القاهرة : خاص .
بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا في الشهور الأخيرة ، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الجيش التركي، جاء حادثة اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف على يد ضابط تركي ليمثل تصاعدا نوعيا في العمليات الإرهابية، وتأكيد واضح على عدم الاستقرار السياسي في البلاد، واهتزاز عرش الرئيس التركي رجب أردوغان.
ورأى مراقبون أن إغتيال السفير ـ وهو شخصية دبلوماسية رفيعة من المفترض أن تحظى بحراسة وحماية خاصة وفقا لاتفاقية فيينا ـ يؤكد أن الإرهاب في تركيا خرج عن السيطرة ، بدليل أن القاتل كان ضابطا في القوة المكلفة بحماية السفير نفسه .
وأكد المراقبون أن جريمة اغتيال السفير الروسي نتيجة مباشرة لإيواء تركيا للجماعات المتطرفة ومنها جماعة الإخوان ، والتي وجدت في تركيا منصة للإعادة التوازن بعد سقوطها في مهدها في مصر ، إضافة إلى دعم أردوغان للحركات الإرهابية في سوريا، ومن بينها جماعة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" والتي أعلنت مسؤوليتها عن الحادث .
وكان السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف قد تعرض مساء الاثنين لإطلاق نار في العاصمة أنقرة، على يد شرطي تركي يدعى مولود ألطنطاش وعمره 22 عاما، وهو الحادث الذي لقى إدانات دولية واسعة .
وأعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي أن اغتيال السفير الروسي يلحق ضررا كبيرا بسمعة تركيا كدولة عجزت عن ضمان حماية دبلوماسي أجنبي.
وقال بيسكوف، أن اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة في العام 1961، تنص على أن كل دولة تتحمل المسؤولية عن ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب في أراضيها".
وأضاف أن "الاعتداء على السفير يمثل اعتداء على الدولة بأكملها"، مؤكدا أن هذا الحادث المأساوي غير المسبوق، في العلاقات بين موسكو وأنقرة، أثار موجة من الإدانات في جميع أنحاء العالم.
وشدد بيسكوف على أن "اغتيال السفير الروسي في أنقرة كان استفزازا وحشيا مخططا له، لا يهدف إلى تعطيل التقارب بين موسكو وأنقرة فحسب، بل إلى نسف تسوية الأزمة السورية في وقت تشرف فيه عملية إجلاء المسلحين من حلب على النهاية".