القاهرة: الأمير كمال فرج.
في عام 2024، صعد مطعم Ethos أحد أشهر المطاعم في أوستن إلى الصدارة، حيث توافد عشرات الآلاف من المتابعين على صفحته على إنستغرام، التي كانت تعرض أطباقًا براقة مصنوعة بالذكاء الاصطناعي.
كانت هناك مشكلة صغيرة واحدة فقط: "إيثوس" لم يكن موجودًا إلا على إنستغرام، وكانت وجباته التي تبدو مستحيلة مجرد "هراء" مصطنع بالذكاء الاصطناعي.
على الرغم من أن النوايا وراء هذه الخدعة الغريبة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال غامضة، إلا أن "إيثوس" كان بمثابة علامة حمراء كبيرة، محذرًا إيانا من الزحف البطيء للذكاء الاصطناعي إلى صناعة الأغذية والمشروبات.
في الأشهر التي تلت انتشار "إيثوس" الفيروسي، لجأ العديد في صناعة المطاعم إلى برامج نماذج اللغة الكبيرة (LLM) لتطبيق التسعير الديناميكي، والتسويق الآلي، ومراقبة الموظفين، وأتمتة المطابخ في مؤسساتهم - كل ذلك باسم توفير المال.
لكن الشيف غرانت أتشاتز، يستخدم الذكاء الاصطناعي للقيام بالمهمة الإبداعية التي يحلم بها معظم الطهاة: ابتكار الوصفات لقائمة مطعمه.
وفقًا لمقال جديد عن التكنولوجيا نشرته صحيفة New York Times، يستخدم أتشاتز - الحائز على عدة جوائز "جيمس بيرد" المرموقة في صناعة الأغذية - الآن ChatGPT لإنشاء وصفات لوجبة من تسعة أطباق في مطعمه Next الحائز على نجمة ميشلان في شيكاغو.
كلف صاحب المطعم ChatGPT بأداء دور طاهٍ مختلف متخيل لكل طبق، وكل منهم يستلهم من مزيج هزيل من أساتذة الطهي الحقيقيين لتوفير الإلهام لـ "طبقه". على سبيل المثال، تذكر الصحيفة "جيل"، وهى امرأة تبلغ من العمر 33 عامًا من ويسكونسن" "تدربت" على يد أمثال فيران أدريا، وجيرو أونو، وأوغست إسكوفييه، كأحد إبداعات الذكاء الاصطناعي.
وجه أتشاتز روبوت الدردشة لإخراج وصفات "تعكس تأثيرات الطاهية جيل الشخصية والمهنية"، وقال أتشاتز للصحيفة: "أريد أن يفعل الذكاء الاصطناعي أكبر قدر ممكن، باستثناء التحضير الفعلي." أي يقوم بالعمليات الإبداعية والفكرية التي تسبق الطهي، مثل ابتكار الأفكار، ودمج التأثيرات المختلفة، وصياغة الخطوات والمكونات، واثقا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للغاية لتوليد المفاهيم والأفكار الجديدة للوصفات.
بينما قد يكون الشيف المشهور وداعموه في صحيفة نيويورك تايمز - المقال يحمل توقيع بيتر ويلز، الناقد السابق للمطاعم في الصحيفة - مؤمنين بفكرتهم، يجد الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي الفكرة مقززة.
كتب أحد المستخدمين على Bluesky": "يا له من إهانة لفيران أدريا، وجيرو أونو، والعديد من الطهاة الموهوبين الذين يعملون لدى أتشاتز ولديهم خبرة حقيقية يمكن أن تنعكس في طبق."
وقالت سارة أورزبورن، طاهية معجنات مخضرمة من دنفر: "يجب عليهم بالفعل أن يعنونوا الخبر بـ 'غرانت أتشاتز نفدت منه الأفكار التي تجعل الناس يدفعون 1000 دولار مقابل العشاء، ليستعين بالذكاء الاصطناعي'."
قد يكون لأتشاتز الكلمة الأخيرة فيما يخرج من مطبخه، لكن الفكرة تبدو ساذجة، خاصة وأن العديد من المبدعين والحرفيين يكافحون ضد التبني الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي في العمل الإبداعي.
في سبتمبر 2024، ذكرت الإذاعة الوطنية العامة (NPR) أن الذكاء الاصطناعي يولد وصفات قد تقتلك إذا تم تناولها - حتى مع قيام شركات التكنولوجيا بسرقة أعمال الطهاة الحقيقيين لتدريب روبوتات الدردشة الخاصة بهم.
ولاحظت ناقدة الطعام مورغان ويجكوفسكي أن ChatGPT يولد وصفات مضحكة مثل "حساء الخس المحروق"، والذي يتضمن "غلي الخس لمدة 30 دقيقة قبل شويه في 500 درجة"
أكدت ويجكوفسكي أن "الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الحس السليم والخبرة في الطهي. إنه يتبع الخوارزميات، وليس براعم التذوق. في كثير من الأحيان، تكون النتائج التي يتم إنشاؤها في أفضل الأحوال غير مكتملة، وفي أسوأ الأحوال، بيانات خاطئة."
وأضافت أن : "الإبداع البشري والحدس لهما أهمية قصوى في تطوير الوصفات، وهذا ما يفتقره الذكاء الاصطناعي عند توليد الوصفات.
وأوضحت ويجكوفسكي أن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساعدة في تخطيط الوجبات والمقادير الكبيرة، ولكن اختبار التذوق البشري الفعلي لا يمكن الاستعاضة عنه."