز تساؤلات جدية حول مستقبل البشرية. فبينما يعد الذكاء الاصطناعي بآفاق غير مسبوقة من التقدم، كشف باحثون صورة مفزعة لمستقبل البشر.
ذكر تقرير نشره موقع Futurism أن "باحثون في أحد مختبرات الذكاء الاصطناعي الرائدة عالميًا حذروا من أن البشر قد يتحولون قريبًا إلى مجرد أدوات، أو ما وصفوه بـ "روبوتات لحمية"، تحت سيطرة أنظمة الذكاء الاصطناعي".
وتعبير "روبوتات لحمية" يعني أن البشر سيُعاملون ككائنات بيولوجية جسدية بحتة، تُستخدم لأداء مهام مادية أو جسدية لا تستطيع الآلات (الروبوتات التقليدية) القيام بها بنفس الكفاءة أو السهولة.
ويبر هذا الوصف فكرة بأن البشر سيتحولون إلى مجرد أدوات حية، يتم التحكم فيها وتوجيهها من قبل الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما تتحكم الآلات في الروبوتات الميكانيكية. يفقد البشر في هذا التصور جزءًا كبيرًا من إنسانيتهم، بما في ذلك التفكير المستقل، والإبداع، واتخاذ القرارات، ليصبحوا مجرد منفذين لأوامر الذكاء الاصطناعي.
خلال مقابلة أجريت مؤخرًا مع مقدم البودكاست المتخصص في الذكاء الاصطناعي "دواركيش باتيل"، أبدى باحثا Anthropic، شولتو دوغلاس وترينتون بريكن، استهانة مدهشة وهما يعبران عن قلقهما من أن التكنولوجيا التي يعملون على بنائها قد تحولنا قريبًا إلى أندرويدات يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي — أو، على الأقل، تزيد من فقدان الوظائف بشكل رهيب بسبب هذه التكنولوجيا.
قال دوغلاس، الذي عمل في شركة Google DeepMind حتى وقت سابق من هذا العام، للبودكاستر البالغ من العمر 24 عامًا: "هناك طيف كامل من المستقبلات المجنونة، أحد هذه المستقبلات يتضمن انخفاضًا في عدد العاملين في المكاتب على مدى السنتين إلى الخمس سنوات القادمة — وهو ما يعتقد أنه سيحدث "حتى لو توقف التقدم الخوارزمي."
من جانبه، قدم بريكن تنبؤات أكثر طموحًا حول المستقبل الذي يبنيه هو وزملاؤه في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال أن "المستقبل المخيف حقًا هو الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفعل فيه كل شيء باستثناء المهام الروبوتية المادية. في هذه الحالة، سيكون لدينا بشر يرتدون سماعات AirPods ونظارات، وسيكون هناك روبوت مُسيطر يتحكم بالإنسان من خلال الكاميرات بمجرد إخباره بما يجب فعله".
الغريب أن الباحث في الذكاء الاصطناعي، عندما كان يتحدث عن البشر، استخدم ضميرًا في اللغة الإنجليزية يُستخدم عادةً للإشارة إلى الأشياء أو الجمادات (it) وليس للبشر العاقلين (he/she).
واصل بريكن قائلا: "بشكل أساسي، ستكون لديك روبوتات لحمية بشرية."
تدخل دوغلاس بسرعة في تلك المرحلة، مدافعا عن التكنولوجيا "لا يعني بالضرورة أن هذا ما يرغب الذكاء الاصطناعي في فعله أو أي شيء من هذا القبيل."
بغض النظر عن نية الذكاء الاصطناعي — إذا كان مثل هذا الشيء موجودًا — رأى دوغلاس أننا نحن البشر مقبلون على "عقد فظيع للغاية" مع سيطرة التكنولوجيا.
وتوقع دوغلاس أن قيمة العمل البشري ستُقدّر في المقام الأول بناءً على مدى قدرتنا على القيام بالعمل البدني الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام به، مثل عمال "Taskrabbits" كثيرين للقوى الخوارزمية المسيطرة — ولكن لحسن الحظ، نحن نصنع "روبوتات رائعة" لهذا الغرض.
ويشير "Taskrabbits" إلى أن البشر قد يصبحون مثل العمال المتعاقدين أو المستقلين في منصة Taskrabbits أي أنهم سيُعاملون كقوى عاملة بشرية تؤدي مهام جسدية محددة أو "وظائف غريبة" لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أداءها بنفسه، وذلك تحت إشراف وتوجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي.