تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



مي عماد : الفنّ القروي.. إبداع خارج الثقافة الفنية


حاورها: الأمير كمال فرج.

كرست الفنانة التشكيلية الدكتورة مي عماد دراستها وأعمالها الفنية لقضية مهمة وهي علاقة المكفوفين بالفن، فنشرت كتاب "البصر والبصيرة"، والذي يتناول حياة الكفيف والتحديات التي يواجهها، وكيف يتكيف مع المجتمع؟ والأدوات التي يستخدمها ليمارس الفن، وكتاب "الخصائص الفنية للرسوم المصاحبة لكتب المكفوفين". ونظمت العديد من الدورات والورش الفنية لتكريس هذه القضية، وكان هذا موضوعها لنيل الدكتوراة.

تؤمن الدكتورة مي بالدور العلاجي للفن Art therapy الذي يخص جميع الفئات، ويساعد المريض -كما تقول- على التصالح مع نفسه، ويقدم له طريقة أفضل لتقبل الذات، ليعيش حياته بطريقة طبيعية.

قالت الدكتورة مي الأستاذة المساعدة بكلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط -في حوار مع "الرافد"-: إن الفن القروي إبداع خارج الثقافة الفنية، والمقصود به وجود طريقة فنية ليعبر بها الإنسان عن نفسه بأسلوب فني، دون أن يكون دارساً أو عارفاً بمبادئ ونظريات الفن الأساسية، مشيرة إلى أن الكثير من الفن القروي يعتمد على التجريد.. وبعض الآراء الأخرى سيجدها القارئ في هذا الحوار.
 
● لك كتب ومبادرات حول حق الكفيف في تذوق الفن وممارسته، كيف كانت هذه التجربة؟

من أعظم التّجارِب التي عملت عليها قضية الكفيف، وتعايشه مع الحياة، وما زلت مقتنعة أن هناك مزيداً مما يجب تقديمه في هذا المجال، وقد نشرت كتاب "البصر والبصيرة"، والذي يحكي عن حياة الكفيف والتحديات التي يواجهها، وكيف يتكيف مع المجتمع؟ والأدوات التي يستخدمها لتذوق الفن وممارسته، وماذا أفعل عندما يكون لدي طفل كفيف؟ وكتاب آخر هو "الخصائص الفنية للرسوم المصاحبة لكتب المكفوفين"، وهو كتاب تعليمي متخصص يعلم أولياء الأمور، أو من يعمل عامة مع هذه الفئة كيف يتعاملون مع الكفيف؟ وكيف يوصلون له المعلومة؟.

على سبيل المثال المدرسة بالنسبة للكفيف هي المقبض الذي يضع يده عليه لكي يصعد على السلم، هي الديسك الذي يجلس عليه داخل الفصل، فهو لا يشعر بشيء آخر، لذلك نعلمه كيف يحصل على المعلومة بطرق مختلفة، تناسب قدراته، فمثلاً نستخدم كتباً بها رسومات بارزة، تسهل عملية إيصال المعلومات، ليتعلم، ويصبح شخصاً فعّالاً في المجتمع.

○ ما الفكرة التي تركزين عليها أعمالك، والرسالة التي ترغبين في إيصالها من خلال اللوحة؟

الفكرة التي أركز عليها في أعمالي أن الفن رسالة سلام للعالم كله، وقبل ذلك سلام داخلي، فأمن الإنسان يبدأ من أمنه الداخلي، وأطبق ذلك عن طريق مفاهيم أوضحها في لوحاتي، ومن خلالها يمكننا حل العديد من المشكلات.

الفن لغة عالمية لا تقف عند حدود سواء كانت اللغة، أو الجنسيات، أو المستوى الثقافي، أو الحالة الاجتماعية، أو أي شيء آخر، حتى لو الشخص كفيفاً أو أصماً.. الفن يخترق كل الحواجز.
 
● تبنّيْتِ تجربة العلاج بالفن، حدثينا عن هذه التَّجرِبة ومدى نجاحها؟

تجربة العلاج بالفن ليست حديثةً، فقد ظهرت أيّام الفراعنة، وهي قضية حياة بالنسبة لي، وليست مجرد تجربة، إذا كنت قد استمتعت بقضية تقديم الفن للمكفوفين، والتي تختص بمساعدة فئة معينة، فما بالك إذا كانت الفكرة تخص جميع الفئات؟ كنت أظن في البداية أن الموضوع سهل، ولكن عند العمل على هذه التجربة وجدت أن الدراسات تقول: إن في الوطن العربي شخصاً واحداً من كل أربعة أشخاص مضطرب نفسياً.

وعندما تعمقت أكثر اكتشفت أن هناك دراساتٍ أيضاً أثبتت أن كل شخص منا مر في مرحلة ما من حياته بنوع من الاضطرابات النفسية، وأن حالات الانتحار تزيد، وهذا كله سببه الاضطراب النفسي، وقد أثار ذلك فضولي، وقلت لمذا لا أعمل على هذه الجزئية؟.

درست هذا الموضوع، وخصصت رسالة الدكتوراة للحديث عن دور الفن في علاج الاضطرابات النفسية (العلاج بالفن)، وأثبت هذا العلاج نجاحه حتى الآن، وذلك من خلال آراء من عاش التجربة.

بعض لوحاتي أستخدم فيها تقنية العلاج بالفن، وفيها أساعد المريض على الحياة بصور ورؤى مختلفة، كل إنسان يرى اللوحة برؤية مختلفة، ومن خلال تلك الرؤى والانطباعات يمكن علاج الشخصية المضطربة، ولاحظت أن الشخص الذي يخضع للعلاج بالفن بدأ يتقبل نفسه بصورة أفضل.

كل واحد منا مختلف عن الآخر، خلقنا الله مختلفين في كل شيء، الصفات والقدرات والخبرات، فلماذا لا تتقبل نفسك؟ بعض الأشخاص يصابون بصدمة عندما يرون الآخرين حققوا إنجازات كثيرة، فيكون لذلك تأثيرات سلبية على النفس، البعض يصاب بالاكتئاب، والبعض ينتحر، عندما نستخدم العلاج بالفن Art therapy نقدم للمريض طريقة أفضل لتقبل الذات، ليعيش حياته بطريقة طبيعية.
 
○ بالنظر إلى الأشكال العديدة للفن الفطري الذي نراه عند القرويين.. الفن التشكيلي موهبة أم تعليم؟

الفن بالأساس موهبة، ولكن موهبة بدون ممارسة ستختفي، والفن الفطري من أنواع الفنون وبه موهبة أيضاً، وأنا شخصياً أحبه، وكل شيء يأتي بالتعلم والمثابرة والثبات على الهدف.

هناك مدارس كثيرة في الفن، من بينها التجريدية، وهذا الأسلوب أي شخص يمكن أن يقدمه، بالطبع المدرسة التجريدية مبنية على أسس ونظريات، ولكن الكثير من الفن القروي يعتمد على التجريد.

هناك مفهوم فني شائع هو الفن الخارج عن الثقافة الفنية Art outside artistic culture، والمقصود به وجود طريقة فنية ليعبر بها الإنسان عن نفسه بصورة فنية، دون أن يكون دارساً أو عارفاً بمبادئ الفن الأساسية والنظريات الفنية، وهو اتجاه بدأ يظهر بشكل أو بآخر، وهناك فنانون كثيرون في هذا الاتجاه، حتى بعد الدراسة الأكاديمية العالية بدأوا يتجهون للفن الفطري.

● للبيئة دور مهم في حياة كل فنان، فكيف كان دورها في تجربتك الفنية؟

أحمد الله لوجود والدي ووالدتي، فلولاهما ما كنت قد أكملت مسيرتي، درست في محافظة تختلف عن مقر إقامتي، وشجعني والداي على السفر والدراسة، وكانا أكبر إلهام لي "ما دام الله أوجد لك فكرة ما؛ فإنه يعلم أنك تستطيع أن تحققها"، هذه من أقوى الجمل التي أتذكرها دائماً عندما أحس أني لن أستطيع الاستمرار.

 

○ كيف يحقق الفن عوائد مالية.. بمعنى آخر كيف ننمي اقتصاديات الفن؟

يتم ذلك في المقام الأول عن طريق نشر الثقافة الفنية، في هذه الحالة سينتشر الفن، وسيزيد الإقبال عليه، وفي الوقت الحاضر هناك حالة من الازدهار الفني، وفئة ليست بقليلة تتذوق الفن، وهذه أرضية خصبة لتطور الفن، وتحوله إلى صناعة تحقق العوائد المالية العالية، والتي تفيد الفنان في المقام الأول، والمجتمع والدولة كذلك.
 
● كيف ننشر الفن التشكيلي، ونحقق هدف "لوحة في كل بيت"؟

البداية ستكون من الأم، لو علمت الأم أطفالها الرسم منذ الصغر، ستكون النتائج جميلة، ليس شرطاً أن يتخصصوا في مجال الفن عندما يكبرون. في المرتبة التالية إقامة الورش والمعارض الفنية، ودعم التجارب الفنية التي تحدث بالريف، وبالفعل أصبح لهذا الاتجاه وجود الآن في كثير من المناطق.

ومن المفيد أيضاً إنتاج لوحات تناسب البيت من ناحية الحجم والموضوع، وأيضاً من ناحية السعر، لتكون في متناول الجميع.

○ على صعيد الأفكار والخامات وأدوات التعبير.. هل تؤمنين بالتجريب في الفن؟

التجريب مهم جدّاً للفنان؛ لأنه يسمح له بإدراك آفاق جديدة تنمي الوعي الفني، وهذا الاتجاه أصبح واضحاً في الفتره الأخيرة، فالفنان يلجأ إلى التجريب من أجل الوصول إلى مفاهيم جديدة عن الطبيعة والحياة.

بدون التجريب يصبح الفنان مجرد أكاديمي يطبق القواعد الفنية فقط، والفنان الحقيقي ملزم بأن يكون مجرباً، ليعبر عن خبرة ذات طابع فردي عميق.

والأفكار الجديدة لا تخرج إلا بالتجريب، يمكنك أن تجري 100 تجربة، والتجربة رقم 101 تقدم فكرة جديدة.. بدون تجربة أفكار جديدة، وخامات جديدة لن يتطور الفن.
 
● كيف ننمي الوعي بالفن لدى الأطفال، ونكتشف وننمي مواهبهم؟

ببساطة نترك لهم الأقلام والأوراق من سن الصغر، ونوجههم توجيهات بسيطة قبل سن الرابعة، وتزيد التوجيهات بعد ذلك. هذا وحده سيصنع المعجزات. وقد أجمع الخبراء والمختصون بالصحة الجسدية والنفسية للأطفال، على أهمية الفن في تنمية قدرات الطفل في السنوات المبكرة، وعليه يجب أن ننمى الوعي الفني للأطفال، وذلك عن طريق الرسم، ففي سن الثالثة، يُفترض تمكن الطفل من رسم الدائرة، والبدء باستخدام مقص مخصص للصغار، وفي عمر الأربع سنوات، يجب أن يتمكن من رسم مربع، ويبدأ بقص الورق بخطوط مستقيمة.

والكثير من المراكز تبدأ بتعليم الطفل استخدام المقص، لكونه يطور مهاراته العضلية التي تتطلبها الكتابة، وبذلك ننمي مواهب الصغار؛ لأن الرسم يساعدهم على اتخاذ الكثير من القرارات، وذلك من خلال اختيار الرسمة، أو اختيار لون، أو تجربة فكرة جديدة، حتى إخراج الرسمة بالشكل المناسب لهم.
 
○ انتشر الفن التشكيلي في السنوات الأخيرة وتفوق على فنون أخرى، فما السبب؟ وهل سيكون العصر القادم عصر اللوحة؟

في الفترة الأخيرة شهدت الساحة تطوراً تكنولوجياً كبيراً، وكل يوم هناك قفزة تقنية عالية، وقد استفاد الفن من ذلك، فانتشر وراج، وذلك شيء طبيعي، فالناس أصبح لديهم ميل لرؤية شيء يذكرهم بالطبيعة البشرية الخاصة بهم، وأعتقد أن الفن سيأخذ وضعه في الفترة المقبلة أكثر.

وتهتم الجامعات بأن يكون لدارس الفن رؤية بصرية Visual Arts للعمل الفني، حتى يتمكن من تطوير الفن في المراحل المقبلة، وإلا لن يكون هناك تذوق.. نقدم في المناهج الجامعية مواد مخصصة للرؤية النظرية للنقد الفني وهذا مهم جداً.
 
● الفن التشكيلي الأقرب إلى المرأة لماذا، وهل عبرت اللوحة عن بوح الأنثى العربية؟

الفن التشكيلي أقرب لكل الناس، وليس المرأة فقط، ولكن المرأة عنصر اجتماعي وفني مهم، حتى إن أغلب الفنانين يتخذون المرأة رمزاً يقدمون من خلاله موضوعاتهم وأفكارهم، قد يكون الفن أقرب للمرأة؛ لأنها تتخذ الفن وسيلة للتعبير عن التحديات والصعوبات التي تواجهها في الحياة؛ ولأنه يعبر عن أفكارها ومكنوناتها وشخصيتها.
 
○ بعض الفنانين العرب عرضوا أعمالهم في الغرب، فمتى يصل التشكيل العربي إلى العالمية؟

العديد من الفنانين يعرضون أعمالهم في دول عربية وغربية، ويحظون بالاهتمام، وكثرة الترشيحات للفنانين العرب والمصريين للمشاركة في فعاليات فنية خارجية دليل على ذلك. والتشكيل العربي بدأ بالفعل في الخروج للعالمية، ليس بالصورة الكبيرة، ولكن خلال الأعوام القادمة ستظهر أسماء عربية أكثر على الصعيد العالمي.

الفن أصبح علماً مفتوحاً، بضغطة زر على الإنترنت تعرف هذا الفنان ماذا يفعل الآن؟ ووسائل التواصل تسهل ذلك.
 
● ما المدرسة الفنية التي تنتمين إليها، وما مفاتيح قراءة اللوحة؟

عملت قليلاً في المدرسة الكلاسيكية، ولكني أميل للمدرسة التجريبية، أو التجريدية؛ لأني أشعر أن الفن التجريدي في أوقات كثيرة يعبر عني، يجعلني أقرأ اللوحة بأكثر من زاوية ووجهة نظر، بأكثر من رؤية، وأخرج بمفاهيم متعددة، يمكن أن تترك اللوحة وأنت تفكر بأفكار معينة، وعندما تعود إليها تجد فكراً مختلفاً تماماً.

ــــــــــــــــــــــــــ

ـ نشر بمجلة الرافد

تاريخ الإضافة: 2022-02-27 تعليق: 0 عدد المشاهدات :246
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات