تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



نبيل إسماعيل : المنتصر في الحرب.. الموت والكراهية


حاوره: الأمير كمال فرج.

الصورة لها أهمية خاصة ليس فقط في حياتنا الاجتماعية، ولكن في التأريخ والتوثيق، وفي الصحافة تشغل مكانة خاصة حيث تختصر الكثير من الكلام، وقديماً قالوا: "الصورة بـ1000 كلمة".

:: المصور اللبناني نبيل إسماعيل حصل على لقب "مصور الحرب" عن جدارة، فقد قضى حياته بين الرصاص والقذائف والمتاريس يغطي الحروب والاشتباكات، فصور أحداث الجنوب والاشتباكات التي حصلت بين مقاتلي سعد حداد مع المقاومة الوطنية في الجنوب ما بين العام 1977 حتى 1980. ثم صور الانسحاب الإسرائيلي من صحراء سيناء المصرية عام 1980، كما غطى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ومعارك بيروت، ومجازر صبرا وشاتيلا، وحروب الجبل وقبلها حصار زحلة.

:: خارج لبنان، صور إسماعيل الحروب التي جرت بين إثيوبيا وإرتريا والمجاعة في إفريقيا 1984-1985، والاعتداءات الأميركية ضد ليبيا. كذلك صور الحرب في جنوب اليمن 1985، وكان من أوائل المصورين الذين وصلوا إلى حدود الكويت والعراق بعد يومين من الغزو العراقي للكويت، كما كان أول مصور وصل إلى جبال هاليغاري التركية يوم هروب مليون كردي من العراق عام 1991. كما غطى حرب الخليج الأولى في العراق 1990.

:: بدأ العمل مصوراً صحفياً في سن العشرين في جريدة النداء اليومية السياسية عام 1975، وتنقل بين عدة صحف ومؤسسات إعلامية منها: وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية (AP)، ووكالة الصحافة الفرنسية (AFP).

:: ساهم في تأسيس نقابة المصورين الصحافيين في لبنان، وكان نقيباً للمصورين الصحافيين لمدة ستة سنوات. حصل على عدة جوائز محلية وعالمية أهمها كانت جائزة World Press Photo التي توازي الأوسكار، عن صورة التقطها لخاطف الطائرة الأميركية TMA في مطار بيروت.

في حواره مع "الرافد" يروي نبيل إسماعيل رحلته مع الصورة، والتي كانت دائماً محفوفة بالمخاطر.
 
في فيلم "حروب صغيرة" مثّلت دور المصوّر الصحفي، كيف عبّرت الأفلام العربية عن المهنة؟

للأسف، السينما العربية لم تضئ بما فيه الكفاية على حقيقة مهنة التصوير الصحافي في العالم العربي، وعن دور المصوّر وأهمية صورته لدى الرأي العام، ولم تساهم في التعريف عنه وعن مهنته، وضرورة تسهيل عمله لحاجة الناس للاطّلاع على إنتاجه المهني، ومعرفة تفاصيل ما حدث بالصورة الفوتوغرافية.

دوري في الفيلم هو دور مصور صحافي لكن تفاصيل الدور لا علاقة لها بالمهنة، يتناول سيناريو الفيلم من خلال كاميرا الميليشيات المسلحة ودورها في تدمير الدولة والمجتمع.

 

التصوير الرقمي الذي فرضه تطور تكنولوجيا التصوير هل أنهى عصر الإبداع والموهبة؟

بالعكس التصوير الرقمي Digital سهّل عمل المصور، التصوير الرقمي أو التصوير Roll الفيلم هما وسيلتا إنتاج فقط لا علاقة لهما بالإبداع والفن. الإبداع والفن موهبتان تتعلقان بالمصوّر وبثقافته وبعينه وإمكانياته التقنية.

مشاعر إنسانية: على مدار رحلتك المهنية شاهدت مواقف كثيرة ومؤلمة.. كيف تتحكم في مشاعرك وتفصل بينها والمهنة؟

بصدق حين أحمل كاميرتي وأبدأ التصوير، تختفي مشاعري الإنسانية ومن دون إرادتي، فيخطف مني المشهد كل اهتمامي، وأركز على تفاصيل الحدث، وإنتاج صور معبرة قدر الإمكان، وحين أنتهي من عملية التصوير وأعود إلى مكتبي وأتفقد صوري، حينها أستعيد مشاعري الإنسانية، وكثيراً ما تأثرت وبكيت وأنا خلف مكتبي أشاهد ما صوّرت، خاصة صور قتلى وجرحى الانفجارات والاشتباكات.

 

خلال عملك تعرضت لكثير من المخاطر، حتى إنك أُصبت أكثر من مرة، كيف كانت لحظات الخطر؟

أُصبت عدة مرات خلال عملي، واعتُقلت من قبل الميليشيات مرات عديدة، كي أكون دقيقاً بالوصف كل أوقات عملي خلال الحرب الأهلية في لبنان أو الحروب الأخرى التي غطيتها كانت خطيرة، كلّ يوم كنت أعتقد أن هناك احتمالا أن لا أعود إلى بيتي حياً، الخطر دائماً يرافقني، هوَس الموت أو الإصابة من الاحتمالات الدائمة في حساباتي.

وكانت أصعب لحظة خطيرة حين أُصيبت قدمي برصاصة من رشاش عيار 500 مم، وحوصرت وأنا أنزف في منطقة تتوسط المتقاتلين لمدة أربع ساعات ملقى عند مدخل إحدى الأبنية، وأنا أصرخ "صحفي مصاب صحفي مصاب"؛ لكن لا أحد يسمعني سوى صوت القذائف والرصاص.

 

سحر الصورة؛ يقولون إن الصورة أفضل من 1000 كلمة، فماذا تقول أنت؟

الصورة مهمة جداً في حياتنا، لحملها المعلومات المطلوبة، ولحفظها اللحظة والحدث. العقل البشري يحب الرؤية، ويفضل المشهد أكثر من القراءة، العالم اليوم يرغب في الحصول على المعلومة بأسرع وقت، والصورة تقوم بهذه المهمة أكثر من الخبر.

الصورة تحمل في داخلها تاريخها ومضمونها، وتفاصيل عديدة تبقى فيها وتعيش معها، وأيضاً والأهم، الصورة ساحرة تجذب المُشاهد، وتضع نفسها بمحتوياتها بتصرفه بثوان.


السلام أحلى؛ التقطت الكثير من الصّور في الحروب، كيف تصف الحرب هذه المرة بالكلمات وليس بالصورة؟

السلام أحلى من الحرب، والحب أفضل من الكراهية، والحوار طريق الناس المتحضرين لحل الخلافات فيما بينهم. تجربتي في تغطية الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وبعض الحروب في منطقة الشرق الأوسط تقول: في الحرب الجميع خاسرون. الناس، البلد، والمتقاتلون أنفسهم، في الحرب "المنتصر الوحيد" هو الموت والخراب والمزيد من الحقد والكراهية. لذلك دائماً أنصح بالحوار، والحوار أقصر الطرق إلى أن يكسب الجميع من دون معارك وخسائر بشرية.

تتداخل مهنة المصوّر مع تيارات وشخصيات مختلفة، كيف تداخلت مهنتك مع السياسة، وهل كان ذلك لصالحك أم لا؟

مهنتي مصوّر صحافي، غطيت الحروب والنشاطات السياسية في لبنان طيلة سنوات طويلة. من خلال عدستي صوّرت النشاطات والأحداث السياسية لمختلف التيارات والشخصيات، وكانت كاميرتي ملتزمة فقط بالتقاط الصّور دون انحياز أو تعصّب، مما دفع الجميع إلى احترامي وتقدير عملي وصوري.

وأعتقد أن أكثرية المصورين مثلي، الالتزام المهني أقوى من أي التزام سياسي. الكاميرا ساحرة، وحين تجذب الإنسان إليها يصبح ساحراً ومفتوناً بها وبصورها، ويُبطل هذا السحر أي التزام آخر.

 

كيف وثّقتْ الصورة تاريخ لبنان؟

الصورة الفوتوغرافية والمتحركة هما الوثيقة البصرية للذاكرة البشرية، للأسف لم تكن عملية توثيق الصّور مهمّة في حياتي حين كنت أعمل في الصحف والوكالات في بيروت. طبيعي أن يكون اهتمامي الأساسي حينها هو الخروج من الحرب حيّاً وليس ميتاً وبأقل خسائر ممكنة.

فيما بعد اتضحت لي أهمية حفظ الصورة. الصحف اللبنانية كانت مهملة في حفظ صور الأحداث وحماية مصوّري الحرب. لذلك كانت تسرق منا كل إنتاجنا، كان ذلك في زمن ROLL الفيلم، بينما الآن في زمن الديجيتال Digital صار بإمكاننا الاحتفاظ بنسخة من صورنا.

