علموا أولادكم معرفة الذات | الأمير كمال فرج
كيف السبيل إلى النجاح ..؟، إلى السلام النفسي ..؟، إلى السعادة ..؟، إلى المعيشة الكريمة ..؟، إلى الحب ..؟، كيف تحصد دفعةً واحدةً المال والنجاح والمجد والحب والسعادة ..؟، .. أسئلة تدور في ذهن كل شخص، وهواجس لا تهدأ أبداً داخل كل نفس، يقضي الإنسان عمره في الإجابة عليها، والنتيجة آلاف الإجابات التي تقود كل منها إلى إجابات جديدة، ولا إجابة شافية ..! وفي أتون الأسئلة يبرز على الساحة شطَّار يبيعون الوهم للحائرين، فهذا كتاب يعلمك كيف تكون مليونيراً، وهذا آخر
-
عفوا .. أنا مغرور | الأمير كمال فرج
الثقة صفة جميلة يجب أن نتحلى بها، والغرور صفة ذميمة يجب تجنبها حتى نحافظ على التوازن الذي تتطلبه الفطرة الإنسانية السوية، أما الثقة فهناك العديد من المعاني التي تدور حولها، وتؤكد ضرورة وجودها في الإنسان، فالثقة هي الاعتداد بالنفس، والوعي في التفكير، والحرص على التميز ، وهي سمة المؤمن ، ومنهج اللبيب، وديدن الأكفاء والمتميزين، وهي عند المرأة تاج العقل وآية الجمال، يقول الشاعر بتغريد كوكب الشرق " واثق الخطوة يمشى ملكاً " .. أما الغرور فهو التعالي والتفاخر، ويكفي للتنفير منه ما ذكره
-
طواحين الهواء | الأمير كمال فرج
الإرهاب قضية الساعة حالياً بعدما تفشت هذه الظاهرة بصورة مفجعة وأصبحت تقلق المجتمع الدولي وتهدد خطط التنمية ، وقبل التصدي لمناقشة هذه الظاهرة ووضعها تحت مهجر التحليل يجب أن نعرف أولاً مصطلح (الإرهاب) ، والإرهاب – في رأيي– جريمة كأي جريمة تحدث في أي مجتمع كالسرقة والنصب والقتل وغيرها .. والجريمة قرينة المجتمع منذ الأزل .. منذ أن قتل هابيل أخاه ، وهي بالطبع ظاهرة لن تنتهي ، لأن انتهائها يتنافى مع طبيعة الحياة وعنصري الخير والشر اللذين وضعهما الله
-
شمعة .. عود ثقاب .. ظلام | الأمير كمال فرج
جرِّب أن تحضر شمعة وتجلس في الظلام الدامس ثم تناول عود ثقاب وأشعل فتيل الشمعة.. شمعة مضيئة في الظلام، تأمل هذا المشهد وتصوَّر لو كان للشمعة قلب ونبض وإحساس كم هي تعاني لكي تنشر هذا الضوء في العتمة الهائلة..، واذهب بفكرك إلى ما بعد ذلك وتساءل.. ترى بعد أن تنتهي الشمعة وتحتضر ذبالتها وتلفظ أنفاسها الأخيرة وتموت.. ماذا يحدث..؟. إن هذه الشمعة المضيئة في الظلام هي نفسها (الشاعر).. ، الشاعر الذي خلقه الله وهيأ له من الشفافية والقدرة والإبداع الإنساني وقوة
-
شرف البنت وعود الكبريت | الأمير كمال فرج
يمثل الشرف أهمية خاصة لدى الشخصية العربية ، فالشرف عند العربي قرين الرجولة وقرين الحياة ، وهو يذود عن شرفه بأغلى ما يملك ، حتى ولو كان الثمن دمه، فمن أجل الشرف يريق العربي دمه غير آسف أو نادم ، ويعتبر – الدم – الوسيلة الوحيدة لاستعادة الشرف المسلوب ..!! يقول الشاعر العربي القديملا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذىحتى يُراقَ على جوانبِهِ الدمُ وفي العصر الجاهلي كان الشرف – شرف البنت – الهاجس الأول لدى العربي حتى أن هذا التوجس أفرز عادة
-
أسعد إمرأة في العالم | الأمير كمال فرج
الزواج سنة الحياة، فلولاه لانقرض البشر ونضبت الحياة، شرَّعهُ الله تعالى لعباده، ووضع به أساس بنيان المجتمع، وجعله لنا مودةً ورحمة، وإذا كان الزواج يعني الاستقرار ، والسعادة ، والذرية الصالحة ، فإنه في حياة الأدباء حالة خاصة ، لأن للأديب جغرافية خاصة وطبيعة مختلفة، فالأديب ـ كالشاعر والكاتب والرسام والفنان والمخترع وكل المبدعين ـ يحمل بين جوانحه روحاً قلقة ونفساً تواقة للإبداع والتغيير ، قلبه مسكون بالهواجس .. يحلم دائماً بواقع أجمل للإنسان والبشرية. وإذا كان الجميع يبحثون عن المرأة
-
رسالة حب إلى نفرت | الأمير كمال فرج
دعاني صديقي مفتش الآثار أحمد منصور إلى زيارة المتحف المصري، فوجدتها فرصة لأدخل هذا المتحف العالمي وأزور أجدادي الأعزاء الذين ترقد مومياواتهم تتحدى الزمن في قاعة المومياوات الملكية . بدأ صديقي في الشرح وأنا استمع بإنصات إلى صدى التاريخ ، وأستفسر من حين لآخر فيرد صديقي باستفاضة، ويعطي المعلومة الكاملة التي تروي الفضول أحياناً. وتزيده أحياناً أخرى ..، ثم ننتقل إلى جزء آخر من أجزاء المتحف .. وهكذا .. ونحن مبهوران بهذه الآثار الخالدة . في لحظة ما .. فاجأتني الجميلة ..
-
دعاة الحزن ودعاة الفرح | الأمير كمال فرج
تعلمنا في المرحلة الثانوية في مادة الأدب أن المعاناة هي مصدر التجربة الشعرية الصادقة، فالشاعر عندما يمرّ بتجربة حزينة ينتج لنا ذلك أدباً صادقاً، ودرسنا ضمن ما درسنا نصوصاً شعرية تنطق وتفيض بالمعاناة اعتبرها مؤلفو الكتب المدرسية نماذج للتجربة الشعرية الصادقة، لعل أشهرها قصيدة (في سرنديب) للبارودي التي عبر فيها باقتدار عن مشاعره وأحزانه العميقة ولواعجه وحنينه للوطن وهو في منفاه بجزيرة سرنديب. يقول فيها " لكل دمع جرى من مقلة سبب .. وكيف يملك دمع العين مكتئبُ " . تعلمنا وحفظنا – عن
-
حفلة بكاء | الأمير كمال فرج
قليلة عدد المرات التي بكيت بها في حياتي، فانا أبكي – كما يبكي الناس –عند فقد عزيز أو فراق حبيبة، ولكني أعترف أن دموعي قريبة، وهي ليست بالضرورة راجعة إلى أسباب شخصية، فأنا أحياناً أبكي بالنيابة، عندما أرى ظلماً يقع على إنسان، أو طفلاً يبكي، أو فيلماً إنسانياً مؤثراً، أو واقعاً مؤلما لا أستطيع تغييره، وعندما يأتي البكاء أحتفي به وابتهج، وأجلس وحدي عند النافذة، وأستسلم لطقوسه النبيلة.وللبكاء دائماً أسباب، فلا يوجد إنسان يذرف الدموع دون دافع داخلي قوي كما
-
حادي بادي .. كرنب زبادي | الأمير كمال فرج
(حادي بادي ، كرنب زبادي، سيدي محمد البغدادي شاله كله ، حطه على دي) هكذا كنا نغني صغاراً عندما نود الاختيار بين شيئين ، وكنا نلعب ونضع أيدينا الصغيرة على أيدي بعض ونقول (كلوا بامية، القطة العامية ، سرقت قميصي ، الإنجليزي) ثم نفتح أيدينا فجأة إما مبسوطة أو مقلوبة ، وصاحب اليد المختلفة عن المجموعة يكون خاسراً.. وهكذا. وعند سقوط المطر كنا نركض أطفالاً في الشوارع ونصرخ ونغني (رخيها.. رخيها.. خلي الوز يعوم فيها)، وفي شهر رمضان المبارك كنا نحمل
-
جلسة عاصفة | الأمير كمال فرج
جلسة أدبية عاصفة جمعتني مع بعض الزملاء الشعراء، واستحوذت عليها (قصيدة النثر) فكثر النقاش وتداخلت الأصوات وتشعَّبت الآراء حول هذه القضية، فهناك من رحب بقصيدة النثر ولكنه رفض انتماءها للشعر، وهناك من تمسَّك بشاعريتها، وهناك من وقف بين بين، وعلل ذلك بحقها- أي قصيدة النثر – في الوجود..! وعندما جاء دوري في الحديث تحدثت وأشرت بداية إلى أن المسميات لا أهمية لها بقدر أهمية الجنس الأدبي وفاعليته وجدواه، فحتى الآن مثلاً لم تستقر تسمية الشعر الحديث هل هو شعر حديث أم
-
بين الشعر والرواية | الأمير كمال فرج
لست أدري من أين أتى هذا الزعم الذي ملأ الآفاق، وهو أن الرواية أصبحت (ديوان العرب)، ولا أدري من هذا الجهبذ الذي أطلق هذه الإشاعة التي تناقلها النقاد والصحفيون وأصبحت بهذا الرواج الغريب ..؟!هل معنى ذلك أن الرواية قد انتشرت، وطغت على الشعر الذي هو في الأصل ديوان العرب، وهل معنى ذلك أيضاً أن الرواية تطورت فنياً وإبداعياً في الوقت المعاصر لتصبح بالفعل الديوان الجامع المانع للعرب ؟! . هل هذا الزعم راجع إلى التقدير العالمي للرواية العربية في شخص
-
آه منك يازمان الزنب | الأمير كمال فرج
يطلق عليها العامة " زنبة " أو " زمبة " بالميم ، والزنبة من " الزَّبان " وهو شوكة في مؤخرة العقرب أو النحلة أو الدبُّور تلسع الإنسان فتؤلمه، وربما تقتله، وكعادة الحس العامي في تحريف التعبيرات لتكون أكثر طرافة وسخرية، فإن البعض يطلق عليها " زمبوك " ، وأحياناً " مهموز " ..! وهناك فئة أخرى من العامة تُطلق عليها " إسفين " بكسر الألف ، وهي القطعة التي تثبت بالحائط لكي نتمكن من تثبيت المسمار به، ولها عند العامة أيضاَ مترادفات منها " الخازوق " ، وهو آلة جهنمية حادة كانت فيما مضى تستخدم في الإعدام،
-
إنه الشطح ياسيدي الشطح | الأمير كمال فرج
تبرز من حين لآخر قضية من أهم القضايا وهي قضية الإبداع وحدوده والإطارات والضوابط التي يجب أن يعمل داخلها الأديب، وهي نفسها قضية الحرية في الإبداع الأدبي، هذه القضية القديمة التي نوقشت وشبعت مناقشةً وجدلاً على مر العصور، وها هي تعود من جديد بشكل أكثر وضوحاً وصخباً، فظهرت قضية الدكتور نصر أبو زيد أستاذ الجامعة الذي حكمت عليه المحكمة بالتفريق بينه وبين زوجته استناداً لتجاوزات دينية بدرت من الكاتب في دراساته وبحوثه حول الفقه والشريعة وغيرها من الأمور الدينية، هذه
-
انسحبوا أو موتوا | الأمير كمال فرج
لم أكن أعلم أن أجازتي السنوية ستتحول هذه المرة أيضاً إلى عمل، وأن هذا الاسترخاء الجميل في ثلاثية الخضرة والماء والوجه الحسن سيتحول إلى نقاش وجدل وحديث ذي شجون. في دهب .. المدينة الفاتنة النائمة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط والتي حررها المصريون بقوة الحرب والسلام، وعلى الشاطئ المشجر الجميل استلقيت في جلستي الصباحية المفضلة شاخصاً نحو البحر، قطع تأملي أحد المصطافين الأجانب في الجلسة المجاورة وهو يمد يده بالكاميرا يستأذنني لكي أقوم بتصويره مع مجموعته فنهضت ملبياً، وبعد التقاط
-
الوحدة الإسلامية | الأمير كمال فرج
ما أكثر الدعوات التي تدور في عالمنا العربي ، فكل دعوة تبدأ سرعان ما يلتف حولها المؤيدون والمعارضون، فئة تؤيدها ، وفئة ترفضها ، ويثور الجدل بين هؤلاء وهؤلاء وتشتهر الدعوى وتصبح مصطلحاً لغوياً تتناقله الصحف وتلوكه الألسن. وبذلك كثرت الدعوات وتعددت وأصبحت من كل شكل ولون، وأصبحت تأخذ مساحة كبيرة من أوقاتنا وحياتنا ، لذلك اشتهر عنا أننا أمة تتكلم أكثر مما تفعل، وبرز العرب (كظاهرة صوتية) فما أجمل الدعوات والشعارات المطلقة، وما أقبح العمل من أجل تحقيقها..! والعجيب أن
-
النوم فوق القنبلة | الأمير كمال فرج
الجنس ظاهرة بيولوجية طبيعية خلقها الله تعالى في البشر والكائنات الحية لتتحقق بواسطته عملية التكاثر بين الذكر والأنثى، وتتحقق حكمته تعالى في خلقه كشعوب وقبائل تسيح في الأرض. تعبد الله وتسبح باسمه ، وتقوم بدورها في إعمار الأرض، وهو شأنه شأن كل الظواهر الطبيعية في جسد الإنسان كالتنفس والحركة والتفكير والوعي ..، وغيرها. ومع إيماننا بأن الجنس في حد ذاته متعة نفسية وجسدية منحها الله للبشر. إلا أنه من عوامل وجود هذه الغريزة في الإنسان أيضاً ضمان ميل كل جنس
-
النعامة والرمال | الأمير كمال فرج
من القواعد البديهية المعروفة أن الإبداع الأدبي لا وطن له، كذلك الإبداع الثقافي والفني والتشكيلي والرياضي والإبداع في كافة المهارات، ولكن هناك فئة من الناس ضالة الهوى تهوى التعصب في كل شيء حتى الأدب، فتراهم إما متعصبين لأدبهم جغرافياً كأن يقولون مثلاً: أدب تونسي أو مغربي أو سوري، وإما أن تراهم متعصبين بصورة أخرى فيقولون: أدب عربي وأدب أجنبي .. وهم في الحالتين يعتبرون أدبهم هو الأدب الشامل والكامل المنزه عن كل نقص، يتعصبون له ويرفضون ما عداه، حتى أولئك الذين
-
الموتى يقرأون الجرائد | الأمير كمال فرج
الموت قدر ومكتوب وكأس لابد للمجتمع أن يتجرعه فهذه مشيئة الله عز وجل وحكمته في خلقه، وهو – أمنت به أو لم تؤمن- أتٍ لا ريب سواء قصر العمر أم طال، وفجيعة الموت أفجع مصائب الدهر عندما يموت لك قريب أو حبيب ..، وكلنا مررنا بتجربة فقد عزيز أو قريب وتجرعنا مرارتها ..، ولكن الله سبحانه وتعالى متعنا بنعمة النسيان والصبر التي لولاها لشط العقل وانخلعت الروح ..! الإنسان يزلزله الموت ويفجعه الفراق فيبكي ويصرخ ويتأوه آهات عالية حزينة تذبح القلب
-
المسرح الشعري | الأمير كمال فرج
للمسرح علاقة وطيدة بالشعر ، وقد نتج عن اتحادهما منذ القدم فن من أرقى الفنون وأهمها وعياً وتأثيراً ألا وهو (المسرح الشعري). والملاحظ أن المسرح عند نشأته قد نشا شعراً وذلك في العصر اليوناني القديم ، وقد رأينا بواكير الشعر المسرحي حينئذ تتفجر على يد عمالقة المسرح اليوناني أمثال أيسخيلوس ، سوفوكليس ، يوربيديس ، وارستفانيس وغيرهم ... مجسدين بذلك المسرح الشعري في أوج ازدهاره . وقد مر المسرح الشعري منذ نشأته بمراحل مختلفة من الانتشار والقلة رصدها نقاد المسرح باستفاضة، ولكن
-
القصيدة وصك الحرية | الأمير كمال فرج
مع بداية – وبمعنى أصح – عودة ظهور القصيدة الحديثة (التفعيلية) على يد صلاح عبدالصبور، ومع نظرة الاستغراب والاستنكار اللذين جوبه بهما الشكل التفعيلي ظهر على الساحة حينئذ مصطلح جديد وهو مصطلح (الأصالة والمعاصرة) والصراع بينهما، وكعادتنا الولع بالمصطلحات أخدنا هذا المصطلح وروجناه صحافة وقولاً ونشراً حتى أصبح هذا الصراع بالفعل ظاهرة العصر والأوان، فأخذ النقاد ينظرون لملامح هذا الصراع، وراحت الصحافة الأدبية تستطلع الآراء، وأخذت الندوات تليها الندوات، تناقش آثار هذا الانقلاب الإبداعي الجديد والصراع المحتدم ومن الغالب ومن
-
القصيدة العمودية المفترى عليها | الأمير كمال فرج
لا أجد تفسيراً منطقياً للتعصب الموجود الآن في الساحة ضد القصيدة العمودية ولا أجد مبرراً واحداً لهذا التجاهل لها من بعض أهم مؤسساتنا الثقافية، لقد رحبنا بالحداثة كتطور طبيعي للفنون وآمنا أن الحداثة كروح وأسلوب قديمة قدم الشعر الجاهلي ولم تخترعها القصيدة التفعيلية أو زميلتها النثرية، ورحبنا دائماً بالأشكال الإبداعية المختلفة لإيماننا أن الفيصل هو التجربة الشعرية الإبداعية الصادقة، وأن الشكل ما هو إلا إطار لهذه التجربة. ولكن المثير للعجب أن نجد البعض وهم كثيرون يعادون " القصيدة العمودية " ويرمونها بتهم عديدة
-
الفكرة المجنونة | الأمير كمال فرج
لكل جسد رأس، ولكل بداية نهاية، ولكل سفينة قائد، لأن السفينة التي لها ربانان تغرق، وديننا الإسلامي يدعونا إذا كنا جماعة أن نولي شخصاً نأتمر به وهكذا توجه معظم الأديان، فمن هو قائد العالم ..؟. العالم قارات خمس، شعوب وألسنه مختلفة، لغات لا تحصى، عادات وتقاليد، مذاهب ونحل ولا ديانات، فقر وغنى، شرق وغرب، يمين ويسار، حرية وقهر، خير وشر، التزام وانحلال، طهر وعهر ..والسؤال المجنون : هل يمكن توحيد العالم ..؟ سؤال صعب أثق أنه لم يرد على خاطر إنسان، وإن
-
الطائر الجريح | الأمير كمال فرج
لم أر قضية قُتلت طرحاً وبحثاً في العصور المختلفة مثل قضية (الحرية) ، فهي الهاجس الذي تسعى إليه الشعوب، والأمل الذي يراود الأفراد ، والهدف الذي يسعى إليه المفكرون ، لذلك استحقت هذه القضية أن تكون الأولى من حيث الأهمية ، واستحقت أن تظل دائماً في بؤرة الهواجس. يقول أحمد شوقي :وللحريةُ الحمراء بابٌبكل يدٍ مضَّرجةِ يُدَقٌويقول أبو القاسم الشابي:إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَفلابد أن يستجيبَ القدرْولا بد لليلِ أن ينجليولابد للقيد أن ينكسرْ ولكن الغريب والعجيب أنه في نفس الوقت الذي
-
سلع معمرة | الأمير كمال فرج
أهم مشروع في حياة الرجل – في رأيي- هو الزواج، فبه من الممكن أن ينطلق مائة ميل إلى الأمام، وبه أيضاً يمكن أن يرجع مائة ألف ميل إلى الوراء، ورغم عدم إيماني بمقولة (وراء كل عظيم امرأة) وثقتي أن الإبداع – كما قال يوسف إدريس- رجل ، أرى أن للمرأة دوراً كبيراً في تهيئة الرجل للتقدم والنجاح.أما الزوجة " المفترية " فهي قادرة ليس فقط على إعادتك للوراء، وإنما شطبك من الوجود نهائياً ، وتعبئتك في أكياس، أو – على الأقل –
-
الركض خلف السراب | الأمير كمال فرج
مع إيقاع العصر المتسارع وديمومة الحياة العصرية سقطت منا الكثير من الأشياء، حاولنا أن نضرب مئة عصفور بطلقة واحدة، فخسرنا جميع العصافير، حاولنا أن " نكوش " بأيدينا على كل شيء ، فخسرنا كل شيء. أصبح الإنسان في هذا العصر مجرد ترس في آلة كبيرة، بلا عاطفة أو إرادة، تتحكم به مجموعة هائلة من الآلات، كالسيارة والمصعد والميكرويف والتلفاز والهاتف الجوال والريموت كونترول وأجهزة الصرف الآلي، وغيرها من الآلات الباردة الميتة، وأصبحنا مثل دونكيشوت الذي يصارع طواحين الهواء. أصاب " داء " السرعة كل شيء، فأصبح
-
الديسكو والتفقير | الأمير كمال فرج
موسيقى الجاز تعلو صاخبة تخترق الآذان، والأجساد ترقص الرقصة الأخيرة، والصالة المستديرة ذات الأرضية المضاءة تضئ وتخفت وتضئ بسرعة .. والإيقاع المتسارع يرسم بموسيقاه ملحمة الجنون ..!، والليل يتخلى عن وقاره .. يهتز ويغني .. أووه مكارينا ..!فتيات .. شباب .. عواجيز يرقصون رقصة النار، شاب وفتاة يرقصان معاً ويشكلان على الإيقاع الصاخب رقصات أكثر صخبا.. فتاتان مبسوطتان ترقصان معاً وفي يد كل منهما زجاجة من البيرة، فتاة نحيلة ترتدي الجينز ترقص لوحدها بانسجام وكأنها في عالم آخر، رجل كهل
-
الدخان والنار | الأمير كمال فرج
منذ فترة بعيدة وأنا أتابع هذه الطفلة الصغيرة المحاطة باهتمام ، والتي تدعى (..)، بعد أن رافق ظهورها على الشاشة الصغيرة حملة إعلامية موجهةَ ، خططت والدتها منذ البداية لتصنع منها نجمة، فأسست لها – رغم حداثة السن – شركة إنتاج خاصة لتنتج مسلسلاً يكون انطلاقة ميلادها الفني، وتم لوالدتها ما أرادت فكانت (..)!، ورغم صغر سنها تقدمت ونجحت لما تتميز به من مواهب متعددة كالرقص والتمثيل والاستعراض، وكانت تعالج في البداية مشكلة السن هذه بارتداء ملابس تبرز أنوثتها وتظهرها
-
الخيمة وناطحة السحاب | الأمير كمال فرج
منذ زمن بعيد و " القصيدة " تشغلني .. ليس فقط كتابتها وإنما موقعها من الحياة وتطورات الزمن ..، وكثيراً ما تساءلت في نفسي : لماذا لا تتطور القصيدة ..؟، لا أقصد بذلك التطور الشكلي والفني الذين مرت بهما القصيدة العربية في شكليها التفعيلي والنثري، وإنما أقصد طريقة الكتابة نفسها ..!وقد شجعني على هذا التصور التطور الكبير الذي تشهده الفنون الإبداعية الأخرى عبر التطور المتلاحق الذي تشهده تقنيات الإعلام ووسائل الاتصال، أوصلني ذلك التفكير إلى فكرة مجنونة أفرزها هذا التساؤل الهام عن عدم
-
الحداد الثائر | الأمير كمال فرج
من حين لآخر يبرز الحديث عن أدب الطفل، وذلك من خلال ندوة أو مقال أو جائزة لأدب الطفل، أو عام تحتشد فيه الاحتفالات والعروض والأمنيات الطيبة للطفل العربي، ولكن الحقيقة التي لا يمكن التغاضي عنها أننا برغم هذه الجهود المتناثرة هنا وهناك لم نقدم للطفل حتى الآن ما يستحقه في هذا المجال. والنتيجة هي خروج القراءة كأحد جوانب تأسيس الطفل الهامة من دائرة تثقيفه وحلول ضروب شت من وسائل الترفيه واللعب والتي تتفتق عنها الصناعة الغربية كل يوم وكل ثانية، وفي
-
الحب الصامت | الأمير كمال فرج
رنين الهاتف يعلو .. رناته القصيرة المتوالية تملأ الحجرة .. أمد يدي وأرفع السماعة وأقول : آلو.. فلا مجيب ..، أغلق السماعة، فيرن الهاتف من جديد، أعاود رفع السماعة فتصل أسماعي أغنية تقول : (بعد الرحيل.. يفضللي إيه بعدك .. يا غربتي في بعدك.. أميل على ضلِّي .. ضلِّي عليَّ يميل..). أغلق السماعة.. يرن الهاتف من جديد .. ، أمتنع عن الرد فيعاود الرنين بعناد، وبعد رنات عديدة أرفع السماعة: فتصل إلى أسماعي أغنية أخرى تقول: لما يجيبوا سيرتك .. يحلو
-
البصق والنقاش الحضاري | الأمير كمال فرج
تأثرت جداً عندما علمت بما تعرضت له إحدى الكاتبات الكويتيات عندما كانت تقود سيارتها ذات يوم ووقفت في إشارة المرور، فإذا بسيدة أخرى تقف بجوارها بسيارتها وتطلب منها فتح زجاج السيارة فما إن فعلت ذلك حتى فاجأتها السيدة بالبصق عليها ..! حدث ذلك إثر المشكلة التي تعرضت لها الكاتبة .. شق من المشكلة كان بسبب حديثها الصحفي الذي أدلت به لإحدى المجلات وتطرقت فيه إلى انتشار العلاقات الجنسية الشاذة بين طالبات جامعة الكويت، أما الشق الآخر فقد كان بسبب بعض كتاباتها
-
الأقارب عقارب | الأمير كمال فرج
(الأقارب عقارب) مثل سائر يتردد على الألسنة كثيراً.. وهو شأنه شأن كل الأمثال لا نعرف من قائلها تحديداً، ولكنه موروث اجتماعي تتداوله الأجيال، والمثل ليس جملة اعتباطية قالها شخص يهوى السجع، ولكنه نتاج تجارب وخبرات أجيال وأجيال أثرت أن تفيد الأجيار التي تليها فتركت حصاد تجاربها في أمثلة بسيطة شديدة الدلالة والتكثيف، والويل.. كل الويل لمن يستهزئ بهذه الأمثال، فالأيام سوف تمر وتؤكد صدق المثل الذي تركه الأجداد، عندها سيضع المستهزئ يده على رأسه ويقول (أنا اللي جبت دا كله
-
الأسلاك الشائكة | الأمير كمال فرج
في عصر السرعة وطغيان المادة تصبح الكتابة مجازفة ولعبة خطرة تقود صاحبها إلى التهلكة، في عصر الظلام لا مكان للشمس، وفي عصر المهرجين لا مكان للحكمة، وعندما تدخل الكرة شباك المرمى لا وقت لمقال أو قصيدة ..!. نحن معشر الكتاب المجانين نعرف الحقيقة، ونتجاهلها، ندخل النار طواعية، ونركب الصعب، ونقبض على العواصف، ونستعذب العذاب، نواجه القبيلة بسيوف خشبية، ونحلم واهمين بتغيير العالم، ولكن العالم العصري يضحك علينا، ويخرج لنا لسانه ..! الكاتب يحرث في البحر ، ويبني القصور في الرمال، ويركض خلف
-
أغنية تدعو للطلاق | الأمير كمال فرج
ضمن مجموعة من الألبومات الغنائية التي اشتريتها مؤخراً كان هناك ألبوم يضم مجموعة من الألبومات المتنوعة، ذلك النوع الذي انتشر في الفترة الأخيرة كالنار في الهشيم وراج رواجاً كبيراً مواكبة لديمومة العصر. أدرت مفتاح التشغيل واستلقيت على مقعدي فانطلقت الأغنية صادحة في أنحاء الغرفة، وبعد الانتباه إلى كلمات الأغنية، توقفت مندهشاً ..، يقول مطلع الأغنية (خد الدبلة وطلقني .. ومن عذابك ريحني .. تعالى خدها .. يلا خدها) يغني هذا المطلع كورس نسائي مسرسع بإيقاع شعبي راقص.وواضح أن الأغنية تصور خناقة
-
اضبط .. سرقة أدبية | الأمير كمال فرج
منذ بداية عهدي بالكلمة وأنا موعود باكتشاف السرقات الأدبية، وأذكر أن أول سرقة شعرية اكتشفتها كانت وأنا في الثانوية، عندما وجدت قصيدة منشورة في مجلة (الشباب) باسم شاعرة، وبعد فترة وفي مجلة (سمر) فوجئت بها منشورة باسم شاعر فاحتفظت بالقصيدتين، ومع المتابعة وميزة حفظي للأشياء وعدم نسياني لشيء قرأته، اكتشفت سرقة أخرى بنفس الطريقة، وهي قصيدة للشاعر مصطفى عبدالرحمن بعنوان (غاب فجري) منشورة بمجلة (العربي) الكويتية، ثم نشرت بعد ذلك في مجلة (الشباب) باسم أحد الشعراء. السرقة الثالثة التي اكتشفتها كانت
-
أسطورة الذئب والحملان | الأمير كمال فرج
ما رأيك في صداقة الرجل والمرأة..؟، هل تؤيدها .. أم ترفضها ..؟ .. ولماذا ..؟، الرأي التقليدي المتكئ على المواريث القديمة هو الرفض .. نعم فمعظم من سيطرح عليهم هذا السؤال سيرفضونه حتى قبل أن تنهي عبارتك، فالمرأة والرجل في الموروث القبلي أشبه بالزيت والنار.. شرق وغرب .. ملاك وشيطان .. هوة كبيرة تفصل بينهما، وميراث العيب الذي تربينا عليه جميعا عمق هذه الهوة، فالولد ولد والبنت بنت، والخطر كل الخطر يكمن في اجتماعهما معا، وقد وصل ذلك إلى حد
-
أحزان زامر الحي | الأمير كمال فرج
النجاح لا يأتي صدفة، ولكن يأتي بميعاد، وموعدك مع النجاح ليس سهلاً كما يتصور البعض، فهو يختلف عن موعدك مع صديق أو صديقة، فحتى تصل إليه يجب أن تمر ببحور وجبال وأهوال ومصائب، درب طويل من الرهبة والعمل والمجاهدة، النجاح نشوة الفرح والثمرة الحلوة المستطابة التي يشتهيها كل إنسان، الثمرة التي لا تثمر في العمر إلا مرة واحدة، وكيف لا إنها ثمرة النجاح الأسطورية ..! قد تهبط عليك الثروة فجأة، قد تربح ورقة يا نصيب، أو تفوز في مسابقة من مسابقات
-
أجمل نكتة | الأمير كمال فرج
النكتة تعبير شعبي عن موقف ما تجاه الحياة، يعبر عنه الإنسان بحكاية غريبة غير واقعية تتضمن مفارقة تدفع سامعها إلى الضحك، والنكتة جنس اجتماعي موجود منذ الأزل، لم يتصد شخص لبحث جذوره بالبحث والتوثيق، ولعلنا يمكن إذا أخضعناها للبحث أن نكشف الكثير عن هذا الجنس الاجتماعي الهام، بل إننا يمكن أن نعتبر فن الكاريكاتير تطوراً طبيعياً للنكتة الشعبية السيارة. والنكتة منتشرة في العالم كله شرقه وغربه، والإنسان يؤلف النكتة ويرويها ويضحك عليها وعلى نفسه، وتنتقل النكتة من شخص إلى آخر لتصبح
-
أجمل تاج | الأمير كمال فرج
الشعراء أكثر فئات المبدعين تعرضاً للظلم .. لا أدري لماذا ..؟، ربما ساعد على تكوين هذا الانطباع عوامل مختلفة، بعض هذه العوامل يتعلق بنظرة المجتمع إلى الشاعر التي تدور حول معان عدة كالشك والغلو والهيام، وربما لكون الكفار في بداية الدعوة الإسلامية رموا النبي الكريم زوراً وبهتاناً بالشعر، والبعض الآخر يتعلق بطبيعة الشاعر نفسه المسألة الجياشة التي تركن إلى التضحية والفداء والإيثار من أجل الآخرين. ولعل أحد مظاهر هذا الظلم أن العرب قديماً كانوا لا يزَوجون الشاعر فتاةً كتب فيها شعراً،
-
أبو العريف | الأمير كمال فرج
عندما تختلط الأمور تكثر الأسئلة وتتوه الإجابات ولا تجدي (البحلقة)، فيذوب الأسود مع الأبيض ويختلط الحابل بالنابل، ويتساوى الجهل بالعلم، والصح بالخطأ والوردة بالسيف.في هذه الحالة تبرز الحاجة إلى قرار، .. أرض تستقيم عليها الأمور، طلقة في الهواء توقف العراك، .. نقطة نظام نفرّ إليها من الهمجية، وتصبح مهمة البحث عن إجابة مهمة مستحيلة أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من الرمال. من هو المثقف ..؟، أحد الأسئلة المستحيلة التي لا يمكن الإجابة عليها، فقد كثر الصخب وازدحمت الحياة، وبرزت في
-
إبداع المرأة والطبطبة | الأمير كمال فرج
حتى سنوات قليلة كان هناك انطباع راسخ لديّ وهو أن المرأة ناقصة إبداعياَ، وهذا الرأي لم يكن أبداً تحقيراً للمرأة ولم يكن ناتجاً عن عدائي لها، ولكن كان مرده افتقار الساحة فعلياً للإبداع النسائي، حتى جاء اليوم الذي قرأت فيه كتاب (بنات النبي صلى الله عليه وسلم) للأديبة القديرة الدكتور عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) وأدهشني ما وجدته في هذا الكتاب من الإبداع والقدرة على البحث والاستقصاء وروعة الأسلوب وبراعة القص. فقد نجحت الكاتبة في تجسيد حياة بنات النبي، ورسم صورة أسرية
-
وجه وثلاثة أقنعة | الأمير كمال فرج
خير أن تكون ذئبا على حقيقتك، من أن تمثل دور الحمل الوديع، فالحقيقة مهما كانت بشاعتها أهون وأصدق من الرياء والتصنع وارتداء أقنعة الآخرين، لأن معرفة الحقيقة مهما كانت بشاعتها ستنبه المرء أن هناك خلل، وسيكون ذلك أول خطوة للإصلاح، ومعرفة واكتشاف المرض أهم خطوة في مراحل العلاج، والألم له ميزة كبرى، لأنه ينبهك إلى وجود مرض، وأخطر الأمراض هي الأمراض الصامتة التي تنهش الجسد في صمت، وعندما تعلن عن نفسها يكون قد فات الأوان. قال الإمام محمد عبده " رأيت في
-
نمور طليقة | الأمير كمال فرج
ماذا يحدث إذا هرب نمر من حديقة الحيوان، وانطلق في شوارع المدينة، يركض في شارع ثم يدلف إلى آخر، وهو لا يعرف طريقه، بالتأكيد سيتسبب ذلك في حالة من الذعر والهلع عند السكان، سيركض الناس في الشوارع، وتتعالى صرخات النساء والأطفال، أما الرجال فسيتنازلون هذه المرة عن الشجاعة، ويركضون، ويغلقون على أنفسهم البيوت. في شوارعنا العربية العديد من النمور الطليقة التي تفترس المواطنين، وتحول أجسادهم في لحظات إلى أشلاء، نمور الفساد هربت من معاقلها، وانطلقت في الشوارع والميادين والقرى، تفترس البشر،
-
هوية مصر | الأمير كمال فرج
إذا تحدثنا عن " هوية مصر " فهي لاشك هوية عربية إسلامية " ، وهذا لا يعنى أنني انفردت بتحديد الهوية المصرية ، لأن الهوية أمر تحدده ثوابت وحقائق التاريخ والجغرافيا وهوية السكان، ولا يعنى تأكيدي على هوية مصر الإسلامية تجاهلا للعناصر الأخرى التي يتكون منها النسيج المصري. الهوية الإسلامية لا تعنى تقليلا من شأن الأخوة المسيحيين، وأتباع الديانات الأخرى، ولكنه تصنيف عام مرده أشياء كثيرة مثل تاريخ مصر وعدد السكان المسلمين بها ، فعدد الأخوة المسيحيين حسب أعلى التقديرات 10% من عدد السكان..،
-
ميجا بكسل | الأمير كمال فرج
الصورة ـ أي صورة ـ تتكون في الأساس من مجموعة من النقط اللونية المتجاورة ، وكلما زاد عدد النقاط في حيز معين كلما كانت الصورة أكثر دقة ووضوحا، وهو ما يطلق عليه بلغة التصوير " البكسل " ، ومن هنا تحدد دقة الكاميرا، فهناك كاميرا 5 ميجا بكسل، وهناك أخرى أفضل وهي 15 ميجابكسل. إذن فالصورة لا تتكون هكذا دفعة واحدة، ولكنها تتكون بإضافة نقطة إلى أخرى، وجهد إلى آخر، وكلما كثر الجهد كلما كانت الصورة واضحة، وكلما قلت النقاط كانت الصورة ضعيفة مشوشة. نفس
-
مصائب القوم | الأمير كمال فرج
هناك أنواع من التجارة تبني ازدهارها ورواجها وأرباحها على آلام الناس، على طريقة شطرة المتنبي الشعرية " مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ " ، الطبيب وتاجر السلاح والحانوتي ثلاثة أشخاص لا يعملوا وتزدهر أعمالهم إلا بمصائب المستهلكين. سنستثني في البداية الحانوتي الذي يعمل على تجهيز الموتى ودفنهم في مثواهم الأخير، لأن الموت قدر، وتجارة الموتى منذ بدء الخليقة تجارة مضمونة رابحة لا تبور أبدا، ولا تتأثر بتذبذبات البورصة والأزمات المالية العالمية، فالبضاعة موجودة دائما، والطلب لا يتوقف، وإن كنا لا نغفل أن مستوى الإقبال
-
لحم ميت | الأمير كمال فرج
الوشاية مصدر عربي شهير، ووشى بالمرء أي اغتابه وتحدث بما ليس فيه، وقد حازت " الوشاية " على الكثير من الاهتمام، فكثر ذكرها وتجسيدها في الأدب والشعر والرواية، والأغاني، وهي ـ شئنا أم أبينا للأسف ـ محرك للكثير من الأحداث في حياتنا الاجتماعية، مثلها مثل الحسد والتطير والمعتقدات الشعبية. الوشاية صفة ذميمة، تحتل مكانها ضمن صفات الإنسان السيئة التي عرف بها البشر والتي هي نتاج طبيعي لوجود الخير والشر، وقد تحدث الشعراء عنها كثيرا، حيث كان " العذول " سبب أساسي في فقد المحبوبة، ولعل
-
كرم حاتمي | الأمير كمال فرج
الكرم والسخاء والجود صفات عربية لا يختلف إثناء على محاسنها، وهي صفات نرى عكسها في بعض بلاد الغرب، حيث توجد تقاليد تناقض هذه المعاني تماما. فعند الإنجليز مثلا لا يوجد في التعاملات اليومية حكاية أن تدفع للزميل أو الزميلة ثمن وجبته ـ أو وجبتها ـ في المطعم، فكل يدفع لنفسه، وهذا شيء عادي جدا. حتى أننا في تعبيراتنا الدارجة نلقى وصف " إنجليزي " عندما نود أن نطبق معادلة " كل فرد يدفع لنفسه " . نفس الأمر يحدث في دول أوروبية كثيرة، وهو تصرف لا يسبب
-
كاميرا مراقبة | الأمير كمال فرج
تحرص الكثير من الأسر على أمن المنازل خوفا من اللصوص، فتضع القضبان الحديدية على الشبابيك، والمزاليج القوية على الأبواب . خاصة مع تزايد جرائم السطو ووصول الجرائم إلى حدود بشعة، وتنفق الشركات الملايين سنويا على قطاع الأمن، وتستعين بشركات الحراسة المتخصصة، وتستورد كاميرات المراقبة الحديثة، وتستعين بالبوابات الألكترونية. أما المشاهير فيلجأون إلى السيارات المصفحة والحراس الشخصيين مفتولي العضلات " البودي جارد " ، وبعضهم يستقدم هؤلاء من أوروبا وأمريكا، وقد تحدثت تقارير عن تضاعف أرباح شركات الأمن في السنوات الأخيرة. ذلك كله يؤكد أن هاجس
-
كلمات رنانة | الأمير كمال فرج
هناك كلمات رنانة، تسمعها فتسمع معها ضجيجا وجلبة، فتقابلها برهبة، ومزيج من الإعجاب والاندهاش، ولكنك إذا دققت في معناها الحقيقي ستكتشف أنك تعرضت لخديعة، وان الكلمات الجميلة فارغة من المحتوى والمضمون.هناك كلمات تتميز بالتنميق والكياسة والبلاغة والفصاحة، تتضمن قواعد الإيتيكيت اللغوي، ولكن ينطبق عليها البيت الشعري الذي يقول " يعطيكَ من طرفِ اللسان حلاوةً .. ويزوغُ منك كما يزوغ الثعلبُ " ، فهو يقابلك بأحسن استقبال، ويجاملك، ويقدم لك الوعود البراقة، ولكنه عند التنفيذ، يهرب منك كالثعلب ، ويقول المثل الشعبي " أسمع
-
كمال العقول | الأمير كمال فرج
يهتم بعض الشباب ببناء أجسامهم لكي يصبحوا مفتولي العضلات، الجسد أهم كثيرا من العقل، والمنظر أهم من الجوهر، والقوة البدنية أعلى مرتبة من الحجة والمنطق والبرهان، لذلك وجدت رياضة متخصصة تنظم لها البطولات العالمية اسمها " رياضة كمال الأجسام " .. يخصص الشباب أوقات طويلة في حمل الأثقال، بين الرافعات وقطع الحديد الصغيرة والكبيرة لكي تكبر عضلة هنا او هناك، يحرمون أنفسهم من الطعام، ويخضعون لحمية قاسية، ويتناولون المكملات والغذائية القاتلة التي تنفخ العضلات. كان جيلنا ولع بحكاية تربية العضلات، وكانت هواية حمل
-
كرة النار | الأمير كمال فرج
احذروا جراح الشعوب، فهي ليست جراحا عادية، ولكنها جراح مدببة ليس لها قلب، أخدود يمتد من الوريد إلى الوريد، لا يندمل بسهولة، ولا يتوقف نزيفه حتى بالكي، وإذا كان جرح الإنسان يندمل في أيام أو حتى شهور، بمجرد وضع الميكروكروم، فإن جراح الشعوب ليس لها علاج، تظل هكذا متقدة لا يزيدها الهواء والزمن إلا اشتعالا. ككرة النار التي تتنقل من مكان إلى آخر، فتنقل معها الدمار. الأصدقاء يتشاجرون في لحظة، ويتصافون في اللحظة الأخرى، وفي الثقافة الاجتماعية أشياء كثيرة تحض على
-
كتاب وقارورة ماء | الأمير كمال فرج
رغم أن أول أمر إلهي نزل على الأمة الإسلامية هو أمر بالقراءة، فإننا عرفنا بأننا أمة لا تقرأ، ولعل العزوف عن القراءة أشهر ملهاة ومأساة في تاريخنا العربي، فإذا راقبت مبيعات الكتب السنوية في الدول العربية مجتمعة، ستجدها أقل بكثير من مبيعات دار نشر أوروبية واحدة. الكتاب لدينا يوزع بالعشرات ، وفي الغرب يوزع بالملايين، والكاتب لدينا يعاني من الفقر والعوز وفي أحسن الأحوال مستور الحال، أما في الغرب، فالكاتب مليونير تحقق مؤلفاته الملايين من الدولارات، حتى الصحف لم تنج من
-
كبير العائلة | الأمير كمال فرج
عرف المجتمع البدوي بميزة لا تعرفها المجتمعات الأخرى، وهي وجود " شيخ القبيلة " ، وهو شخصية اعتبارية في كثير من الأحيان، يدير شؤون القبيلة، ويحتكم إليه الأفراد في النزاعات، هذا قبل نشوء المجتمع المدني بما تضمن لاحقا من هيئات ومؤسسات شرطية وقضائية، وهو نفس الدور الذي كان يلعبه " العمدة " أو " شيخ الحارة " أو " كبير العائلة " . في الخمسينيات.إذا حدث خلاف أو نزاع يحتكم المختلفين لـ " جلسة عرب " ، وهي جلسة شعبية غير رسمية، ولكن لها قوة القانون، وفيها يدعو كبير العائلة الذي كانوا
-
كبرياء الحروف | الأمير كمال فرج
الحروف تشعر وتتحرك وتتنفس، وتعبر عن الحالة النفسية، الحروف يمكن أن تكون فنا رائعا يرتقي بك، ويمنحك هالة من الضوء والسحر والخيال المجنح، ويمكن أن تصفعك على وجهك، وتمنحك حالة من الصقيع. والخط العربي فن من أرقى الفنون بالعالم، وهو من النفائس الفنية التي قدمها العرب على مر تاريخهم، وعلى مر التاريخ قدم الخطاطون العرب والمسلمون الكثير من ابداعات الخط العربي، فكان هذا الخط تعبيرا عن الثقافة العربية والاسلامية بمفرداتها الثرية المبهرة. وقد زين العرب قصورهم وأوانيهم وأدواتهم ومساجدهم بنماذج رائعة من
-
قيم كبيرة | الأمير كمال فرج
الإنتماء صفة حميدة، وفيها ينتمي المرء إلى عائلته أو عشيرته أو وطنه، وأشهر أنواعه ـ كما نعلم ـ الانتماء للوطن، و " الانتماء " رغم مدلوله الجيد بحاجة إلى إعادة تعريف. خاصة في العالم الجديد الذي يتشكل الآن، والذي أصبحت معه الكرة الأرضية شاشة صغيرة. أيضا لأننا نرى في كثير من الأحيان سوء فهم لقضية الانتماء، حيث يرادف الانتماء في كثير من الأحيان التعصب، ليس ذلك فقط. ولكننا نرى أن الانتماء يحدث لوحدات صغيرة كالعائلة والقرية والقبيلة، وأحيانا اللغة أو اللهجة التي نتكلم بها
-
قراصنة الحب | الأمير كمال فرج
تميز تراثنا الاجتماعي والأدبي بـ " الحب العذري " ، وهو الحب العفيف المنزه عن المثالب والأخطاء، وقد نسب هذا اللون من الحب لقبيلة عذرة في أيام بني أمية، والشاعر العذري يحب محبوبته ولا يلتقيها، يعتمد على الإخلاص والوجد والعاطفة النبيلة، ونتج عن هذا اللون من الحب الغزل العفيف الذي يعتمد على الوصف الوجداني الذي يصف الروح دون الجسد. والحب عاطفة إنسانية نبيلة قدرها الإسلام كصفة إنسانية، وأقر بأنها مشاعر لا إرادية خارجة عن سيطرة الإنسان، ولكنه وضع لها القواعد التي تهذبها وتجعلها قادرة
-
فول سوداني | الأمير كمال فرج
إعلان تلفزيوني يقول " الفول السوداني مش هيتبهدل تاني " ، توقفت عند الإعلان الطريف وابتسمت، .. تجهمت عندما تذكرت المرحلة العصيبة التي يمر بها الشعب السوداني، والمؤامرة التي تحاك ضده، والتي تهدف إلى انفصال جنوبه عن شماله، وتمزيق أواصر شعب ووطن ظل موحدا خمسة آلاف سنة. سؤال مر: ماذا سيكون مصير الفول السوداني الذي بلغت شهرته الآفاق، هل سيكون هناك فول سوداني شمالي، وآخر جنوبي، كيف نتقاسم النفط والديون والوجع والفقر والتاريخ والجغرافية، والأهم كيف نحدد مرجعية الفول السوداني؟. أتصور لو جلس الشماليون والجنوبيون،
-
أسماء مجردة | الأمير كمال فرج
الأصل في الأسماء التجرد، فعندما ولدنا وقام أهلونا بالتسمية .. كنا .. محمد، أو صالح، أو عبدالشكور، وغيرها ..، ويستمر الاسم معنا من المهد إلى اللحد، ولكن الإنسان الفصيح لم يكتف باسمه المجرد فاخترع ما يسمى باللقب ..! وبدعة اللقب لم تكن حديثة العهد ولكنها موغلة في القدم حيث صاحبت الإنسان منذ العصور السحيقة، وبدعة اللقب ليست شرا كلها ولكن لها شق إيجابي وهو الشق التعريفي الذي يساهم في تيسير المعاملات، ولكن في عصورنا الحديثة تنتشر هذه البدعة وتأخذ أبعادا جديدة
-
فلسفة الخطأ | الأمير كمال فرج
الصواب والخطأ وجهان لعمة واحدة هي عملة الحياة، وإذا تأملنا الأمر بطريقة فلسفية سنجد أن الخطأ في كثير من الأحيان وسيلة لمعرفة الصواب، والخطأ مرحلة طبيعية في الكثير من المراحل الإنسانية. كان من الممكن أن يجبل الله الناس على الصواب، ولكن الحكمة الإلهية أقرت الصواب والخطأ لكي يتبين الناس الطريق السليم، ثم يأتي بعد ذلك الحساب. لا أحد معصوم من الخطأ حتى الأنبياء لديهم عصمة في أشياء وغير معصومين في أشياء أخرى، والسبب ببساطة أنهم بشر، والرسول الكريم محمد صلى الله
-
فسيفساء ناقصة | الأمير كمال فرج
مشهد الحجيج في مكة المكرمة يفرح العين، ويشرح القلب. أمواج البشر التي تطوف حول الكعبة كعقود اللؤلؤ، تثير البشر والحبور في النفوس العليلة، وتثير إعجاب العدو قبل الحبيب، وعندما يصعد الحجيج إلى جبل عرفات، ينهض الدم في العروق، وتغمر الوجدان نشوة روحية.في الحج يتجمع ملايين المسلمين في مكان واحد وزمان واحد، ترك كل منهم الأهل والولد والأعمال، جاءوا من بلاد مختلفة العادات واللغات والمذاهب، جمعتهم وحدة العقيدة . يجمعهم الهدف نفسه والحلم نفسه.. الحج المبرور الذي ليس له جزاء إلا
-
فرمان عائلي | الأمير كمال فرج
إدارة المنزل مسؤولية كبيرة، تشبه ـ مع الفارق ـ إدارة دولة، ورب الأسرة في هذا الزمن مسكين تكالبت عليه المهام والمسؤوليات. يدور كالنحلة من الصباح للمساء، بين العمل والبقالة وتوصيل الأبناء للمدارس وإعادتهم، وملء الأنبوبة، والذهاب بالزوجة إلى الأسواق والأطفال إلى الملاهي.وعلى النقيض هناك بعض الآباء يتعاملون مع المنزل كالفندق، يدخلون ويخرجون بآلية عجيبة، وإذا سألت أحدهم عن أسماء أبنائه ومراحلهم الدراسية هرش في رأسه، وتلعثم وفكر. وإذا كانت الأم هي المديرة التنفيذية للمنزل، فالأب هو المدير العام صاحب الدور الإشرافي
-
طلب رسمي بالاحترام | الأمير كمال فرج
الاحترام صفة انسانية أولية، حق للانسان الذي كرمه الله على سائر المخلوقات، حيث نص القرآن الكريم في أكثر من موقع على " تكريم الانسان " ، ويكفي للدلالة على هذا التكريم أن الله جعله خليفة له في أرضه، وكلفه بحمل الأمانة التي رفضت السماء والأرض أن يحملنها، وكلف بأسمى مهمة وهي إعمار الأرض. وبغض النظر عن العرق والجنس والمعتقد واللون والموطن والجنسية والحالة الاجتماعية، للانسان حق الاحترام، والاحترام يعنى التقدير، وفي المعنى العام يقولون شخصا محترما أي شريفا ذا سمعة حسنة، يحظى على تقدير
-
فصول أربعة | الأمير كمال فرج
لكل فصل طبيعته التي تختلف عن الآخر، ما بين صيف حار مغبر يدفعك للقفز في أقرب ماء، وخريف جاف تسوده الرياح والأوراق المتساقطة ، وشتاء ممطر ذاخر بالبرد والعواصف، وانتهاء بربيع مشمس يبهج النفوس. هذا التنوع المناخي له فوائده الكثيرة على صعيد الطبيعة والزراعة والتوازن البيئي. التنوع هو قانون الحياة، وهو لم يحقق فقط توازن الطبيعة، ولكنه أعطى للحياة نكهة خاصة، لأن جمال الحياة الحقيقي في اختلافها وتنوعها، بين خير وشر، وأبيض وأسود، ومد وجذر، وحزن وفرح. تصور لو ظللت تأكل
-
طريق السلامة | الأمير كمال فرج
رغم تطور الفنون البصرية من تلفزيون وسينما ومسرح، وتراجع الاهتمام بالفنون المسموعة، يجب أن نعترف بأن الإذاعة مازالت موجودة، وتملك قطاعا عريضا من الجمهور، وهو الجمهور الذين يقودون سياراتهم، ودفعتهم الظروف لاستخدام المركبات سواء الخاصة أو مركبات العمل أو النقل أو المركبات الخدمية كسيارات الإسعاف والمطافيء وغيرها، ولا ننكر أن نسبة كبيرة منهم تستمع إلى المذياع في مسافاتهم سواء قصرت أم طالت. عن رغبة شخصية أحيانا، أو بشكل إجباري أحيانا أخرى. إذا كانت الإذاعة اختفت من البيوت، فإنها لن تموت مادامت
-
فئران تجارب | الأمير كمال فرج
لا أعترض أن يكون لكل إنسان خصوصيته، ولكن ما أريد أن أناقشه مساحة الخصوصية نفسها، ففي هذا العصر أصبحت مساحة الخصوصية قليلة جدا، ففي عصر التقنية أصبح الإنسان جزءا من كل ، لم يعد الإنسان بوسعه العزلة التي كانت قديما، فمهما حاولت أن تكون وحيدا، ستخترقك رغما عنك مكالمات الجوال والإنترنت وأشعة الأقمار الاصطناعية، اركض، إهرب، اختبيء عن الناس، مهما فعلت سترصدك العيون في الشارع والعمل، حتى في منزلك، ستعد قرون الاستشعار أنفاسك، وستتحول ـ رغما عنك ـ إلى فأر
-
سيناريو الدم | الأمير كمال فرج
في كل يوم وفي بقاع عديدة من العالم يقتل أبرياء . تضربهم آلة الحرب الشيطانية بلا رحمة، يأخذهم على حين غرة سعار القاتل المجنون. أسرة تتحلق حول " طابلية " العشاء فرقتهم إلى الأبد .. قنبلة، طفلة تجلس على طاولة الفصل مزهوة بشريطتها الملونة طمرتها عدا رأسها ـ قذيفة موجهة. آلاف البشر يسقطون كالدجاج في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها.. دون أن تهتز شعرة، أو تتأثر جارحة. لقد أصبح القتل فعلا عاديا كاحتساء القهوة وتمارين الصباح. اغتيال بريء دليل على فشل العالم في حماية
-
دقائق ثمينة | الأمير كمال فرج
إذا راقبت عاملا في أوروبا أول ما سيلفت انتباهك تقديسه لوقت العمل، فوقت العمل مخصص للعمل فقط . لا وقت للثرثرة أو الحكي الفاضي أو حتى الملآن. سواء أكان عاملا في مصنع أو عامل شاورما. الجميع يتحرك بميكانيكية عجيبة، ولا وقت حتى للحديث أو الإجابة على أسئلة. حتى لو كانت أسئلة صحفية. هذا التقديس الغريب لوقت العمل تلحظه أيضا في المهاجرين العرب الذين يقيمون في أوروبا. أول صفة يكتسبها هؤلاء حتى ينجحوا تقديس وقت العمل. إذا سألت أحدهم سؤالا أجاب بسرعة
-
سرعة البرق | الأمير كمال فرج
نفتقد في حياتنا الاجتماعية وجود ثقافة أو منهج أو علم عن " حل المشكلة " ، والنتيجة حالة الفزع والارتباك التي تنتاب الكثيرين عند ظهور مشكلة ما، وتراكم المشكلات يوما بعد يوم حتى تصبح " كومة " ، ونصبح حينها كالتلميذ الخائب الذي لا يحل واجباته المدرسية فتتراكم، وبالتالي يصعب حلها.السبب لا يكمن فينا، ولكن يكمن في ثقافة اجتماعية تعتمد على البلاغة والإطناب والبيان وتفتقد التخطيط وتوقع الخطر، وقد انعكس ذلك على الكثير من سلوكياتنا، فأصبحنا نتحرك ببطء، نهدر أوقاتا كثيرة في الدراسات والاستشارات والبحوث والتفاصيل،
-
رسم للتلوين | الأمير كمال فرج
لا أعرف ما سبب إقبال الأطفال على رسومات التلوين، بمجرد أن يجد الطفل رسما أبيضا جاهزا للتلوين يصرخ من الفرح، ويقبل عليه بكل جوارحه، يمسك اللون ويفكر، ثم ينكفيء على الورقة، ويرسم بإخلاص منقطع النظير، في الأمر حاجة نفسية، فالطفل في هذه السن يكون مفعما بالخيال، والتلوين يساعده على تنمية هذا الخيال. في هذه السن الغضة يكون الطفل لم يزل عقله لم ينشغل بعد بالأفكار والموضوعات والهموم، حيث يتصاعد التخيل إلى مداه، ويكون التلوين وسيلة للتعبير عن الرأي، والتحليق عبر
-
رسالة مهربة إلى المعتز بالله | الأمير كمال فرج
لست أدري كيف فشل الأدب، والصحافة، والإعلام ، والخطابة، والشعر، والنثر؟، كيف فشلت المقامة، والموشحات، والزجل، والكسرات، والشعر الشعبي؟، كيف فشلت كل هذه الفنون ووسائل التعبير في تجسيد معنى " الأبوة " ؟، كيف عجزت الأفلام، والروايات، والموروث الشعبي، حتى لغة الشارع أن تعبر عن هذا المعنى الجميل العميق الرائع؟، معنى أن تكون أبا. كيف رسب شكسبير، وفيكتور هوجو، والمتنبي، ونجيب محفوظ في امتحان الكتابة؟، كلهم عجزوا عن التعبير عن هذا المعنى الخطير، أن تكون أبا..!، معنى أن يكون لك ابن يولد، وينمو،
-
دروع تذكارية | الأمير كمال فرج
أشياء كثيرة تستفزني في أسلوب التكريم العربي، هذا الأسلوب الذي يهتم بالشكل، ولا يهتم بالمضمون، يعتمد على الكلام المنمق وشهادات التقدير والعبارات الجياشة عن المكرم، أضف إلى ذلك قصائد المديح المنمقة التي يتم إطلاقها بشكل مبالغ فيه، والتي ترفع المكرم إلى عنان السماء، والتي جسدت أشكالا ساخرة لها بعض الأعمال الدرامية والسينمائية. المهم في النهاية ينتهي كل شيء، ويعود المكرم إلى بيته محملا بشهادة تقدير يؤطرها بإطار ثمين، ويعلقها في صالون منزله، وينتهي الأمر. حفلات التكريم العربية تفتقد للقيمة والصدق والموضوعية،
-
درس الحكمة | الأمير كمال فرج
" الحكمة " كلمة مغبرّة خارجة من المعاجم والكتب التاريخية. ليست كلمة عصرية كالنيولوك والتحرر والانفتاح، وغيرها من معايير شباب اليوم، ولكنها رغم ذلك تتحكم في مصير الكثير من الشخصيات والمجتمعات والأمم. قال تعالى " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا " (البقرة 267) الحكمة تختزن مجموعة من المعاني كالثقافة والتريث وبعد النظر والأبوية والإيثار والنظرة الشمولية للأشياء، فالحكيم لا ينظر تحت قدمه، ولكن إلى الأفق البعيد، لا يتهور ولا يحكم على المظاهر، ولكنه يرى ويقارن ويتلمس النتائج، ويكون موقفه في
-
دجاجة الحرية | الأمير كمال فرج
لم تأخذ كلمة هذا الحيز الكبير من التداول والجدل مثلما أخذت كلمة " الحرية " ، وإذا أجريت عملية search على الإنترنت حول هذه الكلمة ستكتشف أن هذه الكلمة في صدارة الكلمات المتداولة، بين كلمات أخرى مثل " الحب " والجنس " و " الأطعمة " . على صعيد السياسة شغلت هذه الكلمة الساسة والشعوب، ووقعت تحت شعاراتها العديد من الإعتداءات والأحداث الدامية، وفي المجال الاجتماعي تعتبر " الحرية " إحدى القضايا المثيرة للجدل على نطاق الأسرة والعلاقة بين الزوجين، ونقطة خلاف رئيسية في صراع الأجيال، وقضية محورية عندما نتحدث عن المرأة
-
خيال علمي | الأمير كمال فرج
ما بين ناقل المعلومات القديم الذي كان يستخدم منذ 15 عاما في نقل البيانات بين أجهزة الكمبيوتر، والذي كان يزن ما يقرب من ربع كيلو، وكانت سعته 120 KB فقط، وبين تقنية البلوراي Blu-ray التي ظهرت في اليابان مؤخرا، والتي تتيح قدرة تخزين تصل إلى 300 جيجا.. بين هذا وذاك قفزة هائلة، في هذه الفترة ظهر الفلوبي ديسك بسعة 1.4 MB، ثم جاء القرص المدمج CD بسعته الهائلة ـ حينئذ ـ والتي تصل إلى 700 KB ـ ثم ظهر الـ
-
دموع الطفولة | الأمير كمال فرج
يجهل الكثير من الآباء الطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل، فالتعنيف والتوبيخ والضرب عناصر أساسية في تعامل الكثير من الأسر مع الأطفال ، يتساوى في ذلك الطفل والصبي، والفتى والشاب، حتى الطفل الرضيع يتعامل معه بعض الآباء بقسوة ووحشية ، لا تتناسب مع سنه الغض الصغير. فإذا رغب الأب في إسكات طفله الباكي، ينهره، ويهزه بيده، ولا يتورع عن ضربه وصفعه، وكأنه يتعارك مع رجل كبير، والنتيجة تأثيرات سلبية خطيرة تترسب في وجدان الطفل. المشكلة تكمن في جهل الأب العربي العام بأساسيات التربية،
-
خيال الظل | الأمير كمال فرج
لا أحبذ تصنيف المهن إلى مهن شريفة وأخرى وضيعة، فمادمنا اصطلحنا على كونها " مهنة " فلا بد أن تكون مشروعة، أما الممارسات التي تتنافى مع ذلك، فيمكن أن نبحث لها عن تسمية أخرى، حتى لا نشوه مدلول المهنة اللغوي والاجتماعي. ولكن ما يحتاج إلى تحديد فعلا هي المهن غير المفيدة في المجتمع، وهي مهن لا لون لها ولا رائحة، وجودها كعدمها، فالعمل في الأساس وجد لإعالة المرء وخدمة الناس وإعمار الأرض، فلا يمكن القول بأن تدخين السجائر مهنة. المهنة فعل إيجابي يؤدي
-
بسمة للحياة | الأمير كمال فرج
الحياة حلوة، رغم عذابها، وتعبها ووجعها .. رغم المرض والموت والفقر والظلم والحرمان .. والركض اليومي الدامي وراء لقمة العيش، حتى لحظات التعب التي يمر بها الإنسان عندما تمر، وينظر إليها من الخارج كجزء من ذكرياته وتاريخه سيجدها، ـ ياللغرابة ـ لحظات حلوة . اللحظة وحدة زمنية مهمة، لها قيمة كبرى سواء أكانت حلوة أو مرة لسبب بسيط، وهو أنها جزء من كنز العمر، أغلى ما يملكه الإنسان، واللحظة التي تمر لا تعود، وإذا قدرت اللحظة بالأموال ستقدر بالملايين، ولو سئل
-
الصياد الماهر | الأمير كمال فرج
لماذا يظل الموظف العربي في مهنة واحدة عشرين عاما، يذهب يوميا إلى نفس المكان، ويستخدم نفس وسيلة المواصلات، ويشاهد نفس المحلات، ويقابل نفس الأشخاص، يصعد على نفس السلالم، ويؤدي عمل واحد بوتيرة واحدة لا تتغير. لا نعترض على مبدأ الوفاء الذي يجعل الناس يتمسكون بالجهات التي يعملون بها حتى الموت، ولا نعترض على إيمان المرء بالقدرية والقسمة والنصيب، وبالمثل الشعبي الذي يقول " اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش " . لا نعترض على خوف العربي الفطري على مستقبله، ومحاولته الدائمة لـ " تأمين مستقبله "
-
الجريمة الكاملة | الأمير كمال فرج
تركز القوانين العربية والعالمية على الجريمة الملموسة، وتضع عقوبات مختلفة لها، وهي الجريمة التي تكتمل أركانها وفق المصطلح القانوني ، وتتكون من جاني ومجني عليه وأداة الجريمة . ولكن هناك نوع من الجرائم لم يحظ على الاهتمام الكافي من المشرعين، وهو الجريمة المعنوية، وهي جريمة قد يتحدد فيه الجاني والمجني عليه، ولكن تبقى الحلقة الأهم وهي أداة الجريمة مفقودة، وهذا النوع من الجرائم من الصعب إثباته، لأنه قد يحدث بكلمة أو موقف، وقد يقتصر أثره على الإيذاء النفسي مع عظم شأنه،
-
حلقة ناقصة | الأمير كمال فرج
تطالعنا وكالات الأنباء يوميا بأخبار عن دراسات مختلفة أجريت هنا وهناك في بلاد الله الواسعة، وتتلقف الصحف ووسائل الإعلام هذه الأخبار وتنشرها على الملأ، ويقرأها ويستمع إليها الناس، وبالطبع يتأثرون بها، ليس ذلك فقط. بل يطبقون نتائجها حرفيا على أنفسهم. فهذه دراسة تعدد فوائد الأناناس لمرضى ضغط الدم، وهذه أخرى تتحدث عن مزايا الشاي الأخضر في التخسيس، وهذه ثالثة تؤكد دور البروكلي في الوقاية من السرطان، والغريب فعلا أن المتابع العادي يلاحظ أن بعض الدراسات المعلنة يناقض بعضها الآخر، فهذه دراسة
-
حصة تعبير | الأمير كمال فرج
حصة التعبير من أهم الحصص المدرسية، يحدد المعلم أو المعلمة موضوعا ما للتلاميذ، عن الأم أو النظافة أو الوطن...، فيعكف كل منهم على كراسته، ويبدأ الكتابة، كل منهم يخط بالقلم بأسلوبه العفوي الخاص، تعبيرات بسيطة، وأفكار غضة، كالنبت الذي يشق طريقه نحو النور، كالرضيع الذي يتعلم المشي لأول مرة. بالأمس كان الاهتمام كبيرا بحصة التعبير، لا يهم مستوى ما يكتب، لا يهم الخط الرديء الذي يصعد على الخط تارة، ويهبط تارات، والأفكار المبعثرة. و " الشخبطة " التي يضعها التلاميذ على الدفاتر والطاولات، المهم أن
-
جرعة زائدة | الأمير كمال فرج
ماذا يحدث في الإنسان عندما يسمع أغنية، ؟، ما هي التغيرات الكيميائية التي تحدث في الجنس البشرى عندما يتعرض لكمية معينة من الإشعاع الغنائي؟، في البداية سيطرب المستمتع، وينتشي، وربما يرقص، ولكن .. إذا استمر تعرض الإنسان لجرعات أكبر من الأغاني تفوق الحد المسموح به دوليا، سيشعر برعشة في أذنيه، يتحسس أذنيه مذعورا ، فيشعر أن أذنيه يكبران ويستطيلان، وينمو لهما زغب غريب، يركض مذعورا ويقف أمام المرآة وهو مازال يتحسس أذنيه، .. تستمر الأذنان في الاستطالة للأعلى حتى يفوقا
-
ثورة العبيد | الأمير كمال فرج
الخدم فئة من الناس تمتهن العمل في البيوت والقصور والملكيات الخاصة، وتتعدد مهامها لتشمل العديد من الأعمال، مثل التنظيف والغسيل والترتيب والبستنة وإحضار الحاجيات المنزلية، ورعاية الأطفال والإشراف على لعبهم وطعامهم وصحوهم ونومهم، وغيرها من المهام غير المحددة، والتي تدور كلها في مجال خدمة شخص لشخص آخر.ولا أدري هل يمكن تأريخ هذه المهنة ومعرفة أول من اخترعها، وكيف تم ذلك، متى كانت أول عملية توظيف لخادم في التاريخ، وهل تم ذلك صدفة أم بشيء من الترتيب؟، هل كان الخادم في
-
ثورة الجياع | الأمير كمال فرج
في السنوات الخمس الأخيرة ظهرت على الساحة الدولية ظاهرة جديدة قديمة هي ظاهرة " القرصنة " ، وارتبط حدوثها في خليج عدن والسواحل المتاخمة للصومال، فلا يمر شهر إلا ونسمع عن استيلاء القراصنة على إحدى السفن التجارية، ومطالبتهم بفدية كبيرة، وتتداول وسائل الإعلام الخبر لفترة، إلى أن نسمع أنه تم دفع الفدية بهدوء، وتم إطلاق سراح السفينة.أحيانا نسمع تصريحات عنترية من الشركات المالكة للسفن، والتي تدور حول رفض دفع فدية، ورفض التفاوض مع " قراصنة " ، ولكن هذه التصريحات غالبا ما كانت تخفت تدريجيا، لنسمع
-
تسويق القيم الجميلة | الأمير كمال فرج
عادة ما يحرص الباعة على المناداة على بضاعتهم، للتعريف بها، وتشجيع الناس على شرائها، ويتم ذلك بأجمل الألقاب، بائع الطماطم يصفها بحمراء الخدود، وبائع البطيخ ينادي ويقول " أحمر وحلاوة " ، وبائعة الملوخية تنادي وتقول " الملوخية.. تخلي العجوز صبية " . هذا هو المفهوم البسيط للتسويق، الذي أصبح في العصر الحديث علما يدرس، ومنهجا من مناهج الإدارة التي تحرص الشركات الكبرى على تطبيقها، ويرصدون لها مبالغ فلكية. ولكن مازال " التسويق " كعلم ومنهج رغم التطور لا يتعدى حدود العمل التجاري ومكاتب الشركات، بينما التسويق كوظيفة وهدف مطلوب
-
ترجمة فورية | الأمير كمال فرج
الترجمة باب على الشمس، طاقة ضوء في نفق طويل من العتمة، ذاكرة جديدة للعقل، وقد حققت الترجمة على مر التاريخ إنجازات عديدة، حيث يرجع لها الفضل في تأسيس حركة التنوير العربية بدءا برفاعة الطهطاوي والرافعي والمنفلوطي ومحمد عبده، ومرورا بجيل من المترجمين الشباب في الجامعات والمراكز الثقافية والفضائيات الذين يقدمون لنا بدأب وإصرار عصارة الآداب والأخبار والفكر العالمي. ولكن مع الدور الكبير الذي حققته الترجمة يبقى هذا الدور ضئيلا في عصر العولمة والإنترنت والفكر العالمي الجديد الآخذ في التشكل الآن، وفي
-
تربية عاطفية | الأمير كمال فرج
يولى الآباء العرب أهمية قصوى بتربية أبنائهم، حيث يقدس النظام الاجتماعي العربي مفهوم العائلة، من هنا كان الترابط الطبيعي بين الآباء وأبنائهم، وما زالت الرعاية الأبوية لدى العرب تستمر لأبنائهم حتى لو تزوجوا وانتقلوا إلى بيوت مستقلة، وهذا عكس النمط الغربي الذي يدفع الابن إلى الاستقلال عن الأسرة في أول فرصة. ولكن الكثيرون يجهلون جانبا من أهم الجوانب التربوية، وهو التربية العاطفية، وهي التربية المتعلقة بالحب والجنس والزواج والأسرة، وهي كلها عناصر ضرورية في حياة كل إنسان. ليس ذلك فقط ، ولكن
-
تربية سياسية | الأمير كمال فرج
أشفق حقيقة على الصغار الذين يطالعون يوميا ـ شاءوا أم أبوا ـ نشرات الأخبار، بما تتضمن من قتل وتدمير ومصطلحات سياسية، وأتساءل ما هو تأثير هذه الثقافة المروعة على عقول الصغار. أعلم أن الصغير بطبيعته العقلية نموذج محايد، لا يستطيع التفريق بين الخير والشر، الصواب والخطأ، ولكن لا يختلف إثنان على أن ما تقدمه نشرات الأخبار، ـ والقسم الأكبر منه أخبار سوداوية عنيفة ـ سيكون له تأثير سلبي على الطفل فيما بعد. لا أطالب بمنع الصغار من مشاهدة نشرات الأخبار، لأننا سنكون
-
باب واحد لدخول التاريخ | الأمير كمال فرج
تمر الأيام والعصور ، ويموت الناس وتبقى سيرهم، إما كالعطر يسكن المكان أو كرائحة كريهة تزكم الأنوف، طيب الذكر عندما يأتي اسمه في مجلس تتعالي الأصوات " الله يحسن إليه " ، أما سيء الذكر فإذا ورد اسمه يجمع الناس في صوت واحد " أعوذ بالله " ، وعلى مر الأزمان دخل التاريخ قلة من الأشخاص، مازلنا نتذكرهم، رغم مئات السنين التي مرت على رحيلهم. نستلهم كلماتهم العظيمة التي ألهمت الشعوب، وأفكارهم التي صنعت الأمم. نقرأ عن أمجادهم في الكتب، وندرس سيرهم في الفصول المدرسية. وهؤلاء الذين
-
أوراق الخريف | الأمير كمال فرج
يجهل الكثيرون معنى الأجازة، وتختلف الدوافع والأسباب، فأحيانا ننسى الأجازة بسبب آلة العمل السريعة التي ندور في تروسها، دون توقف، وأحيانا تدفعنا لقمة العيش للركض المستمر حتى في الأجازات الرسمية، وأحيانا أخرى نستعذب العذاب ماضين خلف أكذوبة كبرى اسمها تأمين المستقبل، وفي معظم الأحيان تضيع الأجازة لعدم الوعي بمعناها ومدلولها وفائدتها وطرق ممارستها. ويتفنن البعض في تضييع أوقات الأجازة، فهي عندهم وقت للنوم المفتوح، أو للتنكيد على الأسرة بممارسة النقد المنزلي، والجلوس في المنزل طوال اليوم وتفحص الأشياء ومراقبة الزوجة، والتفنن
-
أنا حر | الأمير كمال فرج
" أنا حر " تعبير ارتجالي عفوى يكثر على ألسنة الأبناء، إجابة دفاعية جاهزة للرد على نقد الآباء ولوم الأمهات المتكرر، هجرة داخلية ولجوء عاطفي في وقت أحس به المراهق بغربة الوطن " الأب والأم " ، تعبير مجازي يجسد الهوة العميقة بين جيل الأمس وجيل اليوم. " أنا حر " ، بذلك المنطق يتعامل الكثير من المراهقين مع المجتمع، وهو المنطق الذي يقول أن المجتمع في جبهة، والمراهق في جبهة أخرى، حيث يعتقد المراهق أن المجتمع بعناصره : الأب والأم والأقارب والمدرسين والجيران والتقاليد يريدون أن
-
اليوم 12 ساعة | الأمير كمال فرج
الوقت آلة الزمن العجيبة التي تدور بها الحياة، الكمبيوتر أو الحسّابة التي تتحكم في كل شيء يولد ويموت، يبدأ وينتهي في هذا الكون، الوقت هو الفاصل الطبيعي بين نقيضين ، الحياة والموت، الجد والهزل، الصمت والبوح، إنه سلطان الحياة وسلطان الموت، به تشرق الشمس، ويذهب الناس إلى أعمالهم، ويضحك المشيب، ويتعاقب الفصول الأربعة. خلق الله منظومة فريدة، وجعل لكل شيء ميقات معلوم، ولمعرفة أهمية الشيء تصور لو لم يكن موجودا، تصور معي لو حدثت كل الظواهر في وقت واحد، وظهر الخريف
-
الولادة في محطة فضاء | الأمير كمال فرج
أريد أن أخترع طائرة، لا تهبط أبدا، تظل هكذا في الجو أطول فترة ممكنة، مثل طائرة الرئاسة الأمريكية التي تتزود بالوقود في الجو، ويمكنها البقاء محلقة عدة أيام، أريد أن أخترع محطة فضاء مثل محظة الفضاء الدولية التي مازالت سابحة في الفضاء منذ عشر سنوات، أخترع عالما من الماء كالذي جسده فيلم أمريكي تخيل عالما من البشر يعيشون فوق الماء، ولا يعرفون اليابسة. أريد عالما جديدا من اختراعي، من بنات أفكاري، كرة فضائية جديدة أصنعها على مزاجي، لا مكان فيها للكره
-
المجتمع الأب | الأمير كمال فرج
في الماضي كانت العلاقات الاجتماعية قوية، وكانت العلاقة بين الجيران متشابكة، والبيوت متلاصقة. لا تستطيع التفرقة بين بيت وآخر، وكانت الأسطح صوالين نسائية يومية للنميمة، حيث تحلو الثرثرة، وتنقية الأرز على إيقاع نقنقة الدجاج وصوت ذكر البط.والمقاهي كانت أندية اجتماعية تجمع الرجال حول الدومينو وكركرة الشيشة، والساحات الشعبية تجمع الصبية في دوري المنطقة، وسرادقات العزاء وحفلات الزفاف كانت تقام في الشارع، فكان حزن الجار وفرحه ـ غصبا عنك ـ يعنيك. إذا سمعت زغرودة في منزل جارك، ردت عليها زوجتك بأخرى،
-
الفصحى الجميلة | الأمير كمال فرج
كلما استمعت إلى أغاني فيلم " الشيماء " التي كتبها الراحل طاهر أبو فاشا، وغنتها أم كلثوم الثانية " سعاد محمد " ، ولحنها فلاسفة الموسيقى رياض السنباطي، وعبد المنعم الحريري، وعبد العظيم محمد، وأخرجها حسام الدين مصطفى، اقشعر بدني، وغمرتني حالة من الصفاء والجلال والسمو، والسبب ليس الغناء، أو اللحن، أو الأداء الراقي، أو الفيلم المميز الذي سيظل في الوجدان العربي، وعلامة من علامات السينما المصرية، ولكن السبب الحقيقي هو " الفصحى الجميلة " . في هذه القصائد الإيمانية الرقيقة، أبدع الشاعر في كتابة الشعر الجميل الفصيح الذي
-
الفكر والأفاعي | الأمير كمال فرج
تفرح الأسر بقدوم مولودها " فلان " . تقتطع من قوتها لتربيه أحسن تربية. تختزل وجبات الطعام لكي توفر له المظهر المناسب أمام أقرانه، وتخاف عليه ـ كما يقول التعبير الشعبي ـ من الهواء الطائر، وتدمع عيونهم من الفرح عندما يرتدي عباءة التخرج، ويحلمون باليوم الذي يقف فيه مع عروسه الحلوة في الكوشة، ولكن " فلان " يفاجيء الجميع بنهاية سريالية غير متوقعة، عندما يرد اسمه في نشرة الأخبار، بعد أن فجّر نفسه في ما سمى بـ " عملية انتحارية " . الإرهاب جريمة، ولكنها تختلف عن مثيلاتها، فاللص
-
العهد الإلهي | الأمير كمال فرج
لم أكن أتصور أنه بعد مرور 14 قرنا على نزول القرآن الكريم أن شخصا يسأل عن صحة القرآن، ويشكك في موثوقيته، ويتساءل بخبث عن طريقة جمعه، ويدَّعي على الرسول الكريم السهو والنسيان، لم أكن أتوقع أن يأتي كاتب عربي حصل على جائزة الدولة التقديرية، ليردد الآن ، ـ أكرر الآن ـ التخرصات التي وردت في كتب التاريخ من مئات السنين، وتزعم أن القرآن مسروق من أمية ابن أبي الصلت. أعلم أطوار النفس البشرية، فقد تأتي لحظة في حياة المرء يتساءل فيها
-
الصواب والخطأ | الأمير كمال فرج
الإنسان العربي شخصية عاطفية، سريعة التأثر، يحب بـ " نظرة " ، ويكره بـ " الشلوت " ، تجمعه الأزمات، وتفرقه مباراة كرة قدم، لذلك تفوقنا في الشعر والأدب، وفشلنا في المخترعات الحديثة، ولذلك أيضا خسرنا الكثير، فعندما تحضر العاطفة، يغيب العقل وردة الفعل الحكيمة، وتتوقع أسوأ القرارات. ورغم أن المنطق يقول أن القيمة هي المعيار الأساسي الذي يحدد الصواب والخطأ، فإن العربي لديه معايير أخرى كالعقيدة والمواطنة والجهوية والقبيلة والقرابة والعائلة و " الحتة " والشلة، تماما كما يقول المثل " أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على
-
السيد والجارية | الأمير كمال فرج
يعاني رجال هونج كونج من التمييز، ويشكون من أشكال مختلفة من هذا التمييز في العمل، تصوروا .. الرجال هم من يشكون من التمييز، كان من المتصور أن تكون المرأة هي التي تشكو من التمييز كما يحدث في العالم العربي، ولكن هذه المرة كان الرجل المسكين هو الضحية، وهو من يبادر بالشكوى والصراخ. ورغم أن الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الألمانية لم يذكر التفاصيل، فإنني أتوقع أن يكون التمييز صادر من النصف الآخر، وهو المرأة، فليس من الطبيعي أن يكون التمييز هنا
-
السقوط السنوي في أفعل التفضيل | الأمير كمال فرج
" الأفضلية " فكرة عربية بامتياز، والمقارنة بين النفس والآخر مرض شعبي عربي من أيام هابيل وقابيل، و " الأفضل " و " الأول " و " الأحسن " و " الأروع " ألفاظ لا نجدها إلا في العالم العربي، ففي أمة العرب لا مكان إلا للفنان الفرد والشاعر الفرد والمسؤول الفرد، لذلك تكثر لدينا الألقاب مثل نجم النجوم وسوبر ستار وفنان العرب، ومنجمة الجماهير، وغيرها من المصطلحات التي ترسخ أن القمة لفرد واحد، بينما القمة في الأساس عريضة تتسع للجميع.هل السبب اللغة العربية التي تحتفي بباب واسع مهم هو أفعل التفضيل؟، أم في
-
الأمم المختطفة | الأمير كمال فرج
منذ فترة طويلة و " الأمم المتحدة " تستفزني، كلما ذكر اسمها يرتفع الضغط، وتنتابني حالة من الضيق والانزعاج، وأشعر بحجم الظلم الذي يحمله المواطن العربي، وهو الظلم الذي يصل إلى حد " المهانة " ، فأتذكر قول الشاعر " أخي جاوز الظالمون المدى " ، وكما يقول التعبير العامي " لا تنزل لي ـ هذه المنظمة ـ من زور " ، والأسباب كثيرة. السبب الأساسي هو فشل هذا التجمع العالمي رغم مرور السنوات العديدة على نشأته في معظم مهامها، وتحولها مع مرور السنوات إلى نشاط شكلي روتيني، تماما كالدور الذي تلعبه
-
الأخطاء الفادحة | الأمير كمال فرج
أي ثورة إذا تخلت عن مبادئها تتحول إلى شغب، أو سطو مسلح، أو انتفاضة حرامية وفقا لتعبير السادات، كل قضية كبرى لو فقدت البعد الأخلاقي ستصبح كالبالونة تتلاشى بمجرد شكة دبوس. أي ثورة إذا خلت من عنصر الإيمان سيتحول أفرادها إلى مرتزقة، لا يعملون إلا بعد استلام الرواتب، وأي حركة نضال إذا لم تدعم بالنظام والمحاسبة والرقابة ستصبح وفقا للتعبير الشعبي " سبوبة " يهبش منها الجميع، ويضيع الوطن. والثورة رغم أنها بما يتضمنه المعنى اللغوي فعل ارتجالي، إلا أنه يجب أن لا تخلو
-
إعلان اجتماعي | الأمير كمال فرج
يترقب المصريون خلال الأيام المقبلة إصدار المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعلانا دستوريا يرسم فيه خارطة المستقبل، خارطة مرسومة بالدم والعرق والثورة والتحدي، يحدد الإعلان خطوات تكوين الدولة، والمراحل الخاصة بذلك، وتوقيتات كل مرحلة، ومنها الانتخابات البرلمانية والرئاسية، .. وأهم هذه الخطوات تشكيل لجنا عليا لإعداد دستور جديد للبلاد . ورغم أهمية الدستور كمنطلق سيحدد التوجهات السياسية العامة للدولة. إلا أن هناك إعلان آخر مهم يجب أن نتفق عليه ونعلنه، وهو الإعلان الاجتماعي، وهو الإعلان الذي سيعني بتأسيس قاعدة اجتماعية عامة يعمل
-
أذرع الأخطبوط | الأمير كمال فرج
يتحدث كثيرون عن الدين كما يتحدث المرء عن صديق أو مدير في العمل، أو الكلمات المتقاطعة، في كثير من الأحيان يفتقد الناس الاحترام اللازم في التعامل مع الدين، فتأتي كلماتهم خالية من اللياقة والذوق أحيانا، ومتجاوزة أحيانا أخرى، فيطالبون بفصل الدين عن الدولة، ويرفضون العلاقة بين الدين والعلم، ويرفضون أن يكون الدين معيارا للتقييم، وقد وصل الأمر إلى إنكار البعض للدين، وازدراءه، واعتباره " أفيون الشعوب " ، والقاسم المشترك الذي نلمحه عند كل هؤلاء هو الضيق، والتمرد، والرفض، والتوجس. الدين هو قانون الحياة،
-
21 طلقة | الأمير كمال فرج
أستاذ جامعي خليجي وضع صورة للرئيس مبارك وتطوق عنقه ـ على غرار صدام حسين ـ مشنقة، وراح يستطلع آراء الناس في الصورة، ليدلي كل منهم بدلوه، ويشتم ويسب ،.. ولا أدري ما شأن مواطن خليجي بالرئيس مبارك أو أحداث مصر، ولماذا لا يلتفت إلى بلده هو ، ويمارس نفس النضال، حتى ولو كان على الورق، بالطبع لن يستطيع حتى ان يقول " آه " ، لأنه عندها سيكون وراء الشمس. قرأت في هذا المعنى موضوعا لكاتب خليجي يستغرب فيه حماس بعض الخليجيين، وابتهاجهم برحيل
-
وحش خرافي | الأمير كمال فرج
الجنس ظاهرة طبيعية يشترك بها جميع البشر، إلا أن للواقع الاجتماعي دور في تحديد حجم هذه الظاهرة، وتأثيراتها النفسية والاجتماعية، ففي الغرب يعتبر الجنس غريزة ووسيلة للمتعة، وبغض النظر عن إطار ممارسة هذه المتعة داخل مؤسسة الزواج أو خارجها، وبغض النظر عن البعد الأخلاقي في الموضوع، فإن للجنس حجمه المحدد في حياة الفرد. أما في العالم العربي فالجنس هاجس رئيسي في حياة الناس، الجنس العربي وحش خرافي خارج عن السيطرة كضغط الدم، فقد حوله الكبت النفسي والاجتماعي من غريزة طبيعية إلى
-
يد في النار | الأمير كمال فرج
في بعض الأحيان أدخل في سجالات مع أشقاء من جنسيات عربية مختلفة، حول مصر، وينتقد بعضهم في مصر أشياء كثيرة، .. هل تعرفون أكثر ما لا يعجب الشقيق العربي في مصر ؟.. " الديكتاتورية " ، تصوروا .. ، وبمجرد أن تذكر كلمة " الدكتاتورية " يتملكني الغيظ، وأرد عليه .. يا أخي ابدأ بنفسك أولا، وأنا بذلك أشير بطريقة مؤدبة إلى بلده التي تعاني من مشاكل أخطر وأعمق، وأكثر فداحة من التي تعانيها مصر ، ومنها أيضا الدكتاتورية. ينتقد الشقيق العربي مصر لأنها لا تحارب
-
هواء مشترك | الأمير كمال فرج
يتعمد البعض حصر الثقافة كمعنى ومدلول في أطر معينة ثابتة، وكتب وتخصصات معينة، وقوالب ثابتة كقوالب الطوب، يختطفون الثقافة ويضعونها في علبة زجاجية في متحف، ويكتبون عليها عبارة " ممنوع اللمس " . يمارسون بإصرار الثقافة الموجهة التي تملي عليك " إقرأ هذا ولا تقرأ ذاك " ، يتعاملون مع الثقافة كملكية خاصة . إرث تركه أهاليهم. يتحدثون عنها بحذلقة وفوقية غريبة. الثقافة بعيدا عن التعريفات والنظريات المتشابكة تجربة إنسانية بسيطة تحمل مدلولات وعبر وحكم ورؤى واستشراف. قد تظهر على لسان سيدة أمية أو فلاح في حقل،
-
هجرة مشروعة | الأمير كمال فرج
لسنوات طويلة ظلت " الهجرة " كلمة مستهجنة، تعني ـ بدون تفكير ـ حرمان الوطن من كفاءاته، والبعض يلعب على الوتر الحساس، ويصفها ـ بطريقة استعارية ـ بمغادرة الطيور أعشاشها، وجحود الأبناء للوطن. ولم يدر هؤلاء أن " السعي " أمر إلهي، وأن البحث عن الرزق في بلاد الله الواسعة تكليف شرعي، والهجرة ليست كلها شرا، وليست نكرانا لجميل الوطن، بل تكون في كثير من الأحيان عونا للوطن، من خلال التحويلات المالية التي يحولها المهاجرون لأوطانهم، أو الاستزادة من العلم والاستفادة من تلاقح الثقافات، أو
-
نصر افتراضي | الأمير كمال فرج
انتقد الكثيرون ألعاب الكمبيوتر، وعددوا مخاطرها، ومنها قلة الحركة، وتبديد الوقت، والسلوكيات السيئة التي تنتقل مباشرة إلى الطفل، فاللعبة هنا وما تتضمنه من مواقف وأشخاص ومعاني أصبحت قدوة مباشرة للطفل، وهي ليست قدوة عادية، ولكنها قدوة مزوقة مدهشة بالإغراء والتسلية، تدخل مباشرة إلى العقل، ولكن هناك سلبية خطيرة لألعاب الكمبيوتر لم يتطرق لها أحد. ألعاب الكمبيوتر توفر للطفل مباريات ومسابقات، وتغريه لتحقيق الفوز بنقاط ومؤثرات صوتية، وعندما يحرز الطفل الفوز يتقافز على الكرسي ويصيح، فقد حقق المراد وفاز في اللعبة، ولكن
-
نسيج واحد | الأمير كمال فرج
حينما أقابل أي شخص، في الشارع ، في الباص، في أحد الأماكن العامة، أو أقرأ لأي كاتب، أو أشتري من أي بائع، أو أضم صديقا على الفيس بوك، لا أفكر أبدا في ديانته، لا أعلم هل هو مسيحي أو مسلم أو غير ذلك ، وقد تستمر علاقتنا لسنوات طويلة دون أن أعرف هذه المعلومة، فأنا لا أهتم أبدا بذلك، ومعظم الناس كذلك، ربما أهتم بالبلد التي ينتمي إليها الشخص، وهذا من باب الفضول، ومعرفة ذلك قد تثير نقاشات مشتركة. حتى
-
نزعة التمييز | الأمير كمال فرج
خلق الله الناس سواسية، لا فرق بين عربي أو عجمي، أو أبيض وأسود، ولا بين وزير وخفير، ولا عامل أو صاحب العمل، لا ذكر أو أنثى، فالناس في المجتمع الإسلامي متساوون كأسنان المشط. ولكن التمييز كان منذ الأبد جناية الإنسان على أخيه الإنسان، فمنذ الأزل وهناك نزعة بشرية للتمييز بين البشر، هناك دائما رغبة في الاستعلاء، فهذا يود أن يكون أعلى من هذا، وذاك يتوق داخل نفسه ليكون الأعلى هو الآخر، الرغبة في التمييز كانت دائمة آفة اجتماعية لصيقة بالبشر منذ
-
معركة خاسرة | الأمير كمال فرج
إذا تركنا قيمنا الجميلة أمام الطوفان ستختفي، وتصبح بعد سنوات قليلة جزءا من الماضي، لو تركناها تصارع أمام فوضى الفضائيات ومنتجي الأغاني الهابطة وسرطان الجنس وأخطبوط التقنية. ستكون المعركة خاسرة، وتموت، ولكن لو تمسكنا بها وساعدناها على البقاء والتطور ومواكبة العصر، ستظل كالشجر القوي الذي ينتصر كل يوم على الرياح. من هذه القيم الجميلة الشعر الذي تراجع بصورة مخيفة، الشعر ديوان العرب الذي صمد أكثر من 1500 عاما ، وبقى ملهما ومعلما للأدب والجمال والخلاق، هاهو يتراجع في سنوات قليلة، ويوشك
-
موضة عربية | الأمير كمال فرج
نشأ الملبس في العصور القديمة لوظيفة أساسية محددة، وهي ستر الجسد، فكان الإنسان البدائي يرتدي جلود الحيوانات وأوراق الشجر لتحقيق هذه الغاية، ولكن مع تتابع العصور أصبحت الأزياء جزء من الثقافة والشخصية وأداة من أدوات التعبير عن الرأي والفكر والتوجه الاجتماعي، حتى أنها أصبحت في بعض الأحيان وسيلة للتمرد والاحتجاج والصراخ النفسي. إذا شاهدت شخصا لا تعرفه، يمكن عن طريق ملابسه أن تحصل فورا على تقرير سريع عن مستواه الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وللملبس دور آخر مهم، فله دور في تحديد الحالة
-
مصر الحرة أحلى | الأمير كمال فرج
" مصر الحرة أحلى " ، لأن الحرية أجمل وأصدق وأدعى للاحترام، ومن يملك حريته يملك مستقبله، الحر يجبرك على الاحترام، والعبد يثير الشعور بالشفقة، ما فائدة أن تكون الصورة جميلة، والمرض ينخر كالسوس في الواقع، ما جدوى أن تبتسم الوجوه ، بينما النفوس مقهورة، ما فائدة الاحتفالات البراقة والألعاب النارية، والأناشيد الوطنية، بينما الحضور كل منهم مقيد في كرسيه بسلسلة؟، ماذا سنستفيد بالأمن والأمان بينما إرادة الشعب مكسورة الجناح. " مصر الحرة أحلى " شعار أقترحه ليكون عنوانا لحملات الترويج السياحي المصرية المقبلة،
-
كائن هلامي | الأمير كمال فرج
هل يفصل الصحفي ..؟ نعم ، هل يسجن ..؟، نعم، هل ينقل بجرة قلم من الديسك المركزي إلى الإعلانات..؟، نعم، هل يمكن محاصرته وتجويعه واغتياله ..؟، نعم، ولكن الصحفي في النهاية لا يموت، .. الصحفي أصعب خصم، وأقوى مقاتل، ليس من السهل هزيمته، لا تنفع معه الملاكمة، ولا الطعن في الظهر، ولا القنابل الانشطارية، ستنفجر القنبلة الجبانة في وجهه، ولكن بعد قليل سيتبدد الدخان، ويظهر الصحفي دون أن يصب بخدش. القنابل التي تزرع في السيارات، والمنازل، والرصاص، والسكاكين، قد تؤذي الجسد
-
مراكب ورقية | الأمير كمال فرج
يحرص الكثير من الآباء على التجهم كلما دخل المنزل، اعتقادا بأن الجدية والصرامة كفيلان بتعويد الأبناء على مهابة الأب واحترامه، تماما كما كان يفعل " سي السيد " في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، بمجرد إعلان طرقات الباب عن عودته، ينزوي الأطفال ومعهم الأم في أحد الأركان، خوفا من غضبه العارم. ورغم أن كاركتر " سي السيد " رصد صورة الأب في الخمسينيات، مازالت هذه الصورة الرجعية للأب موجودة في العقول والأذهان، والسبب ربما يكون فهم غير صحيح لمعنى القوامة، أو ميراث اجتماعي خاطيء، أو جهل
-
لوحة بدون توقيع | الأمير كمال فرج
الفنان لورين هاريس أحد أفراد " مجموعة السبعة " التي تضم فنانين انطباعيين كنديين في أوائل القرن العشرين. هاريس كان نادرا ما يوقع أعماله الفنية، هل تعرفون السبب؟، فقد كان يفضل أن يترك للأشخاص تقييم جودة العمل ذاته، بدلا من النظر لاسم الفنان الذي أبدعه.حالة نادرة من الإيثار والانحياز للقيمة والموضوعية قلما وجدناها في حياتنا المعاصرة، حيث تطغى الذاتية والأنانية والفردية، والكل يقول " أنا " ، او كما يقول المثل " أنا ومن بعدي الطوفان " ، من هذا الذي يرضى أن يكتب قصيدة ولا يضع اسمه
مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
نعم
69%
لا
20%
لا أعرف
12%
|
المزيد |