الكفيل | جمال بربري
سقط من رحم الوجع يتيماً، تكفلّ به عمه، ربطه مغمض العينين مُلجماً بناعورة الأيام، يدور كبغل راضخ ينزّ عرقاً..تحت أشعة شمس خبيثة تترصده، تُلهب وَبره، تسودّ جلده، وتذهب بما بقي من بياض إنسانية في دواخل روحه المعذبة.تتراكم أويقات الألم لتُعانق وجع جسده؛ تستولّد الكوابيس عنوة من واحة ظلال، يلتجئ إليها لما يعيّل صبره.. تعتّمها وتدفع به لبئر عميقة لا قرار لها، إلا قعر حضيض يأوي أشباه أشباح بوجوه مغبرّة تجرجر خطى متكاسلة، وتجترّ من خلفها سحابات دخان نتنة، تقطف بكارة