محمود فتحي يكتب .. مقامات الحروف علي كرنفالات الألوان
محمود فتحي
الفنان مصطفي الدناصوري مدير مدرسة أشمون الثانوية بنات بدأت رحلته مع الخط العربي مذ كان طالبا بالمرحلة الابتدائية في الستينات، عشق الخط منذ أن كان معلمه يهتم بحصة الخط يجتهد في كتابته علي السبورة، رغم انه لم يكن خطاطا، لكنه كان متذوقا له . ينبه إلهامهم إلي أهمية اتقان الكتابة.
الفنان مصطفي الدناصوري فنان اتخذ من الخط العربي وجهة لإرشاد أو ربما موعظة، أو فكرة، أو فضيلة، أو دعوة، انه يمتلك مهارات التوظيف، ويقدم كتابات مقطعية بمساحات اسكتشية في قوالب تراكيبية تنطلق من النمط الإعلاني إلي عموم التراكيب الاحترافية وكتابات اخري تراكيبية رائعة التكتيك.
وهو يجيد منطقة التراكيب المقطعية الشريطية المستطيلة منها والهرمية، وهذا الفنان استطاع أن يوظف الألوان، ويطوعها بلغات تثقيفية ذات أبعاد بصريه مبهجة وجميلة جدا في أبهي حلل تشكيلية، ولقد استطاع أن يستخدم الفوتوشوب بمهارة الاحتراف، وتطويع اللون كعامل إبهار وجذب، وعامل من عوامل لفت الانتباه، ليعطي البعد البصري التشكيلي.
وأعتقد أن هذه المنطقة هي منطقة نفوذه وتفوقه، والفنان استطاع أن يملك هذه المنطقة من الإبداع، وهي دمج اللون مع تكتيكات الحرف مع استراتيجيات الكتابات، حيث انه يعتمد اللون الأخضر من المحببات إليه ايحاءا بالروحانيات وهو فنان متميز واحترافي في خط الثلث وبصمة في خط النستعليق يكتبه باتجاهات كلاسيكية شيك تعتمد علي المهارة والطواعية.
وتأتي الفنيات عنده في طواعية الحروف وكيفية توظيفه لها وإدماجها مع اللون
ولقد استطاع أن يؤلف مابين الوحدات اللونية ومابين التكتيكات الحرفية وجعل من خلفيات اللوحات كرنفالات لونية يباهي بها عائلات الألوان.
وتأتي الزخرفة في لوحاته لها مواطن الاستحسان قدمها بأطروحات ملازمة لكل الأعمال وجعلها عامل من عوامل الجذب ولفت الانتباه وهي مركز ثقل في أعماله دائما ماتعطي إيحاء بالروحانيات واستحضار التراث والأبعاد الإسلامية وتغلب الصوفية والروحانيات علي نمط أعماله فهو يتناول الآيات والأحاديث النبوية بشكل فيه ورع تقربا إلي الله.
وتأتي أعماله في قوالب متنوعة الإخراج، ويعتبر خط الثلث هو الخط العملاق عنده وتأتي المرونة والطواعية سمة من سمات كتاباته فهو يمتلك من مفردات التقديم الرؤي البصرية التشكيلية الرائعة وهو يمتلك مهارات تضفير الحروف والتشبيك والتعشيق الجميل الذي يخلق كتلة متعادلة متجانسه وكثافه ايجابية لاتضر بسهولة القراءة.
وتبرز مهارته في العمل علي الجهاز بطريقة الفوتوشوب التي وظفها لخدمة الحرف، مما خلق قيمة وألوان وسيمة مركزية في الأعما، وتأتي الكتلة في أعماله وحدة متكتلة متعادلة متجانسة وزعت العناصر فيها بشكل مقطعي مرتب فنيا وهندسيا والإيقاع موسيقي لدمج اللون مع الحرف في موسوعات كرنفالية .
وبالنيابة عن كل محبي الخط، وكل ذواق وفنان نقدم لهذا الفنان الدناصوري الإعجاب بهذه اللوحات التي تعطي رسالة وقيمة وموعظة، وروعة التكتيكات الإخراجية، ونتمني له مزيدا من التوفيق والنجاح.
تاريخ الإضافة: 2016-07-12تعليق: 0عدد المشاهدات :2058