 

ممنوع التصوير: في مناطق ومواقف معينة تظهر لافتة "ممنوع التصوير"، كيف تتعامل مع المنع؟

أكثر كلمة مكروهة لدى المصوّرين في العالم هي: "ممنوع التصوير"، المصوّرون في عالمنا العربي كيفما تجوّلوا يسمعون ذلك، للأسف كل مواطن في عالمنا يعتقد أنه يملك الحق في أن يقول لك: "ممنوع التصوير" من دون أيّ مسوّغ قانوني.

يجب أن تسقط كل الممنوعات من طريق عمل المصوّرين الصحافيين أو الإعلاميين، طالما يمارسون مهنتهم بأمانة وصدق، ضمن نطاق قوانين المهنة وأخلاقها وأدبها، وعليهم أيضاً عدم المسّ بالخصوصية الشخصية لأيّ إنسان في منزله أو في مكتبه، وكذلك من دون المسّ بالأمن القومي لأي بلد عربي، وهذه الممنوعات يجب أن تكون محترمة من المصوّر أو الإعلامي، وبالتالي على المصوّر أن يكون مخلصاً متفانياً ومحباً لبلادنا العربية، ومستعداً للدفاع عنها بصورته.

انفجار مرفأ بيروت 2020
 
ملازمة الخطر.. مع ملازمة الخطر خلال التقاط أحداث الحرب والمواجهات، كيف كانت تشعر أسرتك كل يوم؟

زوجتي كانت صبورة جداً، تعاني يومياً من الخوف والقلق والفزع منذ اللحظة الأولى لمغادرتي المنزل باتجاه خطوط التماس، تبقى خائفة على مصيري إلى حين عودتي مساءً. عائلتي عانت وضحّت كثيراً من أجلي. لكن زوجتي وأولادي الثلاثة في الوقت ذاته أحبّوا واحترموا مهنتي ودائماً كانوا داعمين لي.

بعد التطور التقني وتحوّل الصحافة إلى الأنترنت، كيف تتطور الصّورة الصحفية؟

المصوّر الآن أمام تحدٍّ كبير، الهاتف النقّال جعل من كل شخص مصوّراً ينافس المصوّرين المحترفين، الكثير من الصّور التي التُقطت لأحداث مهمة كانت بصور هواتف هواة، وأصبحت صور الهواة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سريع أكثر من صور المصوّرين، لقد خطفوا بعض الإضاءة من المحترفين.

ولكن اعتماد الكثير من المواقع والصفحات الصحافية والإعلامية في الحصول على الصّور من هواة، أضعَف من نوعية الصّورة المحترفة لصالح صورة تفي بالغرض. والتحدي الأكبر الذي يواجه المصوّر الصحافي في عالمنا العربي هو ارتفاع كلفة الكاميرات والعدسات وقلّة المداخيل والأتعاب، لذلك الصّورة والمصوّر أمام تحدٍ كبير وخطير، وإذا لم يتدارك المصوّرون تحديات المهنة ستتضرر كثيراً، لذلك أدعو كل المصوّرين العرب إلى عقد لقاءات ومؤتمرات للبحث في التحديات، وإنقاذ المصوّر والصّورة الصحافية والإعلامية.

الحفاظ على الحياد.. في لبنان طوائف وتيارات سياسية مختلفة واستقطابات، كيف حافظت على حيادك؟

علّمتني الكاميرا أنها أكبر من أي التزام سياسي أو حزبي. الكاميرا لا هوية لها ولا جواز سفر، ولا زعيم لها، بل هي الزعيمة، إنها المتحرّرة من هذه الانتماءات جميعها، وقد تعلّمت أيضاً منها ان أكون أميناً لصالح المشهد.

المشهد هو الجاذب لها ولي، في كلّ حياتي كنت منحازاً مهنياً للمشهد، ولم أخُنه يوماً، ولم تأثّرت به لجهة الانحياز له أو مُعاداته. تقتضي المهنة بالمصّور أن يكون صاحب الوثيقة البصرية، أميناً عليها وعلى تفاصيها لأنها ليست ملكه، بل هي ملك الذاكرة التاريخية للبشرية.

ــــــــــــــــــــــــــ

ـ نشر بمجلة الرافد

تاريخ الإضافة: 2022-02-27 تعليق: 0 عدد المشاهدات :232
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات