داعش والغبراء | الأمير كمال فرج
تقول الأخبار الواردة من سوريا أن " داعش " نفذت حكم الإعدام بحق ستة مقاتلين من جماعة " غرباء الشام " ، مع قائدهم " حسن جزرة " .ونقل الفيديو الذي طيرته مواقع التواصل الاجتماعي عملية إعدام السبعة الذين ينتمون لـ " المعارضة السورية " واحدا واحدا في مدينة الأتارب بطلقات في الرأس على وقع صيحات " التكبير " .ويصف البعض المغدور " جزرة " الذي أسس بعد ذلك لواء ما يسمى " الأبابي " ، وكتيبة " أحرار الصاخور " ، و " لواء أحفاد المرسلين " ، بأنه " قائد فصيل إسلامي معتدل " ، بينما يرى آخرون أنه " زعيم عصابة " .و " داعش " هو اختصار لما
-
شعوذة سياسية | الأمير كمال فرج
على طريقة " المشعوذ " الذي يلقي البخور في النار، ويحرك رأسه، ويصرخ " عفركوش " ليقنع " ضحيتة " بسلطة " العفريت " يمارس البعض لعبة " الإفتاء " .هناك قواسم مشتركة بين فرج فودة، وشكري بلعيد، ليس فقط لأن كل منهما قتل بسبب رأيه، ولكن الإثنان تميزا ببلاغة الحجة، وقوة المنطق، والقدرة الواضحة على المناظرة، والحوار، والنقاش، والإثنان أيضا قتلا بسبب " فتوى طائشة " .ولعل هذه السمات هي القواسم التي تميز بها معظم ضحايا الرأي على مر التاريخ، . أبحث عن أحد منهم كان جاهلا، فلا أجد .. ، جميعهم تميزوا
-
صناعة فرعون | الأمير كمال فرج
الشعوب تصنع طغاتها، تربيهم، وتسمنهم و " تزغطهم " ، كما " تزغط " السيدة القروية ذكر البط، كمروض الأسود العجوز الذي يربي أسدا صغيرا، ويرضعه الحليب بـ " البزازة " ، وعندما يكبر يقضم ذراعه، كالساحر الذي ينفخ في مزماره ويخرج الثعبان الراقص، وبعد الرقصة، يلدغه الثعبان بلدغة قاضية، كالمشعوذ الذي قام بتحضير العفريت، ولم يستطع أن يصرفه.الشعوب تصنع حكامها الظالمين بالخوف والاستكانة والغباء، يقول المثل المصري العميق " يا فرعون مين فرعنك . قال لم أجد أحد يردعني " ، عدم معرفة المواطن لحقوقه أول خطوة في سلسلة السقوط والضعف والهوان،
-
صوت مسرسع | الأمير كمال فرج
المتابع لمظاهرات 30 يونيو في ميدان التحرير سيلفت مسامعه هذا الصوت النسائي " المسرسع " الواضح في الهتافات الجماعية، وسوف يكتشف بسهولة أن نسبة كبيرة من الموجودين في الميدان نساء.والصوت " المسرسع " في القاموس الاجتماعي هو ذلك الصوت الرفيع الحاد، و " السرسعة " سمة تتصف بها أصوات الإناث.مشهد يفرح القلب .. الآلاف من نساء بلادي اللائي خرجن ليشاركن الرجل في أعظم مهمة، إسقاط النظام الظالم . سوف يتوقف التاريخ طويلا عند دور المرأة المصرية في ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013، لقد أثبتت المرأة
-
شركة لإدارة الوطن | الأمير كمال فرج
أريد أن أعرف كيف يتم اختيار الوزراء في مصر؟، كيف يتم أولا اختيار رئيس الوزراء؟، وما هي السمات التي يجب أن تكون فيه؟ ، بعد ذلك كيفية اختيار الحكومة التي تكلف برئاسة وزارات تدير أهم ما يمكن إدارته على الإطلاق؟ وهي إدارة الوطن؟.الوزير ليس منصبا شرفيا، يمنح صاحبه السلطة والجاه والنفوذ، ويتسبب في وجود حراسة على منزله 24 ساعة. والظهور المتكرر " عمال على بطال " في وسائل الإعلام، ولكنه منصب تنفيذي غاية في الأهمية، تتعلق عليه أحلام شعب وآمال أمة. الوزير خاصة
-
سري للغاية | الأمير كمال فرج
نظام الحكم مؤثر أساسي في حياة الشعوب، ورغم أهميته ودوره في تحديد مستقبل الأفراد والمجتمعات والأمم، بل مستقبل العالم، يجهله الكثيرون، .. كثيرون لا يعرفون حتى نظام الحكم في بلدانهم، وقواعده، ومن وضع هذه القواعد، وهل يتفق هذا النظام مع الشرعية .. سواء كانت شرعية دينية أو سياسية؟، وهل هذا النظام صالح لإدارة البلاد، وتحقيق الرفاهية للشعوب أم لا؟.الشعوب العربية تتفق معظمها في خاصية الجهل بأنظمة الحكم التي تديرها، .. الكل في حالة استسلام واستلاب، يؤمنون بمقولة " دع الملك للمالك " ،
-
خيبة الأمل | الأمير كمال فرج
يقول المثل الشعبي " خيبة الأمل راكبة جمل " ، تذكرت هذا المثل عندما تابعت على التلفاز اليوم تصريحا للمتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي، الذي أعرب فيه عن خيبة أمله بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو بناء 1500 وحدة استيطانية في القدس الشريف المحتل.و " خيبة الأمل " شعور ينتاب الكثيرين في حياتنا، العاشق عندما لا يحظى بقلب حبيبته، والتلميذ عندما يرسب في الامتحان، والشاب عندما يحددون له راتبا متواضعا لم يكن يتوقعه، ولكن خيبة الأمل هنا كما يصفها المثل الشعبي الطريف ليست خيبة أمل
-
رجل الغابة | الأمير كمال فرج
التطور التكنولوجي سريع متوثب ، يحدث كل دقيقة، بل كل ثانية، ولكن التغيير في حياة الأمم بطيء جدا لا تلحظه الذاكرة المجردة، ولكنك إذا ابتعدت قليلا ونظرت بعين القاريء، أو الباحث، أو المؤرخ إلى الصورة الكاملة .. ستكتشف حجم التغير الهائل الذي حدث. التغيير حركة طبيعية في تاريخ الشعوب، وهو يحدث في الأزياء، وقصات الشعر والآثاث، والإكسسوارات، والعمارة، والبيئة، والمجتمع .. بل والأفكار والمعتقدات . هل تتذكرون موضات الشارلستون، والكانيش، والسوالف العريضة التي تظهر في الأفلام المصرية القديمة.. لقد اختفت، وحلت
-
ديمقراطية أندورا | الأمير كمال فرج
أعلنت السلطات في إمارة أندورا أن المعارضة التي تنتمي إلى يمين الوسط حققت فوزا مدويا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الإمارة الصغيرة، وتقع إمارة أندورا، التي يقطنها 85 ألف نسمة، في منطقة جبال البرانس على الحدود مع إسبانيا وفرنسا، وهي أول دولة في العالم يحكمها شخصان، حيث يحكمها رسميا كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأسقف أورجيل الإسباني ، باعتبارهما أميرين مشتركين. قلت في نفسي " يا بختك يا أندورا " ، .. إمارة صغيرة تقع في أطراف العالم تنظم انتخابات نزيهة
-
ديك شركسي | الأمير كمال فرج
بصراحة أحسد مبارك لأسباب عدة، أهمها رباطة الجأش الشديدة التي يتعامل بها مع ثورة مصر، وهو نفس الأسلوب الذي حكم به مصر على مدى 30 عاما، وهو الأسلوب العسكري الذي ينفع في ثكنة عسكرية، ولا ينفع أبدا في حكم شعب متحضر خلاق.لقد تعامل مع كل الدمار الذي حدث، والشهداء الذين سقطوا، والمرافق التي دمرت، والمخاطر الحقيقية التي مر بها الوطن، وما تنقله الفضائيات من غليان شعبي، ببرودة أعصاب، وكأن مصر في واد، وهو في آخر، ورغم الكم الذي تعرض له
-
حكومة مدبلجة | الأمير كمال فرج
كيف نواجه ظاهرة الحكومات الفاشلة، التي تتخبط كالأعمى في المولد، كالتلميذ الفاشل الذي لم يفتح كتابا طوال العام الدراسي، ويريد أن ينجح في الامتحان، كيف نواجه فشل الحكومات المسؤولة عن توفير الوظائف والغذاء والدواء، وتحقيق الأحلام التي لا تجيء؟. كيف نحقق قفزة نحو المستقبل كالشعوب الأخرى التي خرجت من المستنقع، وأصبحت ـ في سنوات قليلة ـ من دول العالم الأول.لقد أعيتنا الحيلة، وقمنا بكل ما يفعله العامة للاحتجاج من " شد الشعر " وحتى " وضع اليد في الشق " ـ رغم عدم معرفتي
-
حرية كونفرانس | الأمير كمال فرج
بعض الأنظمة تتعامل مع المواطن كما تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مع مريض مصاب بالجرب من الصواب عدم الاقتراب منه، وإذا اضطرت ـ هذه الأنظمة ـ لمقابلته، فلا بد أن يكون ذلك من وراء حجاب، أو لوح زجاجي كالذي يقبع خلفه صراف البنك، أو من خلال فتحة كالتي يتحدث من خلالها السجين إلى زواره كما يحدث في الأفلام الأجنبية، وإذا أجبرت ـ الأنظمة ـ على لقائه لتلتحم بالمواطنين، فلا بد أن ترتدي خلال اللقاء قفازا وأقنعة واقية، وإذا اضطرت لمصافحته
-
ثورة بلا صاحب | الأمير كمال فرج
لأن الثورة المصرية بلا قائد ظهر لها آلاف الأصحاب، تماما كما تجد محفظة متخمة بالأوراق المالية، فتسأل " من صاحب هذه؟ " ليرفع عندها عشرات الأشخاص أيديهم مدعين ملكيتهم لها.الصالح، والطالح، والأعور، والأكتع، ولاعب الثلاث ورقات، والمجرم، والمدعي، والأفاق، والتافه، والنكرة، كلهم يحاولون الركوب على الثورة، وادعاء البطولات الكاذبة، ممثلة ناشئة أصبحت فجأة ضيفة لبرامج التوك شو لتتحدث عن الثورة، لتشيع الوناسة في قلب المذيع المراهق.وعلى طريقة المثل الذي يقول " إذا وقع الثور كثرت سكاكينه " إعلامية هاربة خارج البلاد بسبب قيامها بفبركة
-
جاسوس مزدوج | الأمير كمال فرج
شيء محزن أن تجد شخصاً يتشدق بشعارات العدل والمساواة والحرية والديموقراطية، ولكنه ـ خارج الوظيفة ـ يؤمن إيماناً قاطعاً بالديكتاتورية، والطبقية، والقهر، والظلم ..، يهاجم الديكتاتورية في العلن .. ، وفي المساء يتفرغ لطرقعة أصابع أقدام الديكتاتور.الديموقراطية في بعض الأحيان تكون " سبوبة " ، " أقنعة " .. " مستحضرات تجميل " ، يستخدمها البعض لإخفاء وجوههم القبيحة. عنوان براق يخفي وراءه عملا غير مشروع، عظة ولكنها واجهة لعملية نصب، كلمة حق أريد بها باطل .. رماد يطلقه السارق في العيون ليفوز بغنيمته.القاعدة تقول إن البشر صنفان
-
توفيق أوضاع | الأمير كمال فرج
لم يعد مقبولا بعد ثورة 30 يونيو التي أطاح فيها الشعب المصري بأسطورة الإسلام السياسي، وأسقط جماعة " الإخوان " ، أن يستمر " الأعوان " في العمل، ليس من المنطقي أن نترك الفلول الجدد يمارسون الشعوذة السياسية، ويخدعون البسطاء، ويحيكون المؤامرات للوصول إلى نفس الهدف .. " السلطة " ، ويقفون مرة أخرى حجر عثرة في طريق الوطن.ليس من المعقول أن نقطع رأس الأخطبوط، فتنمو أذرعته من جديد، ويتحول كل منها بمرور الوقت إلى رأس كبيرة، فتلتف الرؤوس علينا، وتعصرنا كما يعصر ثعبان أسطوري كبير فريسته.ليس من
-
جرثومة الفكر | الأمير كمال فرج
هناك من يصاب بجرثومة المعدة، ويستلزم الأمر في هذه الحالة مراجعة الطبيب، ليكتب له مطهرا معويا، ولكن هناك والعياذ بالله من هو مصاب بجرثومة الفكر، وهو مرض لا ينفع معه طبيب، ولا حتى " كونسولتو " من الأطباء.المرض الجسدي يمكن تشخيصه، وبالتالي علاجه، وينتهي بموت صاحبه، ولكن مرض الفكر، يستوطن في الجسد والروح، وتتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل. تأثيره يشبه تأثير الانفجار الإشعاعي الذي يخلف أجيالا من المشوهين.كثيرون يعتقدون الفكرة الخطأ، ويراهنون على الحصان الخاسر، وبعد أن تقع الفأس في الرأس، ويضيع
-
حروب خاسرة | الأمير كمال فرج
لماذا تدخل الحروب الخاسرة، تجيش الشعارات الجوفاء، تستجمع قواك الضعيفة، لتدخل معركة تعلم مسبقا أنك ستهزم فيها؟، تنطح الصخر برأسك، تلقي بنفسك في التهلكة، تدخل الحرب وأنت تمتطي حمارا، وعدوك يمتطي دبابة، تحارب وأنت أعزل مجموعة من قطاع الطرق كل منهم يحمل " شومة " ؟ ، كيف تنتصر وأنت مسلح بـ " نبلة " ، بينما عدوك مسلح بصواريخ توجه عن بعد.النية الصادقة لا تكفي للفوز بالمعارك، والحق الذي معك لا يكفي للنصر في ظل البلطجة، والقوى الظالمة التي لا تعترف بالمبادئ، والكثرة كما يقولون تغلب
-
ثوار وأشياء أخرى | الأمير كمال فرج
لن أكون مكتشفا أو مخترعا أو توصلت إلى نظرية جديدة إذا قلت إن المحتجين في ميادين مصر وعلى رأسها ميدان التحرير ليسوا كلهم ثوارا، وأن معظمهم رغم أنهم يعملون على إنجاح الثورة، فإن بعضهم يعمل عن قصد أو حسن نية أو غباء على إجهاضها.أؤمن إيمانا لا يتزعزع أن الأغلبية في ميدان التحرير مواطنون شرفاء يهدفون عن طريق التظاهر أو الاعتصام إلى تنفيذ أهداف الثورة وحمايتها من السرقة أو الاختطاف، إلا أن هناك قلة أو قلائل لهم أغراض أخرى. شاهدت في ميدان
-
تنويم مغناطيسي | الأمير كمال فرج
لماذا يرفض البعض أن نفكر في الديمقراطية، لماذا يرفضون أن نحلم بالحرية، وحياة أفضل لأبنائنا وأجيالنا المقبلة، وبلادنا التي نحبها، وتمثل لنا المال والبنين والمستقبل، وتدمع عيوننا كلما ذكر اسمها، لماذا يحرموننا من حق منحه الله للإنسان وهو الحق في الحرية، ويعاملوننا على أننا شعوب فاقدة للأهلية، كتب عليها دائما أن تظل دائما تحت الوصاية، تحت الإقامة الجبرية، وتحت السياط.الأنظمة الدكتاتورية بالطبع ليس من مصلحتها ولادة الديمقراطية، لأن النظام الديمقراطي إذا وجد أول ما سيفعله هو إنهاء هذه الأنظمة القابعة
-
ثغرات قانونية | الأمير كمال فرج
انتقدت لجنة انتدبت للتحقيق في مخالفات بنك مصري شهير طريقة التوظيف في البنك، التي لا تعتمد على الشفافية وتكافؤ الفرص، وأكدت أن مكمن الخطأ في اللائحة الداخلية للبنك التي تجيز للمسؤولين تعيين من يشاؤون، وتحديد رواتبهم كما يشاؤون أيضا دون قواعد قانونية شفافة. هذه الواقعة تنبهنا إلى نوع خطير من المخالفات منتشر في مصر، وهو المخالفة بالقانون، عندما يفتقر القانون إلى الشفافية والعدالة والقوة ستجد فيه العديد من الثقوب التي تمكن الجناة من الهروب. ضحكت عندما علمت بموقف اللواء منصور العيسوي وزير
-
ثمن ضئيل | الأمير كمال فرج
اللص الذي يقرر التوبة يعارضه أفراد العصابة، ويتعرض للتهديد، وربما للتصفية الجسدية، كما يحدث أحيانا في التشكيلات العصابية الكبرى، خوفا من أن يقوم بالوشاية بهم لدى البوليس، وأيضا لأن المجرم يرى توبة زميله تحديا لكرامته ونفوذه، وتقويضا لمخططه الشيطاني الذي يهدف إلى تجنيد المزيد من المجرمين، كما أن توبة اللصوص تعني كساد تجارتهم، وتعرضها للبوار.قانون الحرامية ينص على أن " الداخل مولود والخارج مفقود " ، وأن الزمالة الفخرية لأكاديمية اللصوص تقتضي الاستمرار حتى النهاية، فلا يفترق اللص عن زميله حتى يستقرا في
-
ثورة الأمواج | الأمير كمال فرج
إذا كان محمد البوعزيزي هو مفجر الثورة التونسية، عندما أشعل بجسده النحيل ثورة شعب لم يملك يوما شيئا سوى جسده، فإن خالد سعيد الشاب المصري الذي قتل على أيدي رجال الشرطة بالإسكندرية هو مفجر الثورة المصرية. حيث تسبب قتله في اندلاع ثورة 25 يناير الشعبية التي عمت ربوع البلاد.وإذا كانت الثورة التونسية قد لقبت بـ " ثورة اللوتس " فإن الثورة المصرية يمكن أن تسمى " ثورة الأمواج " نسبة إلى الإسكندرية مدينة البحر الهادئ الذي أثبت هذه المرة أنه يمكن أن يثور عندما
-
ثورة أميركية | الأمير كمال فرج
الثورات تنتقل من دولة إلى أخرى، كما تنتقل النار في الهشيم، طائر العنقاء الذي ظن الجميع أنه مات، وتحول إلى رماد ها هو ينهض من جديد، البعض أقام المتاريس خوفا من غزو الحرية، البعض الآخر رصد ملايين الدولارات خوفاً من هذا المارد المجهول، دول رصدت المليارات لإجهاض الثورات، وتبشيعها، حتى يحجم العبيد عن التمرد، وهم لا يعلمون أن الحرية فكرة تنتقل مع الهواء لا توقفها حدود، ولا موظفو الجوازات. العالم يستلهم جمع الغضب التي أشعلت الثورات، فرأينا مجموعات وحركات وشعوبا تستلهم
-
تسونامي العرب | الأمير كمال فرج
كلما زادت صور الحاكم وتماثيله وتماثيل أبيه وشقيقه في الشوارع، اقتربت نهايته، وكلما زاد حجم الظلم دنت هزيمته، وكلما تجبر الظالم اقترب انتصار المظلوم، بعد الصعود إلى قمة الجبل لا مفر أمام الطاغية من النزول، .. اللبن يغلي ثم يغلي بفعل النار، وفي لحظة محددة يفور، والبركان يظل لسنوات طويلة يتفاعل تحت قشرة الأرض، وفي توقيت محدد يثور، ويقذف الحمم والبراكين.الثورات العظيمة لا تحتاج إلى إعداد أو تخطيط، كما تدعي كتب التاريخ، فالثورة ظاهرة طبيعية كالرياح والعواصف، يمكن أن تنفجر
-
تحت التبريد | الأمير كمال فرج
على غرار حظر التجول، هناك من يمارس حظر التفكير، وإذا كان الأول " قد " يكون مبررا، في حالات استثنائية في أوقات الانفلات الأمني، وذلك بحصار الخارجين على القانون، وتسهيل ضبطهم ..، والهدف العام حماية المجتمع، فإن حظر التفكير لا يمكن أن يبرر، لأن التفكير عملية لا تخرج عن " دماغ " المفكر، وقديما قالوا حريتك تنتهي عند حرية الآخرين. التفكير حق من حقوق الإنسان بل والحيوان.يمارس حظر التفكير على نطاق واسع في العالم العربي. لأن الأنظمة تعلم قوة الفكرة، فالفكرة أقوى من الرصاص
-
تعويض نفسي | الأمير كمال فرج
البعض من غير المصريين أصيبوا بـ " حول سياسي " ، فبدلا من أن يتفرغوا لنقد الأوضاع السياسية في بلدانهم المحكومة بالحديد والنار، يتباكون ـ على طريقة " زكي بيه الأليت " شخصية مصطفى حسين الكاريكاتورية ـ على " الديمقراطية " في مصر. فهل هذه " حشرية " عادية كحشرية الجارات؟، أم أنها غيرة من " التجربة المصرية " ؟، أم تراهم يمارسون الديمقراطية الممنوعون من ممارستها عن طريق " التعويض النفسي " ، وفقا للتعبير الشامي " الكلام إلك ياجارة " .أعلم أن العولمة التقنية جعلت القضايا العالمية واحدة، وهو الأمر الذي جعل لكل شخص الحرية في
-
تفاؤل المصريين | الأمير كمال فرج
تغيرت مصر بعد الثورة، لم يقتصر الأمر على تغيير النظام الذي ظل قابعا في الحكم 30 عاما، ولكن التغيير كان على مستويات عدة، لعل أهمها التغيير الشخصي، بإحداث تغييرات نفسية واجتماعية في المصريين أنفسهم.لو تصدت دراسة لبحث التغييرات الاجتماعية والنفسية التي لحقت بالمصريين بعد الثورة اكتشفت العديد من النتائج المثيرة. منها ما هو متعلق بازدياد التفاؤل بالمستقبل، ومنها ما هو متعلق بالثقة والاعتزاز بالنفس، ومنها ما هو متعلق بالعلاقة مع أجهزة الأمن، والوعي السياسي.ومن التغييرات الواضحة الجلية تزايد الانتماء لدى
-
تفاعلات كيميائية | الأمير كمال فرج
ثورة تونس لم تحدث صدفة، وثورة مصر لم تأت عرضا، وثورات ليبيا واليمن وسورية لم تحدث بطريقة عفوية، فكل ثورة تتطلب مواد محددة تتجمع في بوتقة، فتحدث تفاعلات معينة، وتؤدي إلى نتائج متوقعة، تماما كالتفاعلات الكيميائية. . كبريت + بنزين = حريق ، ظلم + قمع = ثورة.الثورة لا تشتعل بدون سبب، ولا تنتج عن ظاهرة الإشعال الذاتي التي تحدث أحيانا بسبب الحرارة، وينسبها البعض للجن والعفاريت، ولكنها تنتج بعد توفر عوامل وعناصر معينة.توفرت في كل من مصر وتونس العناصر
-
برنامج انتخابي | الأمير كمال فرج
سألني صديق: من هو رئيس مصر المقبل؟ وبمجرد طرح السؤال تطوع الحاضرون بالإجابة على هذا السؤال الشائك، الذي يعرف والذي لا يعرف، استمعت إلى كل الآراء، ولاحظت أن معظمها اجتهادات وأمان شخصية، ومع تقديري للرأي الخاص، إلا أن الإجابة عن مثل هذا السؤال تحتاج إلى ترجيح العقل على العاطفة، والمصالح العليا على المصلحة الشخصية.تذكرت الأسماء المشهورة التي طرحت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي راح البعض يرشحها على سبيل التسلية وحب الاستطلاع، بعضها عمل في السياسة، والبعض الآخر عمل في مجالات
-
برلمان فرعوني | الأمير كمال فرج
أخطأ معدو البرنامج الصباحي الشهير عندما استضافوا خبيرا في علم المصريات، ليتحدث عن ديموقراطية المصريين، فقد راح الخبير بحماس واضح يؤكد أن المصريين القدماء أسسوا برلمانا، أطلقوا عليه اسم " البرلمان الفرعوني " ، وكان في حديثه الحماسي يستخدم العيون وملامح الوجه والأيدي، ويروي القصص التي جسدتها تراجم لكتابات هيروغليفية وجدت على المقابر الفرعونية القديمة، والتي تؤكد أن المصري القديم كان يتمتع بالديموقراطية الكاملة، وروى الخبير القصص التي تخبرنا كيف كان المواطن البسيط يتمتع بأقصى درجات الحرية، وكيف كان يشكو للحاكم مباشرة بلا
-
بدون جنسية | الأمير كمال فرج
ماذا يحدث إذا اختارت فئة من الشعب أن تعيش بدون جنسية؟، هل يتعارض ذلك مع حصولهم على الحقوق والتزامهم بالواجبات، وهل يشترط للمواطن الذي يعيش داخل الوطن أن يكون حاملا لجنسيته، ألا توجد بحكم السياحة والعمل ودواع أخرى جنسيات أجنبية مختلفة تعيش داخل الوطن الواحد، وتلتزم بالضوابط العامة للمجتمع، ولا توجد مشاكل في ذلك؟ وما هو موقف متعددي الجنسيات.. هل يكون ولاؤهم لهذه الجنسية أم تلك؟. ألا توجد في بعض المجتمعات ظاهرة البدون، وهم فئة من الناس غير محددي الجنسية، وتحاول
-
أنا الشعب | الأمير كمال فرج
فعلها الشعب المصري العظيم، خرج في 30 يونيو بالملايين في شوارع مصر المحروسة، ليفرض إرادته الحرة، ويقول للرئيس مرسي " إرحل " ، تقول الأغنية " والله وعملوها الرجالة " ، وإن كانوا في الحقيقة رجالا، وشيوخا، وأطفالا، وسيدات، وفتيات في عمر الزهور، .. تذكرت أم كلثوم، وهي تغني كلمات كامل الشناوي " أنا الشعب .. أنا الشعب .. لا أعرف المستحيلا .. ولا أرتضى بالخلود بديلا " . فعلها الشعب العظيم بعد أن شكك الأغبياء في الأمر، واستهزأوا بقدرة الجسد المثقل بالجراح بعد حروبه اليومية في طوابير الخبز، والبنزين، ومتطلبات
-
أميركا المارقة | الأمير كمال فرج
كما تنتشر " الألقاب " في الحياة العامة، تنتشر في عالم السياسة، وصناعة اللقب هنا مثل هناك، لا تفرزه مقومات موضوعية، كاللقب العلمي الذي لا يمنح إلا بإجازة أكاديمية، ولكن تحركها النوازع الشخصية.اقترنت أميركا في السنوات العديد بعدد من المسميات، بعضها تسويقي مثل " أرض الأحلام " ، و " بلاد العم سام " ، ومنها ما هو واقعي كوصف الأميركيين بـ " رعاة البقر " ، ومنها ما يتحرى الأيدولوجيا مثل " الإمبريالية " ، وهي سياسة توسيع السيطرة على الوجود الخارجي، وقد يصل الأمر إلى حد الشتيمة كما في لقب " الشيطان الأكبر " الذي
-
أمية سياسية | الأمير كمال فرج
بعد سقوط " الأخوان " تبرز أمام مصر مجموعة من الدروس التي يجب أن توضع في الحسبان، وخارج الحسبان أيضا، بل توضع " حلقة في الودان " حسب التعبير الشعبي الطريف.الدرس القاسي الذي تعرضنا إليه العام الماضي سيجعلنا نفكر ألف مرة قبل اتخاذ القرار، يقول التعبير الشعبي " اللي اتلسع من الشوربه ينفخ في الزبادي " ، لذلك علينا ـ للأسف ـ أن ننفخ في كل شيء، فهذا الشعب لن يتحمل خطأ آخر، بعد مئات الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق، .. بالله عليكم .. الجسد المريض لن
-
الهرم السياسي | الأمير كمال فرج
أسست وزارة الأغذية الأميركية عام 1992 " الهرم الغذائي " ويتضمن تسلسلا للأغذية الصحية التي يحتاجها الإنسان يوميا، والتي تكفل له الحياة الصحية الخالية من الأمراض، ويجدد هذا الهرم سنويا تبعا لما يستجد في عالم الأغذية، وما تتوصل إليه الدراسات من نتائج.والاقتراح هنا لماذا لا نصدر " الهرم السياسي " ، ويتضمن القواعد الأساسية التي يجب توفرها في الدول لتوفير مناخ سياسي صحي يكفل حياة سياسية صحية للجميع.عدم وجود قواعد شاملة تحدد مفهوم الدولة، ونظام الحكم، يتسبب في الكثير من الفوضى السياسية في العالم، من
-
المصريون يتعلمون الديموقراطية بسرعة | الأمير كمال فرج
جمعة جديدة من جمع ربيع الثورات العربية أطلقها الثوار المصريون الجمعة الماضية التي وافقت 8 يوليو 2011، وتنوعت مسمياتها، فالبعض أسماها جمعة " الثورة أولا " ، في تأكيد على أن الثورة مازالت مستمرة حتى تحقق أهدافها الكاملة. بينما أسماها البعض " جمعة التطهير والأمن " في تأكيد على بعض مطالب الثورة وأهمها تطهير مؤسسات الدولة من فلول الحزب الوطني السابق المنحل، حيث يرى الكثيرون أن العديد من قطاعات الدولة مازال الفاسدون يسيطرون عليها مثل الجامعات ووسائل الإعلام والمؤسسات الرسمية. أما الأمن فهو المطلب الآني
-
المجهود الاقتصادي | الأمير كمال فرج
أطالب بالشفافية الكاملة في موضوع القروض المصرية، أرفض أن تحل حكومات ما بعد الثورة كل مشاكلها في غمضة عين، وتحصل على المليارات عن طريق القروض، لتضع في قدم الشعب كرة كبيرة من الصلب. أرفض أن أحل مشاكلي على طريقة بطاقات الائتمان الشيطانية، وأحصل فورا على النقد بضغطة زر من الصراف الآلي، لأكتشف بعد ذلك بقليل أني وضعت الطوق حول عنقي، وبدلا من أن أتحول إلى مليونير، تحولت إلى مديونير.أرفض القروض الحسنة التي تنبهر في البداية بمسمياتها البراقة التي تدور حول " الدعم "
-
المادة الثانية | الأمير كمال فرج
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن " المادة الثانية " من الدستور المصري، وهي المادة التي تنص على أن " الشريعة الإسلامية مصدر التشريع " ، ورغم أن الحديث حول هذه المادة كان يظهر ثم يختفي .. فإنه مع ثورة 25 يناير ، وبدء الحديث عن دستور جديد للبلاد، كثر الحديث عن هذه المادة، وظهرت صفحات ومجموعات على الـ " فيس بوك " تنادي بإلغائها.والمنادون بإلغاء هذه المادة ووفقا للواقع أغلبيتهم من المسيحيين، إضافة إلى مجموعة قليلة من المسلمين، الفئة الأولى ترى أن وجود هذه المادة هضم
-
اللعبة الشريرة | الأمير كمال فرج
البصمات لا تتشابه، والأذواق تختلف، والآراء من الصعب أن تتطابق بالعناوين والتفاصيل الدقيقة، لأن البيئات مختلفة، والثقافات كذلك، فإذا اتفق ثلاثة أشخاص مثلا على كره اللحم البلدي وعشق السوشي الياباني، من حقي أن أشك، وأعتقد أنها مؤامرة متفق عليها من الثلاثة، لتوجيه عقلي بالريموت كنترول، وصرف انتباهي عن اللحم، ودفعي دفعا إلى عشق السوشي.. مواقع التواصل الاجتماعي .. أحدث طرق اللعب في الدماغ. السياسة لعبة شريرة، ففي غياب الديموقراطية وتفشي الجهل، يلجأ الأعداء إلى أساليب جديدة لتوجيه عقلك، انتهى عصر الغزو
-
اللعب بالنار | الأمير كمال فرج
أصدر مفتي الإرهاب القطري يوسف " القرضاوي " منذ أيام فتوى بأن الخروج في مظاهرات 30 يونيو ضد الرئيس مرسي " حرام " .. ، وبعده بساعات أعلن عبدالرحمن " القرضاوي " في برنامج " زي الشمس " الذي تقدمه دينا عبدالرحمن أنه سينزل يوم 30 يونيو، وبذلك يواجه الإبن أبيه.وهذا ليس الموقف الأول للابن الذي كان عضوا في الجمعية الوطنية للتغيير، .. وأعلن عن تخليه عن جنسيته القطرية التي وضعته في موضع اتهام، كما أعلن أكثر من مرة رفضه لمرسي، وتأكيده أنه رئيس معزول عن شعبه.مع تقديري
-
الكثرة المندسة | الأمير كمال فرج
من أكثر المصطلحات شيوعا هذه الأيام تعبير " القلة المندسة " ، وهو تعبير انتشر في البداية في مصر قبل الثورة، وبالتحديد بعد انتخابات مجلس الشعب العام الماضي 2010 ، والتي أسفرت عن إخراج المعارضة من المجلس إلى الشارع، بعد عملية تزوير مفضوحة لإرادة الشعب، ترتب على ذلك قيام الأعضاء المفصولين سواء من المعارضة أو من الحزب الوطني الحاكم بإنشاء برلمان مواز، وأصبح البرلمان المغضوب عليه ـ بتوجيه حكومي في الغالب ـ يوصف بـ " القلة المندسة " .واستخدم النظام السابق هذا التعبير في وصف كل
-
الكتالوج | الأمير كمال فرج
كل واحد في مصر يريد أن يشكل البلد على مزاجه، كل واحد أصبح فجأة خبيرا استراتيجيا وفقيها دستوريا، وسياسيا من الطراز الأول، ينظر ويتفلسف ويتحذلق، و " رأسه وألف سيف " وفق التعبير الشعبي، أن تكون " مصر " كما يعتقد هو ويتصور هو، تماما كما ورد في الكتالوج، سواء أكان هذا الكتالوج محليا أم أجنبيا، حقيقيا أم مزيفا، صوابا أم خطأ.كل واحد منا يريد أن ينفذ الجميع رأيه، كالطفل الذي يتمسك بما يريد، ويثير الفوضى لتنفيذ رغباته، كل حركة سياسية في مصر تريد أن
-
القمّاعة العربية | الأمير كمال فرج
المنع اختراع عربي قديم، منذ أن تعلم العربي الكلام، أدرك ما يمكن أن يفضى إليه لسانه الطويل، وجريا على المثل الشعبي الذي يقول " لسانك حصانك إن صنته صانك " اخترع بسرعة أداة لقمع الكلام، ولكن المدهش أن هذه الأداة غير منظورة، فهي موجودة داخل عقله، فأصبح " المنع " بذلك ثقافة جمعية تتوارثها الأجيال.كل طفل عربي يولد ومعه " القمَّاعة " ، أداة قمع مجانية، كالهدايا التي توزع بعض الشركات بمصاحبة منتجاتها، كل قطعة عليها أداة قمع، شيء يشبه " السكاته " أو " البزازة " .. ويبدأ القمع في مرحلة
-
القفاز | الأمير كمال فرج
اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في استجواب أمام الكونجرس أن بلادها في عهد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان منذ 20 عاما دعمت المجاهدين في باكستان، لمواجهة الاتحاد السوفييتي، بعد غزوه أفغانستان، وبعد انتهاء الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفييتي على أيدي جورباتشوف تحت شعار " بيريسترويكا ..إعادة البناء " سحبت أميركا المنتصرة نفسها من الميدان، وتركت الإرهابيين حلفاءها القدامى يرتعون في باكستان، ومن هنا تكون " تنظيم القاعدة " .هيلاري أكدت بصراحة تحسد عليها " نحن من صنع هؤلاء الذين نقاتلهم الآن " تقصد بذلك
-
الفرخ المذبوح | الأمير كمال فرج
" الثورة " لاتعني تغيير رئيس بآخر، أو حتى استبدال " نظام " بغيره، .. ولكنها تغيير جذري في توجه وطن، وهذا التغيير حتمي. لأن التوجه لو كان صحيحا لما قامت الثورة ضده. " الثورة " لاتعني تغيير رئيس بآخر، أو حتى استبدال " نظام " بغيره، .. ولكنها تغيير جذري في توجه وطن، وهذا التغيير حتمي. لأن التوجه لو كان صحيحا لما قامت الثورة ضده.ولكن للأسف بعض الدول تقوم بثورات عظيمة تنفق في سبيلها الشهداء والمصابين ، والخسائر الجسيمة . وبعد أن تنجح الثورة . تمشي ـ أو
-
ألف حساب | الأمير كمال فرج
لا أصدق أن أميركا مبتهجة بالثورات العربية، لا أصدق أنها راضية بسقوط رجالها في الشرق الأوسط واحدا تلو الآخر، التلاميذ الأوفياء الذين كانوا لا يأكلون إلا إذا أكلت أميركا، ولا يهرشون رؤوسهم إلا إذا هرشت أميركا رأسها، ولا يقضون حاجتهم إلا إذا قضت أميركا حاجتها. كيف يستقيم الفرح ، وأميركا تخسر واحدا تلو الآخر من الرجال الذين كانوا يأتمرون بأمرها، وينفذون أجندتها بالحرف؟. لست مرتاحا لما قالته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية خلال زيارتها لميدان التحرير، لا أثق في ابتسامات وتهاني
-
ألف باء الديموقراطية | الأمير كمال فرج
تألمت عندما قال الدكتور محمد البرادعي إن 80 في المئة من الشعب المصري لا يعرف الديموقراطية، وهو كلام يشبه إلى حد ما ما قاله أسامة سريا رئيس تحرير " الأهرام " الأسبق عندما قال إن " الشعب المصري لا يعرف الديموقراطية " و " إننا مستعدون لانتظارها 20 سنة " .ورغم أن توجه القائلين مختلف، فالأول أحد رموز الثورة، قاد فكرة التغيير، وتحمل تبعات ذلك حتى تحققت، والثاني كان أحد رموز النظام الذي قمع الشعب 30 عاما، ولذلك كان الهدف أيضا من المقولتين مختلف.الدكتور البرادعي قال هذا الكلام
-
العين الحمراء | الأمير كمال فرج
تابعت بغضب المفاوضات الدائرة بين مصر وألمانيا حول طلب مصر استعادة رأس الملكة الجميلة نفرتيتي، والسبب العنجهية الألمانية، وأسلوب الحوار المتعالي الذي يمارسه مسؤولوها عند الحديث عن الموضوع، فقد رفض الألمان إعادة رأس جدتي نفرتيتي مدعين أن الدولة البروسية " حصلت عليه " بشكل قانوني منذ قرن، تبعا لنظام القسمة الغبي، الذي أسميه " قسمة الحرامية " ، بينما تؤكد الوثائق المصرية أن التمثال تمت سرقته وتهريبه بوثائق مزورة من مصر بواسطة عالم آثار ألماني عام 1913. شعرت بالمهانة عندما قلص المصريون طلبهم من " الاستعادة الكاملة "
-
ألعاب نارية | الأمير كمال فرج
نجح التونسيون في الحصول على حريتهم في 23 يوما، بينما حقق المصريون نفس الهدف في 18 يوما .. ، الشعوب قادرة على الحصول على حريتها لو أرادت .. هناك قوة خفية أسطورية يمنحها الله للمظلوم، فيصبح الفرد ألف فرد، وتتحول الحناجر إلى مدافع هاون تزلزل قصور الحكام.ولكن ما السبب في فشل الفلسطينيين في الحصول على هذه الحرية، رغم مرور أكثر من 50 عاما على الاحتلال؟ لماذا فشلوا في قلع المحتل الإسرائيلي بالمنجل، وتحرير فلسطين رغم أن دوافعهم أقوى وأشد؟ دوافع
-
الشريك المخالف | الأمير كمال فرج
عندما تكون السفينة على وشك الغرق، البديهي أن نمنح القيادة للأكفأ الذي خبر البحر وعواصفه، والقادر على إيصال السفينة إلى شاطيء النجاة .في هذه اللحظة الفارقة التي تهدد الوطن جميعه، لا مجال للتصنيف الديني، أو العرقي..، لأن " الكفاءة " هي العامل الوحيد الذي سيكفل لنا الخروج من هذا الهلاك.عند الخطر لا مجال لـ " التلع " ، و " الهزار " و " العنطزة الفارغة " ..، لا مجال حتى للمعارك .. ، كيف تواصل العراك مع زميلك، وأنتما مهددان معا بعدو مشترك.هذا الكلام ينطبق تماما على حزب النور السلفي الذي
-
السيناريو الممل | الأمير كمال فرج
" نيرون " أحرق روما، أراد القضاء على الملل، فأشعل النار في العاصمة، وجلس على برج مرتفع يتسلى بمشاهدة اللهب وهو يحرق البيوت، ويستمع إلى استغاثات المواطنين وزفير النار، .. يتلذ برائحة الأجساد المحترقة، ويعزف على قيثارته " أنشودة الخراب " .الأمر خطير، لا يحتمل الاستعارة، والرمز، والتلميح، " مرسي " نيرون جديد يستعد لحرق القاهرة ، قسم شعبه الذي ظل موحدا آلاف السنين إلى فسطاطين، وثلاثة، وأربعة، وجلس يتابع عبر الشاشات تفاصيل " الحرب الأهلية " ، أفرج عن قتلة، وإرهابيين، وجهاديين، فأصبحت مصر الآمنة بأمر الله راعية للإرهاب،
-
السيدة الأخيرة | الأمير كمال فرج
في العالم العربي يتعاظم دور زوجة الرئيس، ويكبر نفوذها لدرجة أنها تكون في بعض الأحيان الحاكمة الحقيقية، وحكاية نفوذ زوجة صاحب العمل حكاية قديمة، وقد رصدت الأعمال السينمائية كثيرا نفوذ زوجة المعلم، والسلطة التي كانت تمثلها في المقهى، أو الوكالة، أو المصنع، الكل يضرب لها تعظيم سلام، ويوسع لها المجال لكي تمر، فنفوذها كان دائما من نفوذ المعلم، حتى ولو لم يكن لها أصلا صلة بالعمل، ولا تفهم شيئا به. سلطة المرأة قضية تضرب بجذورها، ليس على المستوى الشخصي فقط، ولكن
-
السياسة للجميع | الأمير كمال فرج
يحتكر البعض السياسة، ويعتبرها مهنة الصفوة، لا يحق للناس العاديين ممارستها، كالأسرار الكهنوتية المحفوظة، ليس من حق العامة الاطلاع عليها أو تداولها، ويقومون بترهيب الآخرين وتحذيرهم من " السياسة " ، ويضعون عليها لافتة " ممنوع الاقتراب " ، وكل من يقترب ويشبّ حتى ولو للاستطلاع سيكون في خبر كان.في الماضي كان هناك حظر اجتماعي على الحديث في السياسة، وكان من يتهور ويتحدث بها تخطفه الأجهزة المسؤولة، ويخضع للاستجواب الطويل لمعرفة ميوله، هل هو مع الحكومة، أم ضدها؟ ومن الذي سمم أفكاره، وجعله يتهور ويلقي بنفسه
-
السياسة القاتلة | الأمير كمال فرج
الموت قدر، قد يدركك وأنت في الفراش، أو العمل، والإنسان قد يموت بمرض، أو حادثة، أو شيخوخة، وهو ما نطلق عليه بشعبية مجازية " موتة ربنا " ، ولكن الواقع يؤكد أن الإنسان يمكن أن يموت أيضا من الحب، والحزن، والعزلة، والصمت، والغضب، والتمييز، والغباء السياسي.و " الانفعال " في الأساس أحد عوامل الخطر على الإنسان، سواء كان أثناء مشاهدة مباراة كرة قدم، أو مشاجرة زوجية، أو عراك مع الجيران. حيث يمكن أن يؤدي في لحظة إلى اضطراب في العلامات الحيوية كالضغط، والسكر، ومن ثم " الموت " .ولكن
-
الرصاصة في رأسي | الأمير كمال فرج
في لحظة القنص مات القاتل، والضحية دبت فيها الحياة، .. خرجت من الجسد لتدخل كوة الخلود .. من تعليمات القتل الجبان .. واجه الكلمة برصاصة، والفاصلة بمطواه، والمظاهرة بمسدس خرطوش.خرج الحسيني أبوضيف من منزله في 5 ديسمبر 2012 ليغطي مظاهرات قرر عدد من الشباب القيام بها أمام قصر الإتحادية الرئاسي، اعتراضا على الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس، ومنح به لنفسه سلطات مطلقة.انطلق وهو يمنِّي نفسه ككل الصحفيين الشباب بسبق صحفي يحظى بإعجاب رئيس التحرير، وخطيبته التي تقرأ ما يكتبه كلمة
-
الدعاء الأخير | الأمير كمال فرج
هل تذكرون " الكاريكاتير " الذي يجسد صورة لرجل بذقن طويلة يصلي وتراقبه زوجته من بعيد، الرجل يرفع يده بالدعاء، ويقول " اللهم خذ أعداء الدين " ، وفي لقطة مجاورة صورة نفس الرجل وقد اختفى بين كلمة " بووووم " . في شكل يوحي ـ من وجهة نظر الرسام ـ بأن الله تعالى استجاب له، وأخذه أخذ عزيز مقتدر.تذكرت هذا الكاريكاتير عندما استمعت إلى دعاء نائب رئيس ماسمى بـ " هيئة الحقوق والاصلاح " الشيخ محمد عبدالمقصود على المصريين الذين يعتزمون التظاهر في 30 يونيو " لسحب
-
الخروج من التخلف | الأمير كمال فرج
هل التخلف مرض وراثي يصيب الإنسان، ويتم توارثه عبر الأجيال، ليصبح لدينا في النهاية بلد متخلف، وأمة متخلفة؟، أم أن التخلف عرض اقتصادي واجتماعي مكتسب تتداخل في مسبباته عوامل مختلفة؟، أم ترى أنه آفة تصيب المحصول فجأة، ومن ثم تنتشر بالعدوى فتصيب الحقول بالخراب؟. المتتبع لتاريخ الدول المتخلفة سيكتشف أن هناك دولا " بطبيعتها " متخلفة منذ نشأتها، ورغم مرور السنوات الطويلة، مازالت مستسلمة لأخطبوط التخلف الذي يحكم قبضته عليها، والأمثلة كثيرة لدينا، ويطلق العالم على هذه الدول لفظة مؤدبة قليلا وهي " دول
-
الخروج غير الآمن للرئيس | الأمير كمال فرج
إذا غفرنا لـ " حسني مبارك " .. لن نغفر لـ " محمد مرسي " .. (إذا) ـ أكرر (إذا) ـ سامحنا الرئيس " المخلوع " ، باعتبار أن الفساد في عصره كان " ثقافة عامة " ، والدكتاتورية كانت " عادة اجتماعية " ..، فلن نسامح الرئيس " المنتخب " الذي جاء بعد ثورة سقط من أجلها الآلاف من الشهداء والمصابين من خيرة أبناء الوطن.. ، ثورة فجع فيها آباء، وثكلت أمهات، وترملت زوجات.لقد رسب " مبارك " في إمتحان الشعب، لأنه لم يكن يتصور يوما أنه سيخضع للاختبار، لم يتصور للحظة أن الشعب الذي قهره،
-
الحنين إلى السجن | الأمير كمال فرج
هل تذكرون السجين الذي قرر العودة إلى السجن بعد أن ضاقت به الحياة، ومصادر الرزق الشريف، فوجد أن حياته في السجن أفضل؟ .. بعض السجناء يحاولون البقاء في الحبس بعد انتهاء فترات محكومياتهم، وبدلا من أن يفرحوا باستنشاق نسيم الحرية، يُجَرون جرا إلى بوابة السجن للخروج، وكأنهم يساقون إلى النار، وتتزايد حالات الرغبة في البقاء في السجن، حتى إن أحدهم حاول ارتكاب جريمة لكي يعود إلى سجنه رسميا دون مجاملة من أحد.نفس الأمر يحدث في بعض دور حماية الفتيات التي
-
الثورة الأخيرة | الأمير كمال فرج
هل تكون ثورة 30 يونيو الثورة الأخيرة؟، أم أن هناك ثورات مقبلة؟، هل سيرسخ عزل مرسي الرئيس المنتخب قاعدة مصرية جديدة، وهي الثورة على أي رئيس مقبل مهما كانت الأسباب؟ ـ كما يعتقد البعض ـ .. وهل سيكمل الرئيس المقبل مدته ؟، أم سنخرج عليه هو الآخر، وبذلك لن " يعيش لنا رئيس " ؟.هل سيتعلم الرئيس المقبل الدرس، ويتقي ربنا، ويمشى " صح " ؟ . أم ستخدعه الأضواء كما خدعت السابق، و " يلعب بديله " كما يقول التعبير الشعبي؟. المنطق يقول أنه سيتعلم هذه المرة، ولكن
-
التلميذ الخائب | الأمير كمال فرج
في الوقت الذي لم يجد فيه أنصار حازم صلاح أبو اسماعيل إلا محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي كوسيلة للتعبير عن اعتراضهم على " الإعلام " ، وما رافق ذلك من أشياء " تكسف " مثل سرقة عجل كان يستخدم في التصوير بالمدينة، وذبحه، وشيه، وبناء مراحيض " بلدي " في الحدائق، .. كان شباب المعارضة المصرية يبدعون في تقديم أشكال جديدة للرفض، وهي أساليب تؤكد أحد المزايا المهمة لـ " ثورة 25 يناير 2011 " وهي أنها فجرت عنصرا مهما في نجاح أي عمل، وأي ثورة، وهو " الابتكار " .منذ أيام أعلن
-
الاستقواء بالله | الأمير كمال فرج
في السنوات الأخيرة ترددت كثيرا عبارة " الاستقواء بالخارج " ، ظهرت العبارة في البداية كتهمة توجهها الحكومة لبعض الأفراد والعرقيات التي تستعين بدول خارجية لفرض قرارات معينة على الحكومة، وكانت في معظم الأحيان في الذاكرة الجمعية ذات معنى سلبي، وتهمة تتنافى مع معاني الوطنية، و " المجدعة " ومصلحة الوطن.وجهت هذه التهمة في البداية لبعض الإخوة المسيحيين الذين نشطوا في الخارج لترويج فكرة اضطهاد الأقباط، وذلك لدى دوائر وشخصيات معينة في الكونجرس الأميركي، وطالبوا بضغط الكونجرس على الحكومة المصرية لتغيير هذا الوضع، ونظموا المظاهرات، ووصل
-
الاتحاد ضعف | الأمير كمال فرج
هناك أمثلة وعبارات مأثورة قديمة توارثتها الأجيال، جيلا بعد جيل، نرددها كشيء مسلم به، .. عناوين ضخمة " تخض " ، عناوين لها رهبة، تقشعر لها الأبدان، إذا رددتها فقد أنهيت النقاش وحسمت الأمر، ولن يعترض عليك أحد، وتنغرس هذه الأقوال في الذاكرة الشعبية، وتتصدر المنازل في لوحات مائلة يعلوها التراب، لتصبح جزءا من اللحم والدم والاعتقاد .. وأحيانا الدين.ولكنك إذا تأملت مرة هذا الكلام، ستكتشف أنه كلام فارغ، لا صلة بينه وبين الواقع. أو قل في أضعف الاحتمالات إنه مقولات لا يمكن
-
إقامة جبرية | الأمير كمال فرج
ما معنى أن يُحكم على الشخص بالإقامة الجبرية؟ .. ما معنى أن تحدد إقامته في منزله أو شقته؟ وما هو المبرر القانوني لهذا التصرف، الذي يشبه تحديد إقامة العصفور في شجرة أو حتى حديقة، بحيث لا يمكنه مغادرتها أبدا، ليس ذلك فقط، بل ومنعه من الغناء، إنه أسلوب خبيث ومريع للقتل البطيء. الطغاة في العالم مازالوا يخترعون وسائل القمع، الوسيلة تلو الأخرى، إذا منعهم القانون من البطش، تحايلوا واخترعوا إجراءات أخرى بديلة أو موازية، ومن هذه الاختراعات الإقامة الجبرية. فلا هو
-
إعلان دولة | الأمير كمال فرج
قررت أن أعلن نفسي دولة حرة مستقلة، دولة مترامية الأطراف عاصمتها الرأس، وحدودها الجلد، والأيدي جيش الدفاع، والقلب هو الخزانة العامة التي تمول الحب لكل الناس، والعقل هو وزارة الإعلام، أنا فخامة الرئيس والسلطان المعظم، وجلالة الملك المفدى، أنا الحكومة والمعارضة، أنا دولة متعددة الأعراق ينعم فيها الجميع بالحرية والكرامة، والعيش الكريم.لا يوجد في بلدي تعصب أو طائفية أو مذهبية، توجد كرات دم حمراء وبيضاء وخضراء وزرقاء، توجد كرات ومكعبات ومثلثات، الكل يتمتع بالعيش المشترك، على ضفاف شراييني الممتدة يعيش
-
إعادة توجيه | الأمير كمال فرج
القمع صناعة عربية، .. تعرضنا طويلا للقمع، حتى صار كالمرض الذي تمكن من الجسد، ليس له علاج، ولا مفر من أن تتكيف معه، .. المشكلة أننا في العالم العربي نتعرض للقمع، فنعمل له دائما بلغة الكمبيوتر " إعادة توجيه " ، نحوله ونمارسه على الآخرين، ولا أدري ما السبب، هل يرجع ذلك إلى طول الفترة التي تعرضنا فيها للقمع، حيث جعلنا ذلك وفقا للتعبير الشعري " نستعذب العذاب " ، ونستمتع بدور الضحية. فأصبحنا كالعضو المعوج من طول فترة اعوجاجه، أصبحت هيئته الدائمة معوجة. أحيانا أتصور لو
-
أشباح خارجية | الأمير كمال فرج
الأنظمة العربية تصر على التعامل مع المواطن العربي كأنه " حمار " ، حتى بعدما قامت الثورات، وأزالت شعوب أنظمتها الدكتاتورية، وحصلت على حريتها في مصر وتونس، مازالت الأنظمة تصر على ركوب الحمار، رغم أن الحمار الحقيقي هو النظام الذي لم يع بعد مكانة الشعوب، وقدرة الإنسان البسيط على التغيير، وأن الكلمة في هذا العصر لم تعد للحاكم، الكلمة أصبحت للشعوب.مازالت الأنظمة التي شهدت ثورات واحتجاجات شعبية تؤكد أن ما حدث كان نتيجة أصابع خارجية. حدث هذا في تونس، ومصر، وليبيا، وسورية، واليمن،
-
ارحل بكل اللغات | الأمير كمال فرج
مع فجر 25 يناير 2011 خرج المصريون عن بكرة أبيهم ليعلنوا ثورتهم ضد الظلم والقهر والفساد، وحناجرهم تهتف بكلمة واحدة هي " ارحل " ..، " ارحل " اللفظة التي أصبحت في أيام معدودة الأكثر شهرة، والأكثر ترددا في محركات البحث، ليس في مصر فقط، ولكن في بقاع عدة من العالم. " ارحل " قالها الشباب بكل اللغات الفصحى والعامية .. بالعربي واللاوندي، بالإنجليزية والهيروغلوفية، Go ، Laissez ، امشي، روح، فِلْ، وسبقوها بكلمة " لو سمحت " وتعبيرات عفوية طريفة مثل " كفاية " و " ما يحكمش " ، و " مصر كبيرة عليك " ،
-
لعنة الفراعنة | الأمير كمال فرج
الموقف الأميركي من ثورة 30 يونيو تغير من الشيء إلى نقيضه، من الشرق إلى الغرب، المواقف عادة ما تتغير درجة .. درجتين، ولكن أن تتغير 180 درجة ، فإن أمرا جللا قد حدث.قررت " واشنطن " أن تغير موقفها، بعد أن اكتشفت أن الشعب المصري " مالوش حل " وأن ألعاب الحواة لن تخدع أحفاد الفراعنة، الذين علموا العالم، وأسسوا القيم، واخترعوا على يد " إخناتون " فكرة التوحيد، وسخروا من الطغاة بالنكتة، والطرفة، والأمثولة.غيرت أميركا موقفها، وذقنا أخيرا حلاوة الانتصار . قشعريرة الإرادة الوطنية التي
-
أخبار مزعجة | الأمير كمال فرج
هل تتذكرون فيلم الأبيض والأسود الذي تدخل فيه زينات صدقي لتزور إسماعيل ياسين في مستشفى الأمراض العقلية، فيطاردها المجانين فتهرب منهم، وتبحث عن شخص عاقل، وتدخل مكتبا فتجد عبدالمنعم إبراهيم يجلس على مكتب وهو يرتدي بزة أنيقة، فتلجأ إليه، وتحدثه، فيتغزل بها، فتطرب له، ولكنه يحاول أن يقضم أذنها، وعندما يتحرك بعيدا عن المكتب، تكتشف أنه لا يرتدي بنطلونا، وأنه ينتمي إلى عالم المجانين. في بعض الأحيان تلمح امرأة جميلة فتنبهر بها، ولكن عندما تتحدث معها تكتشف جهلها وسطحيتها، فلا تطيق
-
أحلام ممنوعة | الأمير كمال فرج
لماذا هذا الذعر الذي ينتاب الأنظمة العربية من فكرة إتاحة فرصة لاختيار رئيس الجمهورية بالاقتراع الحر، بحيث يكون لكل مواطن الحق في الترشح، لماذا إذا حلم المواطن العربي بأن يكون رئيسا للجمهورية، يتسلل المخبرون حتى إلى أحلامه، ويقولون له " ممنوع " ، هذا إذا لم يتم اعتقال الحلم، وحمل الحالم " تربيعة " ـ وهو مازال نائما ـ إلى أمن الدولة. لماذا في بلادنا العربية ليس للمواطن الحق في اختيار قيادته، وإن تم ذلك فما هي إلا مسرحية
-
Good Bye | الأمير كمال فرج
حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة يأبى النظام أن يموت بشرف، ويصر على الاستنجاد بـ " ماما أميركا " للإفلات من السقوط، هذا ما كان يحدث عادة في الأفلام المصرية القديمة، عندما تحاصر الشرطة " المجرم " ، فيجري المكالمة الأخيرة بـ " المعلم الكبير " ، مستنجدا، ويقول له : " لن أسقط وحدي .. سأعترف بكل شيء، عليَّ وعلى أعدائي " ، وغالبا ما يتخلى " زعيم العصابة " عن رجله " المحروق " بدناءة، ويتخلص منه برصاصة في الظهر.والدليل على ذلك ما نسب لـ " مساعد للرئيس " في حوار نشرته صحيفة " الجارديان " البريطانية أمس من
مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
نعم
69%
لا
20%
لا أعرف
12%
|
المزيد |